
قدم منتخب مصر، مستويات باهتة في بطولة كأس العالم للشباب، حيث ودع المنافسات من الدور الأول، بعدما حصد 3 نقاط متساويا مع تشيلي، ولكنه خرج بقاعدة اللعب النظيف، بعد تلقيه عدد أكبر من البطاقات.
وفي الوقت ذاته، استطاع منتخب المغرب، الوصول إلى نهائي المونديال، بعد أداء أكثر من رائع تحت قيادة المدير الفني محمد وهبي، والإطاحة بعدد من المنتخبات المميزة على رأسها فرنسا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وجاء خروج منتخب مصر المبكر، بمثابة صدمة للجماهير المصرية التي فوجئت بهذا الخروج بسبب الحصول على إنذارات أكبر، من بينها إنذارين للجهاز الفني بقيادة أسامة نبيه، وتحديداً للثنائي علاء عبده المدرب العام وحمادة أنور المدير الإداري.
ومع هذا الإخفاق، تذكرت الجماهير المصرية، الإنجاز التاريخي، بحصد الميدالية العالمية الوحيدة على صعيد كرة القدم بالحصول على برونزية كأس العالم تحت 21 عاما، والتي أقيمت عام 2001 في الأرجنتين.
أحد أبرز نجوم هذا الجيل، هو محمد اليماني اكتشاف تلك النسخة، والذي سجل 4 أهداف في مونديال الشباب وكان على وشك الرحيل إلى يوفنتوس، لولا تعرضه إلى حادث سير أبعده لفترة عن كرة القدم وأثر على مستواه.
محمد اليماني بدأ مسيرته في ناشئي الإسماعيلي، قبل رحيله إلى ستاندارد دي لييج البلجيكي عام 1998 في فرق الناشئين، وتمت إعارته إلى ميخيلين في الفترة بين يناير إلى يونيو 2003 قبل انتقاله للزمالك عام 2004.
ولعب اليماني مع الإسماعيلي والاتحاد السكندري والشمس، قبل خوض تجربة قصيرة مع فلوريانا الإندونيسي قبل اعتزاله عام 2011.
واتجه اليماني للعمل في قطاع الناشئين بنادي وادي دجلة لفترة، ثم مسؤول عن الأكاديميات بنادي الإسماعيلي، ثم انضم لمشروع تطوير المواهب تحت رعاية الاتحاد المصري.
وتحدث اليماني في حواره لكووورة عن أسباب الأداء الباهت لشباب مصر في كأس العالم والفارق بين ما يقدمونه وبين منتخب المغرب.. فإلى سطور الحوار:
ما تقييمك لظهور الفراعنة في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً؟
بالتأكيد لست راضيًا مثل باقي المتابعين والجماهير عما قدمه المنتخب في البطولة والخروج بسبب البطاقات الصفراء، ولكن يجب البحث عن الأسباب حتى نتمكن من البناء والتطوير.
وما الأسباب من وجهة نظرك؟
الأسباب واضحة للجميع، الكرة المصرية لديها مشاكل واضحة وكارثية على مستوى قاعدة الناشئين، ولم تعد مثلما كان الوضع قبل 20 عاما، فالأمور اختلفت تماماً بسبب الاستثمار ودخول لغة المال في اكتشاف المواهب والسماح بإنشاء الأكاديميات للحصول على عوائد مالية من العائلات التي ترغب في تطوير موهبة أبنائها وتجاهل المواهب الحقيقية، ثم الكارثة الأكثر ببيع قطاعات الناشئين لمستثمرين، وللأسف يحدث في أندية كبرى والنتيجة مشاكل التسنين والأداء الفني الباهت.
ما الحل في رأيك؟
الاتحاد المصري بدأ الحل من خلال مشروع تطوير المواهب تحت مظلة الفيفا، والذي يعمل على انتقاء المواهب الحقيقية وتطويرها، وهو مشروع يمتد لسنوات طويلة ورؤية على المدى البعيد من جانب هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري.
البعض يحمل المسؤولية للمدرب أسامة نبيه، بعد تصريحاته التي رفض خلالها الاعتذار للجماهير.. ما رأيك؟
من الطبيعي الهجوم على أسامة نبيه، لأنه ليس معقولاً أن تتحدث في التصريحات عن أسباب عدم الدفع بلاعبين مهمين لأنني أوفرهم لمراحل متقدمة.
أهم مباراة في كأس العالم دائماً هي الأولى، وكان يجب الدفع بأفضل العناصر منذ البداية وكان يجب الاستفاقة سريعاً من مباراة اليابان وعدم الخسارة مجدداً، ولكن الحقيقة لدي تحفظات على الاختيارات، وهناك عناصر كانت تستحق الانضمام ولكنني لن أذكر أسماء بعينها.
ما تقييمك لعناصر الجيل الحالي؟
كما قلت الجيل الحالي به عناصر جيدة، ولكن الموهبة تراجعت بصورة كبيرة، ومن الظلم المقارنة بين هذا الجيل وجيلنا الذي حقق المركز الثالث لأكثر من سبب، أبرزها أننا كنا نملك موهبة أكبر، وكل مركز به نجم واثنين يشارك أساسياً في فريقه، بخلاف أننا عشنا لسنوات وكنا نتعامل بحب مع بعضنا البعض.
ما سبب تألق منتخب المغرب للشباب؟
هذا سؤال رائع، المنتخب المغربي الآن يحصد ثمار ما زرعه منذ سنوات طويلة في مشروعات متكاملة لاكتشاف المواهب وتطويرها سواء أكاديمية الملك محمد السادس أو غيرها من مشروعات الجامعة المغربية لتطوير مستوى اللعبة والمدربين، فالآن أصبح لدى المغرب أجيال رائعة ولاعبين عالميين بمعنى الكلمة.
بالمناسبة ما حدث في المغرب، ليس وليد الصدفة، كما أنه حدث من قبل في بلجيكا، وكان كلمة السر في النقلة التي عاشها المنتخب البلجيكي بعد الاعتماد على مشروع الأكاديميات وتطورت المواهب خلاله بصورة رائعة بعد أن كانت مقتصرة على مبو مبينزا فقط.
وهناك دول أخرى بالفعل تعمل في نفس الاتجاه، لأن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، فهناك أساليب علمية يجب إتباعها وخطط بناء وأهداف والأمر يحتاج لوقت ومجهود كبير.
بالحديث عن بلجيكا.. كيف ترى تجربة يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك؟
أنا لعبت في ستاندارد لييج، ولم أسمع عن اسم هذا المدرب من قبل، أعتقد أنه مدرب ضعيف فنياً وبلا بصمة، بدليل أنه كان السبب المباشر في خسارة الزمالك عدة نقاط على رأسها مباراة الأهلي.
ما رأيك في استعانة الأهلي بالدنماركي ييس توروب مدرب جينت السابق؟
أعتقد أنها "عقدة الخواجة" التي تحكم إدارات الأندية في مصر، عماد النحاس كان الأحق باستكمال فرصته ومشروعه، فهو مدرب ناجح وحقق لقب الدوري، وعندما ابتعد، عانى الفريق مع خوسيه ريبيرو.
ما الحل في رأيك لإنقاذ الإسماعيلي بوصفك أحد أبناء النادي؟
مشكلة الإسماعيلي مالية في المقام الأول، فالنادي يحتاج إلى أموال لحل أزمة القيد وشراء لاعبين مميزين يستطيعون قيادة الفريق بخلاف ذلك ستظل المعاناة مستمرة.
هل كنت تتوقع أن تسير على نهج محمد صلاح لولا حادث السير الشهير الذي تعرضت له؟
كل شخص يحصل على نصيبه وحظه في الحياة، وأنا راض بما حدث لي وفخور بخروج مواهب رائعة بعدي لأوروبا مثل محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد، وأتمنى خروج المزيد من المواهب.
قد يعجبك أيضاً



