إعلان
إعلان

انحراف في زمن الاحتراف

محمد الجوكر
26 مايو 201420:00
kooora-jocker
إنه العجب العجاب ما تشهده الساحة الرياضية عامة والكروية على وجه الخصوص، وكيف نتعامل مع أنفسنا وغيرنا بطريقة متخلفة ونحن في مرحلة الاحتراف التي للأسف الشديد مازلنا في (kg 1) فيها، وهي المرحلة البدائية التي نتعامل فيها مع هذه المنظومة الكروية التي أصبحت حديث العالم اليوم، بعد أن ارتفع عدد المنضمين في عضوية الاتحاد الدولي إلى 209 دول، تحت مظلة الإمبراطورية الكروية لكرة القدم.

حيث يعتبر «الفيفا» الهيئة الأهم في العالم حالياً من حيث عدد الأعضاء المنتسبين إليه (209 أعضاء)، أكثر من عدد الدول المنتسبة إلى الأمم المتحدة، ونحن جزء من هذه المؤسسة العملاقة علينا أن نسرع ونسابق الزمن من أجل الوصول إلى منظومة العمل الاحترافي الصحيح.

فوجئت بما ذكره المدرب الوطني خليفة مبارك في تصريح له، أمس، بأنه تم إبلاغه بتغييره وإقالته من تدريب منتخب الشباب مواليد 95، حيث تم إعفاؤه بطريقة اعتبرها الأسوأ له في مشواره التدريبي، عندما فوجئ بقرار إبلاغه خلال التدريب بإعفائه من تدريب المنتخب وتكليفه بمنتخب الصغار، وما يحزننا في هذا الجانب ليس عملية التغيير والاستبدال، لأنها ظاهرة صحية في عملية تغيير المدربين سواء في الأندية أو في المنتخبات.

ولكن أن يتم الإبلاغ بالطريقة التي قالها خليفة، ذلك ما يجعلنا نتوقف عندها لأننا لا يجوز أن نتعامل مع مثل هذه المواقف بالطريقة التي تم التعامل بها مع خليفة، فكان الأولى بلجنة المنتخبات أو الفنية أو أي لجنة وما أكثر اللجان في اتحاد الكرة هذه الأيام، كان بإمكانها أن تجتمع مع المدرب وتبلغه بكل المستجدات دون أن تضع نفسها في هذا الموقف أو أن تضع مدربينا المواطنين في هكذا مواقف محرجة، خصوصاً مع المدربين الناجحين في المراحل السنية.

حيث تشمل نجاحات خليفة ثماني بطولات محلية على مستوى المراحل السنية، ونجاحاته مع منتخبات المراحل والتأهل إلى النهائيات، وله تجربة ناجحة مع المدربين سواء الأجانب أو المواطنين، حيث أتيحت له الفرصة والثقة للعمل كمسؤول عن هذه المراحل السنية الخطيرة.

وشخصياً، أعرف خليفة كزميل دراسة ومن عائلة كروية (شقيق عبيد وحميد مبارك لاعبي الوصل السابقين لكرة القدم)، تربى أيام عز نادي الوصل، لعب مدافعاً في مرحلة الثمانينيات وتألق في المدرسة بمرحلة السبعينيات.
وكان رجلاً قوياً داخل الملعب ودوداً خارجه، طيباً لأقصى درجة يتصف بطيبة القلب لا يتحدث ولا يحب الإعلام، كثير العمل قليل الكلام، وهو من أنجح المدربين المواطنين في تقديري خلال الآونة الأخيرة، والذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة العديد من النجوم والعناصر التي تألقت في ظل سماء الكرة الإماراتية.

ما حدث له أمر لا نقبله ولا يقبله اتحاد كرة القدم برئاسة الأخ يوسف السركال الذي يعرف تاريخ هذا الرجل.
هذه الصرخة المؤلمة يجب أن تختفي تماماً من الساحة الكروية حتى لا نصدم ويفاجأ المدربون المواطنون الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل إيصال العمل الصادق بالكلمة والجدية والمثابرة، يكون مصيرهم بهذه الطريقة التي (يتبهدل) فيها المدربون المخلصون والصادقون مع أنفسهم. إنه انحراف في عالم الاحتراف. والله من وراء القصد.


** نقلا عن صحيفة "البيان" الإماراتية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان