تعمدت الكتابة عن المنتخب الأولمبي لكرة القدم أثناء تحضيراته -المضطربة- لدورة الألعاب الآسيوية، وتحت عنوان : المنتخب الأولمبي في مواجهة الجميع. وأتعمد اليوم الكتابة بعدما أنهى مشواره في الدورة!.
رغم عديد الصعاب والمطبات الطبيعية والاصطناعية نجح المنتخب بطبع بصمة مشرقة في الدورة بعدما بلغ دور الثمانية، حيث تصدر مجموعته وحمل في جعبته ثلاثة انتصارات قبل ان تصطدم المسيرة بعقبة المنتخب التايلندي المكتمل الصفوف والمعزز بثلاثة عناصر فوق السن، فيما كتيبة النشامى عرفت غياب سبعة لاعبين أساسيين قبل انطلاق الدورة الى جانب غياب أكثر من لاعب مؤثر عن مباراة أمس لأسباب مختلفة، ويضاف الى كل ذلك عدم تمتعه بميزة اضافة العناصر الثلاثة!.
حديث الصراحة يدفعنا الى وضع النقاط على الحروف، فالمنتخب عانى الأمرين خلال مسيرة التحضير، فالغياب كان السمة الأبرز في ظل عدم التجاوب المثالي من عديد الأندية، وبدا المدير الفني جمال أبو عابد وجهازه المعاون كالذي يبحث عن ابرة في كومة قش، فهو يقوم بأدوار تقريب وجهات النظر و-التوسط- من أجل ضمان التحاق الحد الأدنى من اللاعبين في التدريبات!.
حتى مع التجاوب النسبي للأندية، فهي تجد نفسها اليوم مقصرة مع منتخب كان قريباً من تحقيق انجاز تاريخي لو تهيأت له الظروف المثالية، ولا أعرف ما سبب هذا التعنت، وكأن مستوى بطولة الدوري يسر الناظرين؟!.
لم تكن تلك المعضلة الوحيدة، بل تعرض المنتخب وجهازه الفني الى حملة انتقاد شكلت ضغطاً رهيباً، ولا يخفى على أحد أن أعضاء في مجلس ادارة الاتحاد وضعوا العصا في الدولاب، ومنهم من صرح -جهارة- أن الاقالة في انتظار الجهاز الفني في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة في الأسياد .. ومنهم من أصر على رفض مقترح تجديد عقد -الجهاز- واستبداله بمقترح التمديد -الجزئي- وعلى نظام القطعة!.
بين التعنت والاصرار، رفع المنتخب الأولمبي شعار التحدي فكان وكـ عادة النشامى في الموعد، ليغادر دورة الأسياد مرفوع الهامة، وليحرج بالتالي حشد المقصرين.
** نقلا عن صحيفة الرأي الأردنية