
يبدو أن جماهير كرة القدم الأردنية تعيش صدمة خروج منتخب بلادها من مشوار تصفيات كأس العالم، رغم أن وقتاً طويلاً مضى على ذلك الخروج، إلا أنها ما تزال في حالة استياء شديد.
قبل أيام أقام النجم الدولي مؤيد سليم حفل اعتزاله، حيث لم يتحدث أحد بعد حفل الإعتزال عن موهبة هذا النجم وما قدمه لكرة القدم الأردنية على امتداد مسيرته، وإنما انحصر الحديث حول غياب الجماهير عن مساندة سليم في يوم اعتزاله، حيث لم يتجاوز عدد الحضور عن الـ "800" متفرج.
والخميس الماضي كان المنتخب الأردني يخوض أول مباراة له بعهد المدير الفني الإماراتي د. عبدالله المسفر في قلب العاصمة الأردنية عمان، والمفاجأة كانت بأن عدد الحضور قلّ عن عدد حضور مباراة اعتزال مؤيد سليم..!.
البعض قد يقف موقف المدافع ، ويدّعي أن المباراة ودية، ومن الطبيعي أن يقل الحضور الجماهيري، وهو برأيه محق، لكن لم يكن يتصور أحد وصول نسبة العزوف الجماهيري إلى هذا الحد.
والعزوف الجماهيري قد يستمر حتى في مباراة الأردن الإفتتاحية في مشوار التصفيات الآسيوية أمام كمبوديا الثلاثاء المقبل، وإن كنا لا نتمنى ذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا حدث العزوف ، ولماذا وصل إلى هذا الحد؟، وهل السبب يكمن لكون الجماهير ما تزال تعيش صدمة الخروج من تصفيات كأس العالم فحسب؟.
الكل يعلم بأن المنتخب الأردني سبق أن خرج من سباق تصفيات كأس العالم أكثر من مرة ، لكن الجماهير الأردنية كانت تعود، إلا أن هذه المرة تبدو الأمورمختلفة تماماً.
طموح الجماهير الأردنية بلغ أوجه في سنوات مضت، بعد النهضة التي أصابت نتائج المنتخب الأردني وهو يحقق الإنتصارات على استراليا واليابان والصين ، وبعدما وصل به الأمر ليواجه منتخباً بحجم الأوراغواي في الملحق العالمي.
ذلك الطموح سرعان ما أصيب بالفتور بعدما خرج المنتخب مؤخراً من تصفيات كأس العالم وخسر فرصة التأهل المباشر لنهائيات آسيا، ليعود من بعد تقدم ومن بعد طموح توسّع، ليواجه منتخبات بحجم كمبوديا وافغانستان وفيتنام، وهذا الفتور من الطبيعي أن يسهم في خلق حالة العزوف.
كما أن قرارات الإتحاد الأردني بحرمان جمهورين كبيرين بحجم جماهير الفيصلي والوحدات عن حضورمباريات فريقهما في الدوري المحلي -بغض النظر عن الأسباب-، أدى إلى خلق حالة من التشنج بين الجماهير والإتحاد، فغابت الجماهير، وكأنها رسالة موجهة مفادها "هذه.... بتلك".
نتفق بأن هنالك فجوة حدثت لربما في ظل ما سبق بين بعض الجماهير والإتحاد الأردني، وهذه الثغرة باتت بحاجة لتجسير، حتى تعود الأمورلنصابها الطبيعي، فقرار حرمان الجماهير لا بد أن نبحث له عن بديل إلا الحرمان.
ومن أسباب العزوف التي حدثت في مباراة هونج كونج وقد تحدث لاحقاً، حالة التخبط التي عاشها المنتخب الأردني طيلة الفترة الماضية مع المدربين الأجانب، مما جعل الجماهير تفتقد ثقتها بقدرات المنتخب على تحقيق تطلعاتها فأصيبت باحباط مزمن.
كما أن الجماهير لربما تدرك في قرارة نفسها بأن مهمة التأهل لنهائيات آسيا عبر الدورالثالث، هي مسألة وقت ليس إلا، فالتأهل حاصل بمساندة أو بدون مساندة.
نسوق كل ما تقدم، لنؤكد بأن جميع ما سبق-إن كان صحيحاً- لا يجوز أن يكون مبرراً لجماهير الكرة الأردنية للعزوف عن مساندة المنتخب، وهي التي طالما عودتنا على مساندته في السراء والضراء، ، فالمنتخب يبقى دائماً بحاجة "لعزوته" حينما يلعب في أرضه، حيث يكون العطاء أكبر، والنتائج أفضل، لذلك فلتكن دعوتنا عبر كووورة بمثابة دعوة للتفاؤل من جديد.



