إعلان
إعلان

المغتربون وفانيلة الوطني

اكرام زين العابدين
07 سبتمبر 201702:15
3

شهدت كرة القدم العالمية تطورا ملحوظا بالفكر الاحترافي خلال السنوات الاخيرة، وانعكس هذا التطور على مفاصل الرياضة التي تحولت من سلعة استهلاكية مكلفة للاقتصاد الى صناعة مربحة تدر المبالغ المالية الكبيرة على الناجحين في استثماراتها بالشكل الصحيح، وسعى الاتحاد الدولي والاسيوي الى نشر ثقافة الاحتراف الحقيقي في كرة القدم من اجل الوصول الى استثمارات تعود بالفائدة على الاندية والمنتخبات الوطنية ، وتبدأ تدريجياً من التخلص من التبعية للجهات الحكومية، واعتمادها على المال العام، وتدخل عصر الشركات الرياضية التي تبحث عن الربح والخسارة والاداء الجيد.

سقت مقدمتي هذه وأنا اشاهد الحال السلبي التي وصلت اليه رياضتنا وكرتنا خلال السنوات الاخيرة ، وظهر الصراع المحموم على المناصب والكراسي من اشخاص لا همّ لهم إلا مصالحهم الشخصية.

منتخبنا الوطني فقد فرصة المنافسة على بطاقات التأهل لمونديال روسيا بسبب تعنت بعض المدربين والتقاطع الذي حصل بينهم مما ادى الى الخروج المبكر لفريقنا من صراع البطاقات على الرغم من ان المنتخبات المشاركة بالتصفيات الحاسمة لم تكن قوية.. رضينا بالمقسوم، وقبلنا الخروج المبكر على مضض، على أمل ان نستفيد من الدروس، وان ينجح الملاك التدريبي الجديد في اعادة الروح للفريق بالاعتماد على مجموعة من لاعبي الخبرة والشباب، لكن البعض استكثر على فريقنا الوطني ان يعود لسابق عهده متماسكاً وقوياً، وان يتنافس من جديد مع المنتخبات الاسيوية، على أمل ان يعود الى وضعه السابق في اقرب فرصة، وظهر موضوع اللاعبين المغتربين من جديد ليضرب الفريق بالصميم، ويعطي رسالة سلبية الى الاخرين بأننا غير قادرين على ادارة شؤون فريقنا، واننا لا نملك خبرة ادارية كافية.

وكان بالامكان ان يتجاوز الاتحاد العراقي معضلة تذاكر سفر اللاعب احمد ياسين من خلال اعطائه رسائل اطمئنان من قبل رئيس الوفد او رئيس الاتحاد او المدرب بأنه عنصر مهم، وان تواجده مع الفريق ضروري بهذه المرحلة، وان مسألة سفره ستحل خلال المرحلة المقبلة، لكن يبدو اننا تعلمنا ان لا نصغي للاخرين، وان لا نعير اهمية لأفكارهم او آرائهم، لاننا نتصرف من وحي افكارنا البالية والتي تقول ان الفريق العراقي والكرة العراقية لن تقف على احد، وانها ولودة وقادرة على صناعة العديد من النجوم اللامعة، وهذا منطق غير عقلاني وبعيد عن الواقع لان التجارب السابقة اثبتت فشلها لان المدرب السابق للفريق الوطني راهن على الامر نفسه خلال بداية عمله بالتصفيات المونديالية، لكنه فشل فشلاً ذريعاً، وما زلنا ندفع ثمن عناده غير المبرر في تلك المرحلة الانتقالية والتي كنا بحاجة الى العمل الجماعي والانصات الى العقل وآراء الاخرين.

إن التسرع في اتخاذ بعض القرارات قد يؤدي الى خسارات كبيرة، وان فشل القائمين على المنتخب بالتعامل مع قضية ياسر قاسم جعله يبتعد نهائيا، وخسرنا لاعباً مهما نحن بأمس الحاجة الى خدماته، ولا نريد ان يتكرر السيناريو مع المحترف احمد ياسين الذي سنفقده بالاسلوب نفسه لاننا لا نجيد فن الحوار والتعامل الانساني مع اللاعبين، وكذلك لا نعي بأنه انسان قد تخرج منه كلمات وتصريحات انفعالية في لحظة غضب، لكن ذلك لا يعطينا الحق بأن نبعده ونخسر أحد اعمدة المنتخب العراقي المهمة، ومع سبق الاصرار والترصد.

نتمنى ان يكون العقل والمنطق حاضرين في قرارات الاتحاد بقادم الايام، وان لا نخسر لاعبينا المغتربين الواحد بعد الآخر لان البعض منهم وسماسرتنا يسعون الى ابعادهم بأي ثمن، وان ينال بالمقابل الفاشلون فرصة لا يستحقونها في ارتداء فانيلة الوطن، وعندها ستكون الكرة العراقية والجمهور الخاسر الأكبر.

*نقلا عن جريدة الملاعب العراقيه 

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان