إعلان
إعلان

أكثر من مجرد هدف.. نونيز يُخرس ألسنة المنتقدين

سمير بدر
22 نوفمبر 202511:22
Al Ittihad v Al Hilal - Saudi Pro LeagueGetty Images

في لحظة واحدة فقط، استطاع الأوروجوياني داروين نونيز، مهاجم الهلال السعودي، أن يقلب الطاولة على كل الأصوات التي شككت في قدراته خلال الأسابيع الماضية. 

المهاجم الهلالي، الذي تعرّض لسيل من الانتقادات بسبب تذبذب مستواه وإصابته، اختار الرد بالطريقة التي يعرفها جيدًا، والمتمثلة في تسجيل هدف مميز في شباك الفتح، أعاد من خلاله الثقة لنفسه، وأخرس ألسنة المنتقدين، وأكد أنه ما زال قطعة مهمة في مشروع الهلال الهجومي.

ويستضيف الهلال، نظيره الفتح، مساء اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين.

الهلال يحتل المركز الثالث برصيد 20 نقطة، فيما يحتل الفتح، المركز الخامس عشر برصيد 5 نقاط، بجدول ترتيب دوري روشن للمحترفين.

هدف مثير

قرر الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني للهلال، الدفع بالمهاجم الأوروجوياني في التشكيلة الأساسية للزعيم، بعد عودته من الإصابة التي ضربته في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وتمكن داروين نونيز من التسجيل في الدقيقة 26 من عمر الشوط الأول، بعد مرور رائع من حارس الفتح، ثم أودع الكرة في الشباك بنجاح.

ويعد ذلك هو الهدف الرابع لنونيز بجانب تمريرتين حاسمتين في 6 مباريات خاضها هذا الموسم في دوري روشن السعودي للمحترفين.

ويعد ذلك هو الظهور الأول لنونيز مع الهلال في الدوري المحلي، منذ مشاركته الأخيرة ضد اتحاد جدة يوم 24 أكتوبر/تشرين أول الماضي، عندما انتصر فريقه 2-0.

الرد على الانتقادات

لم يكن هدف داروين نونيز أمام الفتح، مجرد تسجيل عادي يعيد مهاجمًا إلى قائمة الهدّافين، بل كان بمثابة بيان واضح وعلني يقدّمه اللاعب لكل من انتقده خلال الأشهر الماضية.

وفي ظل الجدل الكبير حول مستواه وتكرار إصاباته، وجد البعض أن الصفقة لم تحقق ما كان يُنتظر منها، وأن المهاجم الأوروجوياني لم يظهر بالقوة المطلوبة.

هذه الأصوات ارتفعت أكثر مع غيابه الطويل منذ أكتوبر/تشرين أول الماضي، وبدأت الشكوك تحوم حول قدرته على التأقلم مع إيقاع الفريق، بل هناك من ذهب أبعد من ذلك، واعتبر أن الهلال بحاجة لبديل جاهز يمكنه سد الفراغ الهجومي بشكل أفضل.

لكن داروين نونيز، بعودته ومساهمته المباشرة في صناعة الفارق، قدّم الرد الأكثر قوة، وهو التأثير داخل الملعب، وليس عبر التصريحات أو المبررات.

اللاعب أظهر شخصية قوية في المباراة؛ تحركاته كانت أكثر حدة، والضغط الذي يمارسه على دفاع الفتح كان واضحًا، إضافة إلى إصراره على البحث عن المرمى في كل هجمة. 

ولعل هدفه في الفتح، جاء ليعكس هذه الروح، وقوة شخصيته من أجل قيادة خط الهجوم بالمراحل المقبلة.

كما أن أرقامه، رغم قلة مشاركاته، تثبت قيمته الفنية؛ فأربعة أهداف وتمريرتان حاسمتان في ست مباريات فقط، تُظهر لاعبا مؤثرا لا يحتاج سوى للثقة والاستمرارية.

إنزاجي بدوره بدا مقتنعًا بعودة اللاعب، والدفع به أساسيًا بعد فترة غياب طويلة، يعكس الإيمان الكامل بقدراته، وأن الهلال ينتظر منه دورًا أكبر خلال المرحلة القادمة، خاصة في ظل ازدحام المباريات وتعدد المنافسات.

وبين الانتقادات التي لاحقته، والرد العملي داخل الملعب، بدا نونيز وكأنه يقلب صفحة الماضي، ويكتب فصلاً جديدًا مع الهلال؛ فصلاً عنوانه الجاهزية والقدرة على صناعة الفارق وقت الحاجة.

ورقة رابحة

ومع عودة نونيز إلى التوهج، يكتسب الهلال ورقة هجومية مهمة قبل الدخول في سلسلة من التحديات الثقيلة، سواء في كأس الملك أو دوري أبطال آسيا للنخبة أو بقية استحقاقات الموسم. 

الهلال مقبل على فترة مزدحمة ومصيرية، يحتاج فيها إلى كل لاعب جاهز وقادر على صناعة الفارق، ونونيز تحديدًا يمتلك الأدوات التي تمنح الفريق عمقًا هجوميًا إضافيًا، لا يمكن الاستغناء عنه.

تواجد مهاجم يمتاز بالقوة البدنية واللمسة الأخيرة والتعامل الممتاز داخل منطقة الجزاء، سيكون عنصرًا حاسمًا في مباريات الأدوار الإقصائية، حيث لا مجال للأخطاء أو إضاعة الفرص.

ونونيز، بعودته التدريجية للمستوى المعهود، سيمنح إنزاجي، حلولًا إضافية للتدوير، ويخفف الضغط عن بقية عناصر الخط الأمامي، خاصة مع كثرة الإصابات وطول الموسم.

فالهلال يعتمد على تنوع خياراته الهجومية، ومع وجود نونيز في جاهزية عالية، يصبح الفريق أكثر قدرة على التعامل مع السيناريوهات المختلفة، سواء أمام الدفاعات المتكتلة في كأس الملك، أو أمام السرعات العالية والندية في دوري أبطال آسيا للنخبة.

ومع استمرار انسجامه مع المجموعة، قد يكون نونيز أحد أهم الأسلحة التي يعوّل عليها الهلال لاستكمال مشواره نحو المنافسة على كل البطولات، في موسم يحمل الكثير من الطموح والضغط والمسؤولية.

وبهذا الأداء والمردود، يبدو أن نونيز لا يعود فقط كلاعب تجاوز إصابة، بل كقطعة مؤثرة في مشروع الهلال القادم، وأحد العناصر التي قد تصنع الفارق في الطريق نحو منصات التتويج.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان