AFPيعد أديسون أرانتيس دو ناسيمنتو الملقب بـ"بيليه" أحد أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور، حيث كان يتميز بمهاراته الرائعة وسرعته وقدرته على تسجيل الأهداف.
ويُعتبر الأسطورة البرازيلي أيقونة للعبة، كما تواجد على رأس قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأفضل اللاعبين في القرن العشرين، كما منحته اللجنة الأولمبية الدولية لقب أفضل رياضي في القرن الماضي.
وخلال سلسلة "لايف ستايل"، يسلط "كووورة" الضوء على الوجه الآخر للنجوم وحياتهم المليئة بالصخب.
(الحلقة الأولى) بنزيما.. عاشق السيارات الفارهة والساعات الثمينة
(الحلقة الثانية) جوارديولا.. عارض الأزياء الأنيق
(الحلقة الثالثة) فيدرر.. أيقونة الموضة وملك العقارات الفاخرة
(الحلقة الرابعة) بوجبا.. عاشق السفر والإطلالات الجريئة
(الحلقة الخامسة) إبراهيموفيتش.. الملك العنيد
(الحلقة السادسة) كانتي.. عامل النظافة المتواضع
وفي الحلقة الـ13 من السلسلة، سيكون الحديث عن الأسطورة البرازيلي المعروف بتفانيه في الأعمال الخيرية والإنسانية من بينها "مؤسسة بيليه للأطفال والحملات الدولية لمكافحة الأمراض والدعم للأطفال المصابين بالسرطان".
ولد الجوهرة السوداء في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1940 في مدينة تريس كوراكوي، وبعد تألقه في ملاعب كرة القدم تم تسمية شارع باسمه في المدينة بجانب وضع تمثال له بالقرب من وسط المدينة.
نشأ بيليه في منزل عاشق لكرة القدم، حيث أن والده هو دوندينهو اللاعب السابق لفلومينينسي، وجاء إطلاق اسم إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو على الجوهرة السوداء، تيمنا بالمخترع الأمريكي توماس إديسون، وخلال فترة دراسته أطلق عليه اسم بيليه.
خادم في المقاهي
ونشأ بيليه في أسرة فقيرة بولاية ساو باولو، وكان يحصل على المال من خلال العمل في المقاهي كخادم، وكان عادة ما يلعب بجورب محشو بورق الجرائد ومربوط بخيط، كما أنه عمل في بعض مراحل حياته ماسحًا للأحذية.
ولعب بيليه في صفوف عدة فرق للهواة خلال فترة شبابه ونجح في قيادة نادي باورو الرياضي للناشئين للفوز ببطولتين للشباب في ولاية ساو باولو وانتقل بعدها لنادي راديوم لكرة الصالات، وفاز معه بعدة بطولات.
وبدأ بيليه مسيرته الاحترافية في سن ال15 وانضم للمنتخب البرازيلي في العام التالي مباشرة، حيث حقق مع منتخب بلاده مسيرة استثنائية وساهم في فوزه بثلاثة ألقاب في كأس العالم أعوام 1958 و1962 و1970 ليصبح حتى يومنا هذا اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بلقب المونديال 3 مرات.
وأطلق على بيليه لقب الملك بعد مونديال 1958، كما يحمل لقب الهداف التاريخي لسانتوس برصيد 643 هدفا خلال 659 مباراة خلال العصر الذهبي لفريقه والذي شهد تتويجه بلقب كوبا ليبيرتادوريس في عامي 1962 و1963 بجانب الفوز بلقب كأس إنتركونتينينتال مرتين في نفس العامين.
وبالموسم التاسع عشر له مع سانتوس عام 1974 أعلن بيليه الاعتزال، لكنه كان يشارك على فترات متباعدة مع الفريق في المسابقات الرسمية، وفي العام التالي عاد من الاعتزال شبه الرسمي والتحق بنيويورك كوزموس، حيث ظل معه لمدة عامين.
وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر 1977 أسدل بيليه الستار على مسيرته المبهرة عبر مباراة استعراضية جمعت بين كوزموس وسانتوس وانتهت بفوز الفريق الأمريكي (2-1) وسجل حينها بيليه آخر أهدافه، من ركلة حرة مباشرة من مسافة 30 ياردة.
(الحلقة السابعة) محرز.. عاشق الساعات والإطلالات الأنيقة
(الحلقة الثامنة) ماني.. نصير الفقراء وكاره الترف
(الحلقة التاسعة) نيمار.. عاشق الرفاهية وصاحب السيارات الفاخرة
(الحلقة العاشرة): زياش.. محب الطاجين الذي أدمن المخدرات
(الحلقة 11): كانتونا.. ممثل مشاغب اتهم هنري بالغش
(الحلقة 12): روجيه ميلا.. بائع السمك الذي أصبح سفيرا
وزير فوق العادة
وبعد الاعتزال شغل بيليه منصب سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في عام 1994 وفي العام التالي عينه الرئيس البرازيلي فيرناندو هنريكي كاردوسو في منصب وزير فوق العادة للرياضة، حيث اقترح إصدار تشريع لتقليص الفساد في كرة القدم البرازيلية، وهو التشريع الذي عرف باسم "قانون بيليه".
وحصل بيليه على وسام الفروسية الفخرية من الملكة إليزابيث الثانية في حفل أقيم في قصر باكنجهام، كما لعب دور البطولة في أفلام وثائقية، وقام بتأليف مقطوعات موسيقية، بما في ذلك الموسيقى التصويرية لفيلم بيليه عام 1977.
وظهر بيليه في فيلم "الهروب إلى النصر" في عام 1981 والذي تدور قصته حول مباراة كرة قدم في حقبة الحرب العالمية الثانية، كما ظهر في عدة أعمال تليفزيونية وسينمائية أخرى.
نهاية الرئيس الفخري
وساهم بيليه في عام 2009 في فوز ريو دي جانيرو بشرف استضافة أولمبياد 2016، وفي عام 2010 حصل على لقب الرئيس الفخري لنادي نيويورك كوزموس.
لكن الحالة الصحية للجوهرة السوداء تدهورت بشكل تدريجي، وظهر على كرسي متحرك خلال مشاركته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأسطورة الأرجنتيني الراحل دييجو مارادونا في مراسم قرعة مونديال روسيا 2018، وبعدها بشهر واحد شعر بيليه بالمرض ليتم نقله إلى المستشفى.
وخضع بيليه لعملية جراحية في 2019 لإزالة حصوات في الكلى، ثم في أيلول/سبتمبر 2021، خضع لعملية جراحية لاستئصال ورم في الجانب الأيمن من القولون، وتم نقله لوحدة العناية المركزة بعد تدهور حالته، ثم تلقى بعد ذلك العلاج الكيميائي.
وتم الإعلان في كانون الأول/ديسمبر 2022 عن تدهور الحالة الصحية للأسطورة البرازيلي، ثم أعلنت مستشفي ألبرت أينشتاين يوم 29 من الشهر ذاته وفاة بيليه عن عمر يناهز 82 عاما، ليضع كلمة النهاية على حياة أحد أهم نجوم الساحرة المستديرة في العالم.
طاردني وحاول خطفي!
دخل بيليه في العديد من العلاقات مع فنانات برازيليات وعارضات أزياء، لكنه تزوّج من 3 سيدات (روزميري تشولبي وأسيريا ليموس ومارسيا أوكي)، وله 7 أولاد معترف بهم.
وكشفت الفنانة زبيدة ثروت، إحدى نجمات السينما المصرية، أن بيليه أحبها حباً شديداً، وكان يرغب في الزواج منها، حيث قالت: "كنت في الكويت بدعوة من وزير الثقافة الكويتي لحضور إحدى الفعاليات، ونزلت في الفندق الذي يجلس فيه بيليه".
وأضافت: "عندما وصلت إلى الفندق كان هناك الكثير من الأشخاص، والكثير من الورود، بعدها تقدّم نحوي رجل أسمر، وقام بنزع طوق الورد عن رقبته، ووضعه على رقبتي.. أُصبت بالدهشة، وحينها لم أكن أعرف من هو هذا الرجل، وعرفت فيما بعد من أحد الموظفين بالفندق، بأنه اللاعب بيليه".
وزادت: "في كل مكان كنت أرى بيليه أمامي، حتى عندما عدت إلى مصر، قام بالاتصال بي، لقد أحبني بشدة، وكان يريد أن يخطفني للزواج، وأن يأخذني معه إلى البرازيل، وذهبت معه إلى المطار، وبعد صعوده إلى الطائرة عدت فورا (وما صدّقت أتخلّص منه)".
وزار بيليه مصر 3 مرات في حياته، الأولى كانت عام 1960، أما الثانية فكانت مع سانتوس عام 1972 من أجل خوض مباراة ودية مع الأهلي، ثم بعد 41 عاماً من تلك الزيارة جاء مرة أخرى ليحضر احتفالية نظمتها وزارة الرياضة المصرية عند سفح الأهرامات.
حياة مضطربة
كانت حياة بيليه الشخصية مضطربة، حيث حُكم على ابنه ايدينيو بالسجن لمدة 12 عامًا في 2017 بتهمة التجارة بالمخدرات وغسيل الأموال، كما أن علاقته مع ابنته الأولى لم تكن جيدة.. إذ رفض الاعتراف بها، رغم أن المحاكم البرازيلية أكدت عام 1996 أنها ابنته بعد معارك قانونية استمرت 5 أعوام.
وخلال رحلته إلى مدينة لاجوس في نيجيريا عام 1976، وقعت اضطرابات أمنية وتم تهريب الجوهرة السوداء خارج البلاد حين فتحت الحكومة الحدود، حيث أصرت السلطات البرازيلية على أن يرتدي نجمها زي طيار لإخفاء هويته.



