
عندما نعود بالذاكرة لبداية تعاقد الهلال مع "رامون دياز" في الموسم الماضي خلفاً للمُقال "جارديم" الذي كان تركيزه على القوة واللياقة الطاغية على وحداته التدريبية الفقيرة فنيا ، حينها وجد دياز فريقاً معد بدنياً بشكل جيد ومخزونه اللياقي عالٍ فأضاف له التكتيك المناسب والتوظيف الجيد للاعبين فاستطاع الانتصار في ١٢ مباراة متتالية على مدى شهرين تقريباً.
بعدها لم يعد الأداء الهلالي بالشكل ذاته ومن وجهة نظري فإن الأمر عائد إلى أن الوحدات التدريبية لدياز عميقة تكتيكاً ولكنها فقيرة على مستوى القوة واللياقة ، مما أثر على الأداء وبدأنا نلاحظ أن الفريق الهلالي بحاجة إلى تغيير من أربعة إلى خمسة لاعبين في كل مباراة لتفادي هذه المشكلة ، وهذا الأمر مرتبط بقوة شخصية المدرب وقدرته على فرض التمارين القوية والمجهدة والتي لا يحبذها النجوم الذين يضعف أمامهم دياز وهذا مشاهد حتى على مستوى عدم الجرأة في تغيير بعض الأسماء ولو كان أداءهم سيئ خوفاً من ردة الفعل المباشرة كما حصل مع سالم .
الهلال يملك عناصر أساسية مميزة على مستوى الدوري السعودي وآسيا ، ولكن المشكلة تكمن أثناء الغيابات للعناصر الأساسية ؛ فالبديل ليس بنفس الجودة في بعض المراكز مما يؤثر على أداء المجموعة إضافة إلى أن بعض العناصر غير متوافقة مع أسلوب الفريق أساساً ؛ فأسلوب الهلال يعتمد على الاستحواذ والبناء من الخلف والصعود بخيارات التمرير وهذا الأسلوب يحتاج لنوعية من اللاعبين المميزين في الوقوف على الكرة واللعب في المساحات الضيقة بجودة عالية والاعتماد على التمرير والتحرك كمجموعة مترابطة بفكرة واحدة كما هو الوضع في ملاعب الخماسيات ، وهذا يعني أن هناك كنترول عالٍ ورأس للأعلى وقرار جيد وسريع وتنفيذ مميز على أن يكون خيار التمرير هو المفضل دائماً وليس المراوغة ، ولو تم تطبيق هذه الشروط على لاعبي الهلال لوجدنا بعض اللاعبين لا يملك هذه المواصفات ، فاللاعب المالي " ماريغا" على سبيل المثال هو لاعب مساحات وقوة وسرعة ولكن كنتروله ضعيف وتحركه الجماعي ليس بالمميز وأداؤه تقليدي يفتقد للابتكار واستغلاله للفرص ضعيف ، في حين أن اللاعب البرازيلي " ميشيل" لاعب فردي وغير مفيد في البناء الجماعي وقراره ضعيف على مستوى تطوير الهجمة الجماعية ، فالاثنان لا يتناسبان مع أسلوب الهلال والمشكلة أنهم عناصر أجنبية وليسو محلية .!
وإذا أردنا تقييم أداء اللاعب فيجب أن نعرف ما هو الحل الأمثل في كل حالة ومن ثم نقارن قراره الذي اتخذه بما كان يجدر أن يعمله وبعد ذلك سرعة تنفيذ القرار وجودة التنفيذ وليس الحكم على طريقة تعامله مع الكرة وجودة المهارة فقط .
لذا يجب أن نعرف مهام كل مركز لنحكم على جودة الأداء وصحة القرار ، فمثلاً لاعب ثمانية المحور المتقدم يجب أن يكون استلامه الكرة دائماً بدوران للإمام ليتجاوز أول خطوط دفاع الفريق المنافس على دائرة المنتصف ثم يختار التوجيه الأفضل للهجمة بحيث تكون المساحة كبيرة على دفاع المنافس ويسهل معها الوصول للمرمى ، أما إذا كان محور ثمانية يستلم ووجهه لمرماه ويعيد الكرة بتكرار حتى يعود الفريق المنافس لملعبه ويتم ضغطه في ٣٠ م ، فهذا يجعل بناء الهجمة صعب لأن تكتل لاعبي الفريق المنافس أغلق المساحة ، فإذن عرفنا ما هو المطلوب وكيف استطعنا الحكم على أداء اللاعب وليس الحكم فقط على خسارة الكرة من عدمها.
كذلك المهاجم يتم تقييمه بناء على قراره وجودة ودقة التنفيذ وأيضاً تحركه إن كان جيداً أم سلبياً وهذا يُحتّم علينا معرفة أسس الوحدات التدريبية للمهاجمين ليتم قياس فعالية الأداء وجودة التطبيق ، ولكل حالة هجومية قرار مختلف فقد يكون التسديد هو الحل الأمثل في حالة وفي حالة أخرى غباء وتصرف أرعن.!
ومن هنا فإن سبب تدني نتائج الهلال وخسارته لخمس نقاط متتالية وتراجعه للترتيب الخامس تعود إلى ضعف شخصية المدرب وسوء العناصر البديلة .
قد يعجبك أيضاً



