الموت المفاجئ .. رصد تاريخي لقاهر الأبطال (الحلقة-3)

"أوراق اللهب تحرقها ريح الشيطان ..الموت طويل يتنامى في كل مكان" عبارة اطلقتها على شكل بيت شعر الفلسطينية فدوى طوقان وبها تختصر ثاني حالة إنسانية منطقية تعقب الولادة وهي الموت.

ما بين بداية الحياة ونهايتها عبارة عن أنفاس  متنوعة ومختلفة تتعدد فيها المسببات وتوحدها في النهاية كلمة "الموت".

في الرياضة كما في غيرها من صنوف المهن والأعمال، لا سبيل للمواجهة ولا تأكيد إلا لكلمة "استسلام".

ولأن بعضها اشتهر بشكل جماعي كحادثة ميونيخ التي شهدت وفاة 8 من لاعبي مانشستر يونايتد وبعضها اشتهر بشكل فردي، فإن التذكير بأهم حالات الموت التي حدثت اثناء أداء الواجب الرياضي، قد يضيء الشموع على صفحة سوداء طويت لأبطال كانوا ينيرون الدروب لبلادهم ولأنفسهم أيضا.

وفي الحلقة الثالثة يرصد موقعكم كووورة أبرز الحالات طبقا لتاريخ حدوثها وكما وجدنا بداياتها في كتاب بمتحف التاريخ البريطاني قبل ان نكمل الرصد بأنفسنا منذ مطلع الألفية الجديدة.. أملين ان يجنبنا الله وأياكم الشرور وأن يحسن الله سبحانه وتعالى خاتمتنا وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقاه، خاشعين محسنين منيبين.

الحلقة الأولى

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة

1- توفي سائق الراليات البريطاني روجر وليامسون  في نفس مكان كوريدج  في هولندا عندما انقلبت سيارته واشتعلت النيران فيها وهو بداخلها في سباقه الثاني فقط.

أما فرانسوا سيفير زميل جاكي ستيوارت في فريق تيريل فقد توفي في التجارب لآخر جولة في الموسم في حلبة واتكينز جلين بالولايات المتحدة. انسحب ستيوارت من السباق واعتزل عام 1973.

2- ظل عالم السباقات يحصد ارواح المتسابقين ففي العام 1974 توفي في حلبة واتكينز جلين النمساوي هيلموت كوينيج في سباقه الثاني فقط عندما تسببت مشكلة في جهاز التعليق في سيارته سورتيس في اصطدامه في الحاجز وانفصلت رأسه عن جسده.

3- إذا كان بيل مونسيمه  قرر أن يفوز في سباق القوارب الشراعية فإنه فعلها، ليكون أقوى وأعظم متسابق في تاريخ هذه الرياضة. وبشكل عام فقد فاز مونسيمه بـ62 سباقا، كما حصل على بطولة كأس العالم ثلاث مرات، بين عامي 77 و 79 وحل وصيفا 5 مرات بهذه المنافسة.

وفي عام 1981 وتحديدا  في سباق "اكوبوللو" بالمكسيك، وخلال بطولة العالم تقدم قاربه الجميع قبل أن يتفسخ ويخرج عن السيطرة ، الا سيطرة الموت. 

4- بدأ الكندى جيل فيلنوف مسيرته الاحترافية في عالم السباقات العام 1977 وخاض 68 سباق خلال مسيرته فاز بـ 6 منها وحقق آخر فوز له بسباق الجائزة الكبرى الإسبانى العام 1981 ، لقى مصرعه في حادث تصادم أثناء اختبارات سباق الجائزة الكبرى البلجيكي زولدر يوم 8-5-1982.

ولحق الإيطالى ريكاردو باليتى بدجا بزميله فيلنوف بعدما شارك فى سباقات فورميلا 1 عام 1982 وتوفى بنفس العام فى حادث تصادم فى بداية المرحلة الثانية من سباق الجائزة الكبرى بكندا.

5- انتصر بطل العالم في الوزن الخفيف الأمريكي الأبيض "راي مانيبني " الملقب "بوم بوم" على الملاكم الكوري الجنوبي  دوك كوكيم  الذي حاول التحدي،  فصمد 14 جولة   تم قضى نحبه  العام 1982 تحث تأثير تهتك أنسجة دماغه.

6- أبت سنة  1984  إلا  أن تسجل استمرارية العنف  بوفاة الملاكم التايلاندي  في وزن الريشة المسمى وتيايا واتشارا إثر ضربة   أصابته  في دماغه في مباراة الأحد 13 مايو 1984 وعمره 21   عاما. 

7- جيم فيكس هو الأميركي الذي كان وراء ثورة الركض، التي اجتاحت أميركا وبريطانيا العام 1970، وفيكس نفسه، تحول للركض، بعد أن تشافى من إصابة بقدمه، وبعدها انجذب لهذه الرياضة ونقل حماسته لها لسطور كتاب خصص فيه فصولا عن الرياضة التي يحبها وهي العاب القوى وقد طبع منه 995 ألف نسخة،  وتمت ترجمته إلى 14 لغة.

 فوكس كان قد خصص الموضوع الرئيسي في الفصل 21 من الكتاب، عن الأوقات التي يتعرض القلب فيها للتعب.

في الواقع هو لم يكن يتحدث عن نفسه. لكن في العام 1984 وعندما كان عمره 52 عاما قام كالعادة بتمرين ركض خفيف لم يكمله، لأن قلبه قد أصيب بجلطة!!. 

8- خلال التصفيات التأهيلية لكأس العالم 86 بين اسكتلندا وويلز العام 85  مات المدرب جاك ستاين عن 62 عاما. وهو أسطورة كروية هائلة قادت منتخب اسكتلندا. 

درب سيلتيك في بطولة الأندية الأوروبية العام 67، فاز باللقب الاسكتلندي 9 مرات، ونال 24 كأسا وميدالية في 11 عاما.

 وكانت اسكتلندا تقاتل لاحتلال مكان خلف منتخب ويلز الذي كان عليه ملاقاة جزر المالديف،  وقصة موت جاك بدأت عندما تأثر قلبه إثر مشادة كلامية مع مُصوِّر، نقل بعدها إلى المستشفى لكنه مات مساء نفس اليوم.

وبعد موته تأهلت اسكتلندا لكأس العالم، وحجزت لنفسها بطاقة في المكسيك.. وقد خلفه في تدريب الفريق اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد. 

9- الأمر الوحيد المريح لعائلة وأصدقاء اللاعب الدولي الإنجليزي "ويلف سلاك" أنه مات العام 1989 ومضرب الكريكيت في يده.

فابن الـ 34 عاما، المولود بغرب الهند مثل إنجلترا منذ أواسط الثمانينات،  وهو أيضا عضو بفريق "ميدلسيكس" القوي، وموته غير الموقف.

كانت صدمة لم يندهش لها الكثيرون، لأنه كان يعاني من ضعف في السعة الرئوية ومن ضعف ضخ الدم للقلب ونصحه أطباؤه عدة مرات قبل موته بعدم لعب الكريكيت ثانية.. لكنه كان يعتبر هذه اللعبة "الحياة ذاتها".

10- شهدت  مباراة الدور نصف النهائي لكأس إنكلترا لكرة القدم، بين ليفربول ونوتنغهام فوريست احداث عنف اثر تدافع الجمهور أدى لسقوط نحو 96 قتيلا وكان ذلك يوم 15-4-1989.