إعلان
إعلان

بانوراما كووورة: السودان.. قرار تاريخي ولقب مثير

بدر الدين بخيت
20 ديسمبر 202008:40
أرشيفية

شهدت كرة القدم السودانية، في 2020، اتخاذ قرار تاريخي ارتبط بلقب دوري مثير، وقد اتخذ القرار في معركة مفصلية بين معسكرين داخل اتحاد الكرة، بينما تحقق لقب الدوري المثير بعد معركة بين الغريمين التقليديين المريخ والهلال.

في 17 مارس/أذار 2020، صدر قرار تعليق الدوري السوداني من قبل وزارة الشباب والرياضة السودانية، متزامنا مع قرار اتحاد الكرة السوداني باتباع الاحترازات الصحية بخوض المباريات بدون جمهور، واستمر تعليق الدوري لأكثر من 3 أشهر.

دعا الدكتور كمال شداد رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة السوداني لاجتماع مجلس إدارة يوم 28 يونيو/حزيران لمناقشة بندين فقط، هما عودة النشاط واستكمال المسابقات، ولكن الاجتماع شهد معركة عنيفة ما بين مؤيد ومعارض، لكن انتصرت إرادة المؤيدين.

لكن بعد يومين أصدرت وزارة الرياضة السودانية قرارا بتعليق الدوري من جديد، وبعد أكثر من شهر من التعليق الجديد، قرر شداد من جديد استكمال الدوري، فعاد الدوري السوداني، فلعب 7 جولات لـ17 فريقا.

إصرار شداد على عودة النشاط واستكمال الدوري، يعود إلى تجنب الوقوع في خطأ إداري وخلق أزمة بين الأندية المتنافسة على التمثيل القاري لهذا الموسم وأندية الموسم الماضي، وإعداد الأندية الممثلة للسودان قاريا بدوري الأبطال وكأس الكونفيدرالية فنيا، وتجهيز المنتخب لمباراتي غانا بتصفيات كأس أمم إفريقيا.

بعد استكمال الدوري فاز المريخ باللقب، وحل الهلال ثانيا في الترتيب فلعبا بدوري الأبطال، واحتل كل من الهلال الأبيض والأمل عطبرة الترتيبين الثالث والرابع المؤهلين للعب بالكونفيدرالية.

قرار شجاع

يقول عبد الرحمن عبد الرسول مدير إدارة البرامج الرياضية بإذاعة السودان ومعد أشهر برنامج إذاعي رياضي في تاريخ السودان "برنامج عالم الرياضة" المستمر منذ نصف قرن، لكووورة: "قرار عودة النشاط واستكمال الدوري كان قرارا شجاعا جدا".

وأضاف عبد الرسول: "الذين عارضوا عودة النشاط واستكمال الدوري لم يكونوا موفقين".

واستطرد: "اكتمل الدوري السوداني في الأسبوع  الأخير من أكتوبر/تشرين أول الماضي، ودخلت أنديتنا الأربعة المشاركة بدوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفيدرالية بعد شهر من ذلك، فوجدت نفسها جاهزة للمعارك القارية".

وواصل: "فما بالك لو شاركت أنديتنا الأربعة، قاريا في ظل عدم استكمال الدوري، كانت سوف تتساقط من الدور الأول، فاستكمال الدوري أعاد للاعبين لياقتهم البدنية وأهلهم فنيا لأنهم خاضوا المباريات القارية بقوة ونجاح وتأهلوا لدور الـ32".

واختتم: "لهذا فإن المطالبين بعدم استكمال الدوري، توصلوا لقناعة بأن قرار الاستكمال كان صائبا وصب في مصلحة الأندية المشاركة قاريا، وفي مصلحة المنتخب الذي عاد للمنافسة على بطاقة مؤهلة لنهائيات إفريقيا 2021، بعد الفوز على غانا".

اللقب المثير

لقب الدوري السوداني في 2020 والذي أطلق عليه اصطلاحا "دوري كورونا" كان من نصيب المريخ، حيث حققه بجدارة وإثارة، لأنه بعد استئناف الدوري كان فارق النقاط بينه وبين الهلال المتصدر وقتها 5 نقاط كاملة.

نجح المريخ في الاستفادة من تعثر الهلال بالتعادل وقلل فارق النقاط، وجاء ليحسم اللقب بالفرصتين التعادل أول الفوز، محققا الفوز بهدف السماني الصاوي.

لقب "دوري كورونا"  كان هو الثالث للمريخ على التوالي، لكن الأمر الغريب أنه تحقق في ظل اضطراب وعدم استقرار الأجواء حول فريق كرة القدم، بسبب عدم الالتفاف حول الفريق إعلاميا وجماهيريا، جراء الحملات المنظمة ضد مجلس إدارته بهدف التخلص منه.

محلل الدوري السوداني الممتاز، اللاعب الدولي السابق والمدرب الهادي آدم فسر لكووورة سبب فوز المريخ بلقب "دوري كورونا" رغم اضطراب الأحوال.

يقول الهادي آدم: "أرى أن دائرة الكرة والإدارة الرياضية لعبت دورا كبيرا في عزل اللاعبين عن الأجواء المحيطة بهم، وجعلتهم يتفرغون ويركزون على المباريات، ذلك إلى جانب دوافع اللاعبين الذاتية وشعورهم بالمسؤولية، وذلك فأحيانا ظروف النادي تكون محفزا لأداء اللاعب لشعوره بالانتماء القوي تجاهه".

وأضاف: "لا ننسى أن المريخ أثبت أنه يملك لاعبين جيدين، يؤدي بهم مبارياته بشكل جيد ويحقق الانتصارات، وذلك يؤكده ما حدث للفريق في مباراة الدور التمهيدي بدوري أبطال إفريقيا قبل أسبوعين، حيث فقد 4 لاعبين في الشوط الأول دفعة واحدة، ولكن الأداء لم يختل، بل وحقق الفريق الفوز في الشوط الثاني بهدفين".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان