إعلان
إعلان

اليورو: وجه جميل وآخر قبيح

د.محمد مطاوع
20 يونيو 202403:02
mohammad mutawe

لا يمكن لعاقل أن ينكر أهمية بطولة كأس الأمم الأوروبية، باعتبارها نسخة مصغرة من المونديال، وتأتي في المركز الثاني في أوساط الكرة العالمية، فهي تمثل لقاء نادرا لنخبة نجوم الكرة الأوروبية، المسيطرون في الغالب على عقول وقلوب عشاق المستديرة.

ورغم كل ما قامت به -وتقوم- ألمانيا في سبيل تنظيم نسخة فريدة من هذه البطولة، إلا أنها لم تستطع تغطية الكثير من الشوائب التي طفت على سطح الأحداث، وما زالت ترافق عمليات التنظيم الدقيقة، وتفشل الخطط الأمنية التي وضعتها الشرطة الألمانية لحفظ الأمن والنظام خارج وداخل ملاعب البطولة.

ملاعب ممتلئة عن آخرها بألوان الفرق، وتشجيع يهدر طيلة دقائق المباراة سواء للفائز أو الخاسر، واحتفالات جنونية بالفوز، وتشجيع استثنائي عند الخسارة للاعبين الذي بذلوا وسعهم لتمثيل بلادهم خير تمثيل، ولكن ذلك لا يخفي النزعة القومية عند بعض الدول المتنافسة، والتي أدت لحدوث اشتباكات سواء على المدرجات أو في الشوارع المحيطة للملاعب أو حتى الفنادق التي تقيم فيها الجماهير، وكأن الزمن يعيدنا إلى القرون الوسطى، التي شهدت التنازع بين دول القارة.

ما دفعنا للحديث عن هذا الأمر، هو مقارنة بعض المحللين وخاصة الألماني منهم لتنظيم يورو 2024 مع مونديال قطر 2022 الذي أقيم للمرة الأولى في الوطن العربي، مانحين الأفضلية لألمانيا باعتبارها دولة أوروبية تنبض بالحرية، وتسمح بما منع في قطر، الدولة التي حرصت على الحفاظ على تقاليدها المنطلقة من الدين، فيما يتعلق بمحظورات آتت أكلها في التزام الجميع دون استثناء، وحافظت على الأمن من منطلق داخلي، بعيدا عن غياب الوعي، أو الجري وراء خيالات المساواة مع فئات منبوذة مجتمعيا.

لم تحدث اشتباكات بين مشجعين (سكارى) في شوارع الدوحة، وكان دور الأمن رقابيا، في الوقت الذي خصصت فيه الحكومة الألمانية آلاف رجال الأمن، لإيقاف أنهار التعصب، وفض الاشتباكات شبه اليومية بين أنصار هذا المنتخب وذاك، والبطولة ما تزال في أيامها الأولى، والمنافسة لم تشتد بين المنتخبات المرشحة والمتنافسة تاريخيا بعد.

العالم يتغير، والمفاهيم تتحول، ولكن يبقى الخط المستقيم، هو أقصر الطرق للوصول بين نقطتين، وهو ما سيعاني منه المنظمون كثيرا في الأيام المقبلة، على عكس ما كنا نشهد من كرنفالات واحتفالات قبل وأثناء وبعد المباريات في المونديال الذي أقيم وسط شروط صارمة، تهدف لتجريد الرياضة من كل دنسها، وإيصال رسالتها النقية إلى العالم أجمع. 

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان