إعلان
إعلان

النهائي الأجمل والأكمل

بدرالدين الإدريسي
28 أبريل 202301:30
badre-dine-idrisi

لماذا هو نهائي تاريخي ومثالي.. بل وخيالي، ذاك الذي يجمع يوم غد، في عاصمة البهاء والجمال أبوظبي، العين والشارقة على حلم الظفر بلقب أغلى وأمجد الكؤوس، كأس صاحب السمو رئيس الدولة؟

هو نهائي تاريخي، لأنه من النادر مع دوي المفاجآت الذي يسمع عادة في سماء الكؤوس، أن يصطدم صرحان رياضيان عريقان في الجولة الأخيرة والحاسمة، فما بالك عندما يتعلق الأمر بالشارقة صاحب التسعة ألقاب، والعين صاحب السبعة ألقاب، وهو نهائي مثالي، لأن الشارقة والعين عبرا كلٌ بطريقته الحواجز الإقصائية بمرونة، وكانا معاً الأجدر بالوصول والأليق، بتمثل دور الفرسان في نهاية الامتحان، وهو نهائي خيالي، لأن «الملك» إن التقى بـ «الزعيم»، كان الإقدام لهما ركاباً، وكانت الإثارة لهما كتاباً، وكان السحر الذي يتدفق في العادة على مثل هذه المباريات النهائية هو ما يملأ «الرحابا».

والمثير في فسيفساء هذا النهائي الجميل، أنك لا تدري إن كان «البنفسج» هو سحره، أم «الملك» هو خياله، وقبل أسابيع تُوج الشارقة بلقب السوبر، بعد مباراة صاخبة أمام العين، مباراة تسيدها «البنفسج»، لكن من فاز بها بـ «نيران صديقة» وطوى تحت أذرعه لقبها هو الشارقة.

 وقبل أيام بالعين الباسمة ثأر «الزعيم» لنفسه، بأن هزم «الملك» الشرقاوي بهدفي لابا كودجو، وكان ذلك بمثابة إعلان عن خروج الشارقة من السباق نحو لقب «دوري أدنوك للمحترفين»، الذي بات اليوم بلغة الأرقام سجالاً بين «فرسان فزاع» و«سفير الإمارات».  

لذلك لا تبدو هناك مرجعية مطلقة للتنبؤ بأي الفريقين سيكون الأقرب لحيازة اللقب، كما لا مؤشر فنياً يستطيع أن يُغلب كفة فريق على الآخر، لتكون المباراة النهائية وحدها المالكة للأخبار وصاحبة الحق في إفشاء الأسرار، ولتظل التفاصيل الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة هي المحركة للسواكن.

وإن كان الشارقة يرى في مدربه أولاريو كوزمين الفكر الفني الذي يستبق ويستقرئ ويحدس حركة الرياح العيناوية خلال المباراة، فيحسن تأميم الشراع، فإن العين يرى في واقعية مدربه سيرجي ريبروف المفتاح لكل الطلاسم التكتيكية التي سينشرها الشارقة على المباراة.

ومع مرجعية التاريخ وحذاقة الربان التقني للعين والشارقة، تنضاف الجواهر الكامنة في الناديين معاً، فالعين يملك مثلثاً هجومياً مرعباً أضلاعه «الجوليادور» التوجولي لابا كودجو، والجناح المغربي الطائر رحيمي، والموزع الأوكراني الفنان يارمولينكو، وثلاثتهم سجلوا 46 هدفاً في الدوري، في حين يملك الشارقة ثلاثياً ساحراً، يتشكل من كايو لوكاس و«الماتادور» الإسباني باكو ألكاسير والفنان البوسني ميراليم بيانيتش، وهو ما يقول إننا سنكون أمام عرض هجومي ناري، ملهم وملتهب.

أبعد كل هذا، هل عندكم شك في أنه النهائي الأجمل والأمثل والأكمل؟


**نقلا عن جريدة الإتحاد.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان