Getty Imagesنجح الوداد البيضاوي في تحقيق فوز معنوي وتاريخي ثمين، بعدما تفوق على مضيفه أشانتي جولد الغاني بهدف دون رد، في ذهاب الدور التمهيدي الثاني من بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، في اللقاء الذي أقيم على أرضية ملعب العاصمة الغانية أكرا.
وجاء هدف المباراة الوحيد بتوقيع اللاعب جوزيف باكاسو مطلع الشوط الثاني، ليمنح الوداد انتصارًا غير مسبوق في الأراضي الغانية، إذ يُعد هذا الفوز الأول له هناك بعد سلسلة زيارات سابقة لم ينجح خلالها في تذوق طعم الانتصار.
والأهم من ذلك، أن هذا الانتصار يعيد الفريق المغربي إلى الواجهة الإفريقية من جديد، بعدما غاب عنها في النسخة الماضية لأول مرة منذ سنوات.
يأتي فوز الوداد ليعكس بشكل واضح الطفرة الفنية والمعنوية التي يعيشها الفريق هذا الموسم، إذ يحتل صدارة ترتيب الدوري المغربي حتى الآن، ويظهر بعزيمة قوية على استعادة مكانته القارية بعد فترة من التراجع النسبي.
هذا التغيير لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد ميركاتو تاريخي دعم فيه الوداد صفوفه بعناصر وازنة، عقب المشاركة المخيبة في مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث خرج الفريق بخيبة أمل كبيرة. اليوم، يبدو أن النادي الأحمر عازم على كتابة صفحة جديدة تليق بتاريخه ومكانته بين كبار القارة.
تفاصيل فنية دقيقة ومكاسب تكتيكية
من العوامل التي ساعدت الوداد في هذه المواجهة، نقل المباراة من مدينة كوماسي معقل نادي أشانتي إلى العاصمة أكرا، ما جعله يتفادى ضغط الجماهير الغانية المعروف بشراسته. وزادت أفضلية الوداد بعدما أشهر الحكم السيراليوني محمد بوزين كوروما البطاقة الحمراء في وجه الحارس الغاني، ليخوض أصحاب الأرض جزءًا كبيرًا من اللقاء بعشرة لاعبين فقط.
المدرب محمد بنهاشم اختار تشكيلًا متوازنًا ومثاليًا للمواجهة، حيث أشرك الحارس الدولي المهدي بنعبيد، وأمامه رباعي الدفاع المكون من محمد مفيد في الجهة اليمنى وبوشتة يسارًا، مع ثنائي العمق أبو الفتح وفيريرا.
أما وسط الميدان، فشهد حضور القائد المخضرم نور الدين أمرابط الذي شكل محور التنظيم، إلى جانب لامبرات، فيما اعتمد على لورش وباكاسو لدعم الهجوم خلف المهاجم الصريح حمزة الهنوري.
سيطرة ودادية ورعونة هجومية
منذ الدقائق الأولى، فرض الوداد إيقاعه العالي على اللقاء، مستحوذًا على الكرة ومتحكمًا في مجريات اللعب. وكان الجنوب إفريقي لورش نجم الشوط الأول دون منازع، لكنه أهدر عدة فرص محققة أمام المرمى.
في الدقيقة 12، انفرد بالحارس الغاني لكنه سدد خارج المرمى، قبل أن يكرر المحاولة في الدقيقة 25 بعد تمريرة متقنة من محمد مفيد، إلا أن كرته مرت بجانب القائم. ومع الدقيقة 39، تلقى تمريرة رائعة من أمرابط، لكنه سدد كرة ضعيفة في يد الحارس، ليضيع هدفًا محققًا كان كفيلاً بتسهيل مهمة فريقه مبكرًا.
رغم الرعونة الهجومية، واصل الوداد ضغطه الهائل، وسنحت له فرصة خطيرة عبر عزيز كي الذي نفذ ركلة حرة مباشرة ارتطمت بالعارضة في لقطة حبست الأنفاس.
هذا التبذير الهجومي جعل المدرب بنهاشم غاضبًا بشدة، إذ بدا عليه التوتر والانفعال وهو يوجه لاعبيه، مدركًا أن إهدار الفرص قد يكلف الفريق غاليًا أمام منافس يملك خبرة طويلة في التعامل مع المواقف الصعبة داخل ملعبه.
باكاسو يوقع على الهدف التاريخي
في الشوط الثاني، دخل الوداد بنفس النسق الهجومي، وكأن لاعبيه عقدوا العزم على ترجمة تفوقهم. وبعد مرور دقيقة واحدة فقط من انطلاق الحصة الثانية، ترجم جوزيف باكاسو أفضليتهم بتسديدة قوية على الطاير، مستغلًا كرة من ركنية نفذها لورش في الدقيقة 46، لتسكن الكرة الشباك وتمنح الوداد هدفًا ثمينًا وتاريخيًا في أكرا.
الهدف أصاب لاعبي أشانتي بالارتباك، خاصة بعد طرد حارسهم الأساسي، فاختل توازن الفريق تمامًا، بينما واصل الوداد تهديده عبر لورش وباكاسو والهنوري الذين أضاعوا فرصًا مؤكدة لتعزيز التقدم، أبرزها تسديدة الهنوري في الدقيقة 66 التي مرت بجوار القائم.
وفي الدقيقة 70، أجرى بنهاشم تغييرات ذكية بإشراك الزمراوي ومحتو لإنعاش خط الوسط، قبل أن يدفع بالدولي البوتسواني توميسونغ الذي أضاع بدوره كرة خطيرة في الدقيقة 79، لتظل النتيجة على حالها حتى النهاية.
لم يُظهر فريق أشانتي أي ردة فعل قوية في الدقائق الأخيرة، وبدت خطوطه مفككة وفاقدة للتركيز، فيما واصل الوداد تماسكه الدفاعي بفضل أداء صلب من أبو الفتح وفيريرا، وتصديات متزنة من الحارس بنعبيد الذي أنهى اللقاء بشباك نظيفة.
تكمن أهمية هذا الفوز في كونه الأول للوداد في غانا بعد ست زيارات سابقة عاد منها بخسائر متتالية. كما يعيد إلى الأذهان نهائي كأس الكؤوس الإفريقية سنة 2001 أمام نفس المنافس، حين توج الوداد باللقب رغم خسارته في كوماسي (2-1) مستفيدًا من فوزه ذهابًا في الدار البيضاء بهدف محمد مديحي.



