Getty Imagesتواصل إدارة نادي اتحاد جدة مساعيها المكثفة للعثور على مدرب جديد يقود الفريق في المرحلة المقبلة، بعد القرار المفاجئ بإقالة الفرنسي لوران بلان من منصبه، على خلفية الخسارة التي تلقاها الفريق أمام النصر بهدفين دون رد، في قمة الجولة الرابعة من منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين.
إقالة بلان لم تكن مجرد خطوة فنية عابرة، بل جاءت استجابة للضغوط المتزايدة من الجماهير الغاضبة التي رأت أن العميد فقد هويته داخل المستطيل الأخضر، وأن النتائج لا تعكس حجم الاستثمارات الضخمة التي رُصدت للفريق في المواسم الأخيرة. ومن هنا بدأت رحلة البحث عن اسم قادر على إعادة الاتحاد إلى مكانته، محليًا وقاريًا.
تشافي وكلوب خارج الحسابات
في البداية، ركّزت الإدارة الجداوية اتصالاتها مع الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لبرشلونة، باعتباره أحد الأسماء البارزة في الساحة التدريبية الأوروبية، وصاحب مشروع كروي يقوم على الاستحواذ والكرة الهجومية.
غير أن تشافي، وفقًا للتقارير، رفض العرض الاتحادي بشكل قاطع، مفضلًا الانتظار إلى حين وصول مشروع "مدروس بعناية"، يتيح له البناء على أسس واضحة، بدلًا من الانخراط في تجربة محفوفة بالمخاطر في هذا التوقيت.
ومع تعثّر المفاوضات مع تشافي، تحوّلت أنظار الإدارة إلى المدرب الألماني يورجن كلوب، الذي أنهى مهمته الأسطورية مع ليفربول الإنجليزي مؤخرًا.
ورغم محاولات جس النبض، إلا أن كلوب أكد رغبته في الابتعاد عن التدريب لبعض الوقت، بحثًا عن الراحة بعد سنوات طويلة من العمل المكثف.
كونسيساو يرفض.. وأسماء جديدة تدخل السباق
على نفس المنوال، أبدى البرتغالي سيرجيو كونسيساو، مدرب ميلان السابق، رفضه القاطع لفكرة قيادة الاتحاد في هذه المرحلة. بذلك، وجدت الإدارة نفسها أمام ضرورة فتح ملفات جديدة، والبحث عن بدائل أخرى تلائم طموحات الفريق وجماهيره.
موقع "فوت ميركاتو" الفرنسي كشف أن قائمة المرشحين ضمت أسماء لافتة، أبرزها الأرجنتيني سانتياجو سولاري، مدرب ريال مدريد الأسبق، والهولندي مارك فان بوميل.
علاوة على الألماني روجِر شميدت، المدير الفني السابق لبنفيكا البرتغالي، بالإضافة إلى الإيطالي لوتشيانو سباليتي، الذي قاد منتخب إيطاليا في فترة سابقة وسبق أن حقق نجاحات كبيرة مع نابولي.
Getty Images
سولاري.. مسيرة متناقضة
الاهتمام باسم سولاري لم يأتِ من فراغ، فهو لاعب سابق لريال مدريد، حيث استمر معه لخمسة مواسم، خاض خلالها 167 مباراة وسجّل 16 هدفًا، وتوج بعدة ألقاب، منها الدوري الإسباني مرتين، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة.
وبعدها انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي لثلاثة مواسم، خاض خلالها 39 مباراة وسجل 4 أهداف. وعلى صعيد المنتخب، ارتدى قميص الأرجنتين في 11 مباراة دولية، من دون أن يسجل أي هدف.
وبعد الاعتزال، دخل سولاري مجال التدريب، حيث تولى قيادة فريق الشباب في ريال مدريد بين عامي 2016 و2018، ثم صعد إلى قيادة الفريق الأول بعد إقالة الإسباني يولن لوبتيجي. لكن تجربته مع "الميرينجي" لم تدم طويلًا، إذ أقيل بعد أربعة أشهر فقط، ليخلفه الفرنسي زين الدين زيدان.
وخلال تلك الفترة القصيرة، عاش سولاري لحظات حرجة، إذ خسر الفريق تحت قيادته ست مباريات من أصل 14 مباراة على ملعب "سانتياجو برنابيو"، بنسبة 42.86%.
كما عادل أسوأ سجل في تاريخ النادي بخسارة أربع مباريات متتالية على أرضه (مرتان أمام برشلونة، مباراة أمام جيرونا، وأخرى ضد أياكس)، ليكتسب لقب "أسوأ مدرب في تاريخ البرنابيو".
فان بوميل.. قائد صارم على الدكة
أما الهولندي مارك فان بوميل، فهو اسم بارز آخر في قائمة المرشحين. بدأ مسيرته في فورتونا سيتارد، ثم انتقل إلى آيندهوفن حيث حقق لقب الدوري الهولندي، قبل أن يخوض تجارب كبرى مع برشلونة الإسباني (2005)، وبايرن ميونخ الألماني، ثم ميلان الإيطالي، قبل أن يختتم مسيرته في آيندهوفن.
وبعد الاعتزال، اتجه فان بوميل إلى التدريب، فقاد نادي إيه إس في آيندهوفن، ثم فولفسبورج الألماني، ورويال أنتويرب البلجيكي، حيث تمكن من تحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بلقب الدوري البلجيكي وكأس بلجيكا مع الفريق الأخير، ليؤكد نفسه كمدرب صاعد يتمتع بصرامة وشخصية قوية على خط التماس.
Getty Images
سباليتي يشترط راتبًا خياليًا
الصحيفة الفرنسية نفسها أكدت أن المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي أبدى موافقة مبدئية على قيادة الاتحاد، لكنه اشترط الحصول على راتب ضخم يوازي ما يتقاضاه مواطنه سيموني إنزاجي مع الهلال، والمقدّر بنحو 25 مليون دولار سنويًا.
سباليتي يرى أن قبول عرض الاتحاد لن يكون مجديًا إلا إذا حصل على مقابل مالي يعكس مكانته وخبراته، خصوصًا بعد نجاحه الكبير مع نابولي والتتويج بلقب الدوري الإيطالي.
الاتحاد يعاني آسيويًا
وعلى الجانب الميداني، يعيش الاتحاد وضعًا صعبًا بعد سقوطه المتتالي في دوري أبطال آسيا للنخبة. فقد خسر الفريق أمام شباب الأهلي دبي بهدف دون رد في الجولة الثانية، بعد أيام قليلة فقط من خسارته في الجولة الأولى ضد الوحدة الإماراتي بهدفين مقابل هدف.
هذه النتائج جعلت العميد يتراجع إلى المركز الـ11 (قبل الأخير) في مجموعة الغرب دون أي نقطة، ليعزز سلسلة سلبية تاريخية بلغت أربع هزائم متتالية في البطولة (اثنتان من النسخة الماضية واثنتان في النسخة الحالية).
وبات واضحًا أن الاتحاد يمر بأزمة مزدوجة: أزمة فنية على مستوى الإدارة التدريبية، وأخرى ميدانية مرتبطة بانعدام الهوية داخل أرض الملعب.
مواعيد مهمة تنتظر العميد
ينتظر الاتحاد جدول صعب في شهر أكتوبر، يبدأ بمواجهة الفيحاء يوم 17 أكتوبر ضمن الجولة الخامسة من الدوري السعودي للمحترفين، ثم يواجه الشرطة العراقي يوم 20 أكتوبر في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا، قبل أن يخوض اختبارًا ناريًا ضد الهلال في جدة يوم 24 أكتوبر ضمن الجولة السادسة من الدوري.
هذه المباريات قد تحدد شكل موسم الاتحاد بالكامل، سواء على المستوى المحلي أو القاري، وهو ما يفسر استعجال الإدارة في حسم ملف المدرب الجديد قبل الدخول في هذه المرحلة الحرجة.
قد يعجبك أيضاً



