
لم تكتب لتجربة الهدف الذهبي الاستمرارية في منافسات كرة القدم، بعدما توقّف العمل بها عام 2004، بيد أنها تسببت في لحظات جميلة وتاريخية لعشاق الساحرة المستديرة، خصوصا في البطولات الكبيرة.
وربما يكون هدف الألماني أوليفر بيرهوف الشهير بمرمى التشيك في المباراة النهائية لبطولة كأس أوروبا 1996 (2-1)، هو الهدف الذهبي الأهم في تاريخ كرة القدم، إلى جانب هدف الفرنسي ديفيد تريزيجيه في نهائي البطولة ذاتها بمرمى إيطاليا عام 2000، لكن عندما يتعلّق الأمر بنهائيات كأس العالم، فإننا نتذكّر جميعا الهدف الذهبي الأول في تاريخ البطولة.
جاء هذا الهدف في 28 حزيران/يونيو 1998، في الدور ثمن النهائي من كاس العالم التي أقيمت في فرنسا، حينها لعب منتخب الدولة المضيفة أمام نظيره باراجواي، واستمر التعادل السلبي حتى الدقيقة 113، عندما رفع روبير بيريس كرة عرضية على رأس تريزيجيه الذي هيّأها بدوره إلى المدافع لوران بلان، فما كان من الأخير إلّا أن يتابعها في شباك الحارس العملاق خوسيه لويس تشلافيرت، ليعلن الحكم انتهاء المباراة وتأهل "الديوك" إلى ربع النهائي.
كان هذا الهدف الأكثر أهمية في مشوار فرنسا بالبطولة، حيث واصلت طريقها لتفوز باللقب بعد الفوز على البرازيل في النهائي بثلاثية نظيفة كان نصيب زين الدين زيدان منها ثنائية.
وتم تسجيل 3 أهداف ذهبية أخرى في تاريخ كأس العالم، جميعها في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
ففي الدور ثمن النهائي، واصلت السنغال مفاجآتها في البطولة، بعدما جرّت السويد إلى شوطين إضافيين إثر انتهاء زمن المباراة الأصلي بالتعادل 1-1، وفي الدقيقة 104، مرّر يابي ثياو كرة بكعبه إلى بطل المباراة هنري كامارا، الذي بدوره شقّ طريقه من العمق وسدّد في الشباك معلنا نهاية اللقاء.
وفي الدور ذاته، احتاجت المضيفة كوريا الجنوبية لهدف ذهبي من إمضاء أهن جونج هوان في الدقيقة 117، بعد انتهاء الزمن الأصلي بالتعادل مع إيطاليا 1-1، في مباراة شهدت جدلا كبيرا حول التحكيم الذي لعب دورا كبيرا في فوز كوريا الجنوبية.
وإذا كانت قاعدة الهدف الذهبي قد ابتسمت للسنغال في ثمن النهائي، فإنها انقلبت ضدها في دور الثمانية، حيث لجأ الحكم لشوطين إضافيين بعد تعادل السنغال وتركيا 0-0، وفي الدقيقة 94، استقبل إلهان مانسيز تمريرة من زميله أوميت دافالا، ليسجّل الهدف الذي أبكى (أسود التيرانجا)، وفجّر احتفالات صاخبة في تركيا التي بلغت بدورها نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخها.
وكان الاتحاد الدولي يعتمد على قاعدة الهدف الذهبي التي تتوقف على إثرها المباراة بمجرد تسجيل أحد طرفيها لهدف في الشوطين الإضافيين، فيما اعتمد الاتحاد الأوروبي منذ آب/أغسطس 2002، على قاعدة الهدف الفضي حيث لا تتوقف المباراة بمجرد تسجيل الهدف، وإنما يستكمل الفريقان الشوط الإضافي بأكمله، وإذا لم تتغير النتيجة، فإن الفريق الذي سجل الهدف يعلن فائزا.
قد يعجبك أيضاً



