مع فوز ملف أوكرانيا وبولندا بحق التنظيم المشترك لنهائيات كأس
مع فوز ملف أوكرانيا وبولندا بحق التنظيم المشترك لنهائيات كأس الامم الاوروبية (يورو 2012) لم يعد أمام أوكرانيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق سوى الاستعداد الجيد وبشكل خاص للمشاركة في استضافة أكبر البطولات الاوروبية ولم يعد أمامها سوى الارتقاء باستعداداتها بشكل كبير لاستضافة البطولة.
وقد تكون شبكة الطرق هي أكثر أقسام البنية الاساسية التي تحتاجها أوكرانيا بل إنها تفتقد لوجود شبكة طرق حقيقية.
ولا يوجد في أوكرانيا سوى طريق سريع دولي وحيد وهو ذلك الطريق الممتد من العاصمة إلى مطار كييف ويمتد لمسافة 14 كيلومترا فقط.
أما باقي أنحاء أوكرانيا فيربطها طريق الاسفلت الذي يعود إنشائه للعهد السوفيتي والذي يتسع لثلاث حارات فقط ويتسع في بعض الاماكن ويضيق في أخرى كما يعاني من توقفات سيارات النقل الضخمة بسبب الاعطال وبالتالي لن يكون مناسبا لاستيعاب عشرات الالاف من السيارات المنتظر أن تدخل إلى أوكرانيا ليتابع أصحابها فعاليات البطولة التي تمتد على مدار أسبوعين.
ولم تبذل الحكومة جهودا مشجعة لتحسين وتطوير الطرق حيث تأخرت أحدث المحاولات لتحسين هذه الطرق وكانت محاولة لتمديد هذا الطريق الاسفلتي وتحويله إلى طريق سريع للسيارات والسكك الحديدية بين العاصمة كييف وأوديسا كما شكا السائقون من الاقسام الجديدة التي تم إنشاؤها بدعوى أنها تشهد مشاكل في مستوى الارض أسرع مما كان عليه الحال على الطرق السوفيتية.
وتبدو الفنادق مشكلة أخرى كبيرة في أوكرانيا حيث كان ارتفاع سعر العقارات والمشاحنات بين المجموعات التجارية التي تمتلك الاراضي سببا في ألا يوجد بالعاصمة كييف التي يبلغ تعداد سكانها ثلاثة ملايين نسمة سوى فندق واحد بالمستوى الدولي بالاضافة إلى أربعة أو خمسة فنادق فاخرة ونحو 20 منزلا سوفيتيا تحولت إلى نزل للتجار المسافرين.
ويبلغ إيجار الحجرة في الفندق الجيد نحو 250 دولار في الليلة الواحدة. وفي مناطق الاقامة رديئة المستوى لا يتحدث القائمون على الخدمة باللغة الانجليزية كما يمثل تكييف الهواء أمرا دخيلا وغير صحي ويبلغ إيجار الغرفة 100 دولار أو أكثر.
وخلال آخر حدث دولي كبير استضافته العاصمة كييف وهو مؤتمر مصرفي محدود أقام مئات من الزائرين في سفن تعود للعصر السوفيتي راسية في نهر دنيبرو لان جميع أماكن الاقامة الاقل في المستوى كانت محجوزة بالفعل.
ويضاعف من مشكلة الفنادق كلا من الفساد الاوكراني والبيروقراطية. ويحتاج أي مستثمر إلى مئات التصاريح للسماح له ببناء فندق بل إن بناء بعض الفنادق في كييف استغرق أكثر من عشر سنوات بسبب هذه التصاريح.
تجدر الاشارة أيضا إلى أن كييف تمثل أفضل المدن الاوكرانية الاربعة المقرر أن تستضيف فعاليات يورو 2012 من حيث الاستعدادات الفندقية.
وجعلت صعوبة العمل بالتجارة في أوكرانيا الاستادات في البلاد مشكلة أخرى في طريق البطولة.
وربما يكون أكثر الامثلة وضوحا هو موقف القطارات القريب من استاد كييف فإذا تمكن أحد من الوصول إليه لا يجد أي كلمات باللغة الانجليزية وإنما تقتصر جميع اللافتات الخاصة بالنقل والمواصلات على اللغة الاوكرانية.
ومن أوجه القصور أيضا أن مجمعا تجاريا كبيرا قد بني في مواجهة استاد كييف ولذلك يمنع مسئولو الامن بالحكومة الاوكرانية إقامة المباريات الكبيرة في هذا الاستاد نظرا لان هذا المجمع التجاري يعوق إخلاء الاستاد سريعا.
ويمثل العنصر الامني صداعا آخر في رأس المسئولين في أوكرانيا حيث يعتمد تأمين الاستادات على قوات مكافحة العنف وليس على رجال الامن المكلفين بالعمل في الاستادات وهو ما يتسبب في اشتباكات عديدة بين الشرطة والمشجعين خاصة مع احتفال المشجعين بتسجيل أي هدف.
ولكن على الرغم من جميع هذه المشاكل تبدو العقبة الاهم وأكثر ما تحتاجه أوكرانيا لتنظيم البطولة بشكل مناسب هو الارتقاء بمستوى الخدمات في شتى المجالات والاماكن.
وأكد الرئيس الاوكراني فيكتور يوشنكو لدى عرض ملف بلاده للتنظيم المشترك ليورو 2012 مع بولندا أمام اليويفا على أن أوكرانيا ستتغلب على جميع هذه المشاكل من خلال استثمارات ضخمة في البنية الاساسية وتغيير أسلوب وفكر العمل.