انتظروا هؤلاء في روسيا (3): جهانبخش يتسلح بحلم الطفولة للتوهج بالمونديال

يتجدد الموعد كل 4 أعوام، مع أكبر احتفالية كروية حول العالم، يترقبها عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء كوكب الأرض، بحثًا عن وجبة دسمة، بحضور أكبر نجوم اللعبة، وبمنافسات شرسة على أغلى الألقاب، وهو كأس العالم.

ويستعرض كووورة، في حلقات تفصيلية، تحت عنوان "انتظروا هؤلاء في روسيا" أبرز المواهب الصاعدة، المتوقع أن تلمع في كأس العالم، خاصة أن المونديال كان وسيظل منجماً لاكتشاف مواهب جديدة، وطالما ساهم في إثراء الساحرة المستديرة بعباقرة عزفوا أنغام التألق، عبر صفحات كأس العالم.

موعدنا اليوم الخميس، مع الحلقة الثالثة، ولاعبنا علي رضا جهانبخش، جناح منتخب إيران وفريق إي زد الكمار الهولندي:

"والدي كان يحلم أن يراني في كأس العالم، لقد أخبرني بذلك، بعد مشاهدة مباراة معه عبر شاشة التلفاز للمنتخب الإيراني بمونديال 2006".. هكذا تحدث علي رضا جهانبخش، اللاعب الإيراني الموهوب عن أحلامه وطموحاته مع الكرة الإيرانية.

الحكاية بدأت مع تحرك عائلة علي رضا جهانبخش، إلى إقليم قزوين في إيران، وكان علي عمره عامين فقط، إلا أنه كان محظوظاً بهذه الخطوة، لأن هذه المدينة مولعة بكرة القدم، ليبدأ حب الطفل بالساحرة المستديرة في شوارع هذه المدينة، ثم ينضم لأحد الفرق الصغيرة في قزوين اسمه "بايام ألبورز"، ثم التحق بنادي "بيرزيان قزوين" قبل الانضمام وعمره 15 عاماً إلى أكاديمية نادي داماش جيلان.

لمع نجم علي رضا سريعاً، وانضم للفريق الأول وعمره 17 عاماً، ليساهم في تأهل فريقه إلى دوري المحترفين، ثم يلعب على مدار موسمين بالدوري الإيراني، وشارك في 44 مباراة، وسجل 10 أهداف.

وجاءت نقطة التحول في عام 2013، حين تابعه مسئولو نادي إن إي سي الهولندي، وطلبوا ضمه، لتعارض العائلة سفره خارج البلاد وإقامته في هولندا، لكن علي رضا تمسك بخوض التجربة، من أجل تحقيق حلم الطفولة باللعب بالمونديال.

"كانت الخطوة صعبة ولكنها مهمة.. الكرة في أوروبا لها مذاق آخر".. هكذا لخص علي رضا الذي يتمم عامه الخامس والعشرين بعد المونديال، سر تمسكه بخوض التجربة الهولندية.

وشارك رضا سريعاً مع ناديه الهولندي، فور انضمامه، وسجل هدفه الأول معه، في ديسمبر/كانون أول 2013، في بطولة الكأس.

خطف علي رضا الأضواء سريعاً في هولندا، وعمره 20 عاماً، ففي الموسم الثاني مع إن إي سي، سجل 13 هدفاً وصنع 18 آخرين، وفاز بلاعب الموسم ليرحل بعدها إلى ألكمار، ليتذوق طعم اللعب بالدوري الهولندي، بعدما عانى من التواجد في دوري الدرجة الأولى.

لم يقدم علي رضا المستوى المتوقع في أول موسم، وسجل 3 أهداف وصنع 7 آخرين، لكنه تطور سريعاً مع ألكمار، وأصبح أحد أبرز نجوم الفريق، وفي الموسم الحالي سجل 19 هدفاً وصنع 14 آخرين.

ويعد علي رضا، أحد المواهب التي تدرجت في منتخبات إيران، ولعب في بطولة أمم آسيا تحت 19 عاماً، وأيضاً في تصفيات قارة آسيا لأولمبياد 2016، وضمه المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني لإيران، وعمره 20 عاماً فقط، وأشركه في ودية تايلاند لأول مرة.

ولعب علي رضا في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، ولكن أداء إيران لم يكن بالمستوى المنتظر، ولم يلفت رضا الأضواء، وخاض رضا 34 مباراة مع منتخب إيران، وسجل 4 أهداف فقط وصنع 3 آخرين.

ويأمل علي رضا، أن يقدم صورة مغايرة، عما ظهر عليه في مونديال 2014، وتقديم أداء مختلف وهز الشباك لأول مرة في المونديال، وإثبات تطوره.