لطالما كان لاعبو أمريكا الجنوبية النجوم الحقيقيين لكرة القدم الاسبانية
لطالما كان لاعبو أمريكا الجنوبية النجوم الحقيقيين لكرة القدم الاسبانية منذ خمسينات القرن الماضي عندما قاد الفريدو دي ستيفانو وخوسيه سانتا ماريا وهيكتور ريال فريق ريال مدريد لاحراز لقب بطولة كأس الابطال خمس مرات متتالية.
ومنذ ذلك الوقت شغلت اخبار نجوم أمريكا الجنوبية الكبار أمثال ديدي ولويس بيريرا وخورخي فالدانو ودييجو مارادونا وروماريو وريفالدو ورونالدو ورونالدينيو العناوين الرئيسية في مسابقة دوري الدرجة الاولى الاسباني "لا ليجا".
الا أن الوجود الامريكي الجنوبي الكروي في أسبانيا له جانب مظلم أيضا.
حيث توجد بأسبانيا فئة من بين لاعبي أمريكا الجنوبية المعروفون باسم "سوداكاس" يتمتعون بسمعة رديئة بأنهم مجرد مرتزقة لا يهتمون سوى بصرف شيكاتهم أكثر مما يهتمون بولائهم لانديتهم الاسبانية.
ولاشك في أن جميع اللاعبين الذين وردت أسمائهم بالسابق باستثناء رونالدينيو قد مروا بمشاكل مالية مع أنديتهم الاسبانية في وقت أو آخر.
وخلال هذا الصيف ساعد سلوك اللاعب الارجنتيني روبرتو أيالا والبرازيلي ريكاردو أوليفييرا على ترسيخ صورة هذا النموذج السلبي للاعبي أمريكا الجنوبية في أسبانيا.
فأيالا ذلك المدافع الذي لا يخطئ وصخرة الدفاع القوية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان دخل في مشاكل جديدة مع ناديه الاسباني بلنسية.
وقبل ثلاث سنوات أثار أيالا غضب الجماهير الاسبانية عندما ادعى أنه يعاني من إصابة غامضة لم يتمكن أطباء بلنسية من اكتشافها. وسرعان ما اختفت الاصابة الشهيرة بعدما تضاعف راتبه بالنادي.
وطالب أيالا /33 عاما/ الان بزيادة أخرى في راتبه أو الانتقال من النادي. ويقف حليفا مع أيالا في مشكلته وكيل الاعمال الارجنتيني المثير للجدل جوستافو ماسكاردي الذي اعترف الاسبوع الماضي بأنه تقاضى أكثر من مليون دولار عن طريق "هندسة" صفقة انتقال مواطنه بابلو آيمار من بلنسية إلى ريال سرقسطة.
ويسعى ماسكاردي جاهدا الان لنقل أيالا من بلنسية لفريق فياريال حيث صرح أمس الاول الجمعة قائلا "من الواضح أن روبرتو ليس سعيدا في بلنسية .. وسيصب انتقال اللاعب لنادي آخر في مصلحة الجميع".
وهاجم أيالا علنا في اليوم نفسه رئيس بلنسية خوان سولير الذي دخل في صراع شرس مع ماسكاردي منذ عدة أشهر وكذلك رئيس اللجنة الفنية بالنادي أميديو كاربوني.
وقال أيالا "لا أستطيع أن ألعب مجددا لبلنسية تحت هذه الظروف".
وعاد أيالا لتوه من رحلة لم يصرح له بها إلى الارجنتين ولم يشارك اللاعب في مباراة بلنسية السابقة بالدور التمهيدي بمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام نادي سالزبورج النمساوي يوم الاربعاء الماضي.
وهاجم كاربوني الذي ظل زميلا لايالا بصفوف بلنسية لست سنوات زميله السابق أمس السبت.
وقال كاربوني "لقد خاب ظني في أيالا .. فما نحتاجه هنا هو لاعبون ينتمون لقميص الفريق وليس للشيكات".
وأكد كاربوني أنه يفضل بيع أيالا لنادي خارج أسبانيا عن بيعه لاي نادي أسباني آخر.
وفي اشبيلية لا يقل غضب جماهير المدينة من أوليفييرا عن غضب جماهير بلنسية من أيالا. حيث يرفض أوليفييرا الانضمام لتدريبات ما قبل الموسم الجديد مع ناديه ريال بيتيس ويطالب بمد إعارته لنادي ساو باولو البرازيلي.
وكان أوليفييرا قد تلقى إصابة كبيرة في الموسم الماضي وطلب إعارته لنادي برازيلي حتى يتماثل للشفاء بالقرب من أسرته. والان لا يريد أوليفييرا العودة إلى بيتيس برغم أن عقده مع النادي يمتد لعام .2008
ومثلما فعل أيالا من قبل فقد أضرب أوليفييرا عن اللعب في الموسم الماضي مطالبا بزيادة في راتبه مما أفقده شعبيته بين جماهير بيتيس.
وصرح رئيس بيتيس خوسيه ليون أمس السبت قائلا "كنا ندفع لاوليفييرا راتبه خلال فترة إصابته .. ووفرنا له أفضل رعاية طبية ممكنة .. والان كل ما نطلبه منه هو العودة هنا لان فترة إعارته إلى ساو باولو انقضت قبل أسبوعين".
وأضاف ليون "أن أوليفييرا يجب أن يتوخى الحذر من إلحاق سمعة سيئة بلاعبي أمريكا الجنوبية".
ويحاول أوليفييرا جاهدا اللحاق بمباراة العودة بنهائي بطولة كأس لبيرتادوريس بين ساو باولو وفريق إنترناسيونالي يوم الاربعاء المقبل في بورتو أليجري.
وادعى راماليو مدرب ساو باولو أمس أنه لا يعرف شيئا على الاطلاق عن مطالبة بيتيس لاوليفييرا بالعودة فورا إلى مدينة اشبيلية.
يعرف عن معظم لاعبي أمريكا الجنوبية في أسبانيا أنهم أمناء ومحترفون مهذبون برغم أنهم عادة لا يوجد لديهم الولاء الذي تبغيه الجماهير لقمصان أنديتهم.
الا أن سلوك أيالا وأوليفييرا يهدد بتدمير سمعة لاعبي أمريكا الجنوبية في أسبانيا في وقت بات تدفق المهاجرين من أمريكا الجنوبية على أسبانيا يخلق نوعا من الخشونة وحتى العصبية في المجتمع الاسباني.