إعلان
إعلان

النيجيري اوديموينجي .. ابن ضال عاد إلى وطنه

Alessandro Di Gioia
28 يونيو 201420:00
بيتر اوديموينغيEPA
لم يكن رهان ستيفن كيشي على بيتر اوديموينجي من فراغ اذ وضع مدرب "النسور الممتازة" كبرياءه جانبا من اجل مصلحة البلاد وكان مصيبا في قراره لان "الابن الضال" لعب الدور الاساسي في وضع بطل افريقيا في الدور الثاني من كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه.
وفرض مهاجم ستوك سيتي الانجليزي نفسه بطل بلاده بامتياز بعد ان منحها فوزها الاول في النهائيات منذ 1998 بتسجيله هدف المباراة الوحيد امام البوسنة في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة.
وكان هذا الهدف الذي سجله اللاعب البالغ من العمر 32 عاما حاسما في مشوار المنتخب الافريقي اذ كان مفتاح تجاوزه الدور الاول رغم الخسارة في الجولة الاخيرة امام ارجنتين ليونيل ميسي 2-3، وذلك بفضل البوسنة التي تغلبت على ايران 3-1 في الجولة الاخيرة.
"انا سعيد جدا لتمكني من العودة والدفاع عن الوان بلدي الام"، هذا ما قاله اوديموينجي الذي كان خارج حسابات النيجيريين بسبب الانتقادات التي وجهها علنا للمدرب كيشي اثر استبعاده عن التشكيلة التي توجت بطلة للقارة الافريقية العام الماضي، مضيفا: "انه (اللعب مع المنتخب) فخر وسعادة على الدوام".
وواصل اوديموينجي: "ما كنت لاحلم بعودة افضل من ذلك. لم اتوقع ان اعود واسجل هدف الفوز (على البوسنة). المدرب وثق في، وان اعود بين رفاقي فهذا الامر يسعدني جدا".
وتحدث الكثيرون في نيجيريا عن عودة "الابن الضال" بعد غيابه ل18 شهرا عن صفوف المنتخب الوطني، وتطرق اللاعب نفسه الى هذه المسألة قبل السفر مع المنتخب الى البرازيل، قائلا: "اشعر حاليا وكأني ولد صغير".
لكن اوديموينجي نفسه هو من اطلق جملة "عودة الابن الضال" من خلال حسابه على موقع "تويتر"، وهو برر ذلك بقوله "قمت بهذا الامر وطلبت من الناس اعطاء رأيهم في هذه المسألة"، مشيرا الى ان تجاوب الناس كان رائعا: "الكثير من الاشخاص ارادوا عودتي الى المنتخب الوطني، البعض كتب لي وقال انه اشتاق لرؤيتي بالقميص الاخضر لاني قدمت امورا جيدة لنيجيريا".
وواصل "ندمي الوحيد انه في الاعوام القليلة الماضية اصبحت لاعبا افضل وكان بإمكاني على الارجح ان اضيف المزيد من الاهداف بالنسبة لي والمنتخب، لكني ابتعدت لبعض الشيء. غبت لعام ونصف. كنت غائبا لسوء الحظ عن الكأس التي توجوا بها (امم افريقيا 2013). كنت اتمنى ان اكون جزءا من الفريق لاني شاركت في اربع نسخات من كأس الامم الافريقية وحصلت على ثلاث برونزيات، لكن لم انل اي ذهبية. لا يجب العودة الى ما حصل سابقا. هذه فرصة اخرى (مونديال البرازيل) بالنسبة لي".
ويأمل اوديموينجي ان يثبت لكيشي بان الاخير كان محقا بقرار اعادته الى منتخب "النسور الممتازة" عندما يتواجه الاخير مع نظيره الفرنسي غدا الاثنين في الدور الثاني.
وسيستغل اوديموينجي معرفته بالكرة الفرنسية لكي يساهم في قيادة بلاده الى ان تصبح رابع منتخب افريقي يخوض غمار دور الثمانية من العرس الكروي العالمي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010)، وهو الذي دافع عن الوان ليل بين 2004 و2007 وقاده الى دور المجموعات من مسابقة دوري ابطال اوروبا بتسجيله ثنائية في مرمى العملاق الايطالي ميلان في معقله "سان سيرو" خلال الدور التمهيدي لموسم 2006-2007.
وخاض اوديموينجي 75 مباراة في الدوري الفرنسي سجل خلالها 23 هدفا، ما دفع العديد من لاعبي المنتخب الفرنسي الى التخوف منه وبينهم لاعب ليل السابق وباريس سان جرمان الحالي لوكاس دينيي (20 عاما) الذي اعرب عن اعجابه باللاعب النيجيري قائلا: "انا لا اعرفه شخصيا لكني تصورت معه" ايام كان لاعب ستوك سيتي الحالي في ليل.
ما هو مؤكد، ان مهاجم لوكوموتيف موسكو الروسي السابق يعطي كيشي خيارات واسعة في خط المقدمة لأنه يستطيع ان يشغل اكثر من مركز ان كان كمهاجم صريح او مهاجم مساند او على الاطراف او حتى في وسط الملعب حيث يملك رؤية ثاقبة.
تعود اول مشاركة لاوديموينجي مع المنتخب النيجيري الى عام 2002 وهو شارك معه في كأس الامم الافريقية حين حل ثالثا كما كانت الحال في نسخة 2006 ثم 2010 حين ارتدى شارة القائد قبل ان يخوض نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 حيث ودعت بلاده من الدور الاول.
كما كان في صفوف منتخب نيجيريا الاولمبي عام 2008 في بكين كأحد ثلاثة لاعبين تخطوا الثالثة والعشرين، وساهم في وصول بلاده الى المباراة النهائية حيث خسرت امام الارجنتين بقيادة ليونيل ميسي.
ولد اوديموينجي عام 1982 في طشقند ايام الاتحاد السوفياتي من اب نيجيري (بيتر اوديموينجي ايضا) وام روسية (رايسا) وبدأ مشواره الكروي مع صغار كاماز ثم سسكا موسكو قبل ان يعود الى نيجيريا حين كان في السابعة عشرة من عمره حيث لعب لفترة وجيزة مع فريق هاو قبل ان يوقع عقده الاحترافي مع فريق دوري الدرجة الاولى يندل اينشورنس الذي سجل له 19 هدفا في 53 مباراة في الدوري بين 2000 و2002.
قرر اوديموينجي بعدها اختبار حظوظه في القارة الاوروبية فخاض اختبارا فاشلا مع اندرلخت البلجيكي قبل ان يوقع مع لوفيير عام 2002 وساهم في موسمه الاول مع الاخير بقيادته الى لقب الكأس البلجيكية ثم قاده للتأهل الى مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي.
حاول اللاعب النيجيري ان ينتقل الى الدوري الانجليزي الممتاز فخاض تجربة مع بلاكبيرن في اغسطس 2004 لكنها لم تكن ناجحة بما فيه الكفاية، ليعود بعدها وينضم الى ليل الذي دافع عن الوانه من 2004 حتى 2007 قبل العودة مجددا الى بلده الثاني روسيا حيث وقع للوكوموتيف موسكو مقابل 14 مليون دولار.
وقدم اللاعب النيجيري اداء "مقبولا" في مغامرته الروسية بتسجيله 21 هدفا في الدوري خلال 75 مباراة، قبل ان يحزم حقائبه ويبدأ مشواره الانجليزي مع وست بروميتش البيون (2010-2013) ثم كارديف سيتي (2013-2014) وصولا الى فريق الحالي ستوك سيتي الذي فتح الباب امامه للعودة الى المنتخب بعد ان سجل له 5 اهداف في 15 مباراة خاضها في الدوري الممتاز بعد انضمامه اليه في اواخر يناير الماضي ضمن صفقة تبادل شملت الترينيدادي كينيون جونز الذي انتقل الى الجهة المقابلة.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان