
لم أكن يومًا من مشجعي النادي الإسماعيلي، ولم تُعنني نتائجه في البطولات على الإطلاق. لكن هذا لا يمنعني من الإعجاب الكبير بالكرة الجميلة التي كان يقدمها هذا الفريق، ولذلك أطلق عليه الجمهور والنقاد الرياضيون لقب "برازيل مصر".
جاء هذا اللقب نتيجة الأداء الممتع، والمستويات الرائعة للاعبيه، والمهارات العالية التي يتمتع بها معظم نجومه.
لكن ما يحدث الآن مع النادي الإسماعيلي، واحتلاله المركز الأخير في جدول ترتيب مجموعة الهبوط بالدوري المصري، يثير حزنًا عميقًا لما وصل إليه هذا النادي العريق.
سواء أحببت النادي أم لا، يجب الاعتراف بأنه قدم على مدار تاريخه الطويل العديد من النجوم للكرة المصرية، بداية من الأسطورة علي أبو جريشة وأسرته العريقة التي أنجبت مواهب ونجومًا كبارًا، وغيرهم من اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات الوطنية على مر السنين.
كان الإسماعيلي دائمًا مصدرًا للنجوم الذين انتشروا في أندية مصر، حتى وصل الأمر أحيانًا إلى وجود أكثر من موهبة "إسماعيلاوية" في أندية مختلفة.
الآن، يقف الإسماعيلي على حافة الهبوط إلى الدرجة الثانية، حيث يحتل المركز الأخير برصيد 19 نقطة، وبفارق 3 نقاط عن منطقة الأمان. النادي بحاجة ماسة إلى وقفة قوية من أبنائه السابقين، إدارته، محبيه، وعشاقه، لإنقاذه في مباراتيه الأخيرتين أمام الجونة وغزل المحلة.
المهمة صعبة، خاصة مع المستويات المتواضعة التي يقدمها الفريق، ليس هذا الموسم فحسب، بل خلال السنوات الأخيرة. البقاء يتطلب معجزة، لأنه لا يعتمد فقط على الفوز في المباراتين الأخيرتين، بل أيضًا على نتائج المنافسين.
إذا هبط الإسماعيلي، سيكون الدوري المصري قد ودّع ناديًا جماهيريًا آخر، بعد أندية عريقة مثل الترسانة، والسويس، والأولمبي، وأسوان، وبلدية المحلة، والمنصورة، وطنطا، وغيرها من الأندية ذات الجماهير الكبيرة.
ناقوس الخطر دق منذ فترة في قلعة الدراويش، لكن لم ينتبه المسؤولون لإصلاح المنظومة وإعادة النادي إلى الواجهة.
كان الدوري المصري قويًا ويحظى بمتابعة عربية واسعة عندما كانت الملاعب مكتظة بالجماهير، وهو ما تحقّق بفضل الأندية الجماهيرية، وليس الأندية الرأسمالية، التي تبحث عن الشهرة، والظهور، أو تكوين قاعدة جماهيرية، مع كامل التقدير لها.
فما الحل إذا هبط الإسماعيلي؟ هل سيُلغي الاتحاد الهبوط حفاظًا على الدراويش؟ لا أعلم، لكنني أتمنى بقاء الإسماعيلي، ولو بقرار إداري، رغم أنني لست من عشاقه أو متابعيه.
فهو اسم كبير في المنظومة الرياضية المصرية. الأمر ذاته ينطبق على نادي غزل المحلة العريق، الذي هبط وعاد من قبل، ويُعد المرشح الثاني للهبوط بعد الإسماعيلي.
في النهاية، ما وصل إليه الإسماعيلي هو جرس إنذار للأندية الجماهيرية الأخرى، مثل الاتحاد السكندري، المتواجد في مجموعة الهبوط، لتعمل بجد لتفادي هذا الموقف الصعب الذي يواجه الإسماعيلي وجماهيره العاشقة لكرة القدم.
قد يعجبك أيضاً



