إعلان
إعلان

انتصار الواقعية أوروبيا

د.محمد مطاوع
03 يونيو 201903:28
mutawe 2019

حقق يورجن كلوب ما خططه له لمدة ناهزت الـ 20 عاما، ورفع أخيرا كاس دوري أبطال أوروبا، لينهي حالة نحس أوروبية رافقته منذ بداية مشواره التدريبي.

هدأ ضجيج الكأس ذات الأذنين، ولم يهدأ الحديث حول المباراة النهائية التي جمعت ليفربول بتوتنهام، حيث فرضت واقعية كلوب نفسها على الأحداث، وسارت الأمور وكأنها مجرد سيناريو تم الإعداد له بشكل دقيق، ونفذ دون أخطاء.

كلوب بدأ بقوة، وخطف هدفا بركلة جزاء، وحاول تسجيل هدف ثان ينهي به الشوط الأول، وبالتالي الاقتراب كثيرا من تحقيق الفوز الذي طال انتظاره، لكن الهدف بقي وحيدا، والشوط الثاني انطلق بفكر مختلف تماما.

هاجم بوكيتينو كما كان متوقعا، ودافع كلوب ايضا بذات التوقع، فالأول يريد العودة مبكرا قبل أن ينسل الوقت من بين يديه، والثاني بدأ باستخدام أوراقه البديلة للحفاظ على التقدم، وقتل الرتم الهجومي الخطير لخصمه.

الشوط الثاني مثل ملحمة حقيقية بين أفكار المدربين، واجه خلالها درع كلوب، سيوف بوكيتينو المشرعة، وبات يتعامل بردود افعال مع الهجمات التي باتت كالسيل العرم، نحو مرمى الحارس اليسون بيكر، رجل المباراة بلا منازع.

في النهاية خطف كلوب هدفا قاتلا بهجمة مرتدة نادرة، وحقق اللقب بواقعية وانضباط تكتيكي شديد، حيث وضع حدا للمغامرات التي عصفت بأحلامه سابقا.

ارقام المباراة حملت تفوق توتنهام في معظم الأرقام، فالحيازة 60-40، واللمسات 1437 مقابل 746، وتصديات حارس ليفربول كانت 8 مقابل تصد وحيد لحارس توتنهام، ورغم ذلك كان التفوق أحمرا.

ورغم فوز كلوب بسلاح الواقعية، إلا أنها قد تكون سلاحا ذو حدين، فواقعية المدرب الألماني نجحت أخيرا، ولكن في المقابل فشلت واقعية ارنستو فالفيردي وأمام ذات الفريق، حين ركن للدفاع وعطّل محركاته الهجومية مرتين أمام الريدز، نجح في الأولى بفضل نجمه ميسي، ولكنه فشل بشكل ذريع في الثانية على الأنفيلد.

مدرب مثل جوارديولا لا يعترف بالواقعية نهائيا، ويواصل ذات النهج الهجومي الهادر واستخدام الحيازة كأسلوب لا يتغير، نحو تحقيق الأهداف، فنجح محليا بالجلوس على عرش الألقاب، وفشل أوروبيا بالخروج على يد توتنهام، بعد مباراة الرد الإعجازية التي فاز بها 4-3 على أرضه ولم تكن كافية لتأهله بعد االخسارة ذهابا بهدف وحيد.

كان بإمكان المدرب الإسباني التفكير بذات الواقعية وتسجيل الأهداف مع الحفاظ على مرماه بتشديد الدفاعات، لكن الأمر لم يسر معه كما أراد، حيث سجل كثيرا، وتلقى أيضا كثيرا ليخرج في النهاية من سباق اللقب.

 في النهاية، تدور الواقعية في فلك أسلوب وخطط اللعب، التي قد تساندها الظروف وتوفيق اللاعبين والحظ، في تحقيق أحلام النجوم وآمال الجماهير.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان