Getty Imagesأكدت الكرة المغربية، ممثلة في منتخب الشباب المشارك حاليًا في كأس العالم بتشيلي، أن ما تم التخطيط له مسبقًا بدأ يُؤتي ثماره بشكل واضح، حيث تنفذ خطة استراتيجية وضعها فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، بالتعاون مع مدربي كافة المنتخبات السنية، لا تكتفي بالمشاركة المشرفة، بل تستهدف التتويج بالألقاب.
ويستعرض موقع "كووورة" بالأرقام والمعطيات هذا الصعود اللافت للكرة المغربية، والذي أثمر عن إشادة واسعة من مدربين عالميين يتوقعون أن تكون للمغرب الكلمة العليا في مونديال 2026 المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
إنجاز تاريخي جديد
بلغ منتخب الشباب المغربي نصف نهائي كأس العالم المقام حاليًا في تشيلي، في إنجاز يعيد إلى الأذهان ما حققه منتخب الكبار في مونديال قطر 2022، حيث تكرر تواجد نفس أضلاع المربع الذهبي تقريبًا: المغرب، الأرجنتين، فرنسا، فيما حلت كولومبيا بدلًا من كرواتيا، التي كانت صاحبة المركز الثالث في النسخة السابقة.
هذا التكرار ليس مصادفة، بل ثمرة عمل طويل الأمد بدأ بخطة فوزي لقجع التي طالب فيها بالتتويج بالمونديال، واضعًا كل الإمكانيات تحت تصرف الأجهزة الفنية، ومخصصًا منحًا مالية غير مسبوقة، معتمدًا على مراكز تكوين أنتجت جيلًا مميزًا من المواهب، انتقل عدد منهم للاحتراف في أوروبا.
لقجع: التتويج بالمونديال لم يعد مستحيلًا
لم يتوقف فوزي لقجع عن التأكيد في تصريحاته الإعلامية، سواء عبر التلفزيون أو الإذاعة، على أن الهدف المقبل للمنتخبات الوطنية هو التتويج بكأس العالم، قائلًا: "لا يمكن أن أقبل من أي منتخب يمثل المغرب خارجيًا أن يكتفي بالمشاركة فقط".
وأضاف: "نصف النهائي الذي بلغناه في مونديال قطر يجب أن يُعد الحد الأدنى من الطموحات. هدفنا المقبل، هو الفوز بالمونديال".
وأضاف لقجع: "لقد توجنا قاريًا مع منتخبات الناشئين وأقل من 23 عامًا، وبلغنا ربع نهائي كأس العالم للناشئين، وربع نهائي كأس العالم داخل الصالات مرتين متتاليتين. لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء، وأنا واثق مما أقول. لا نحتاج إلى من يشكك أو يرفض الانضمام إلى هذا الطموح".
وقد تجاوب معه بشكل مباشر كل من وليد الركراكي، مدرب المنتخب الأول، وهشام الدكيك، مدرب منتخب الصالات، ومحمد وهبي، مدرب منتخب الشباب، مؤكدين التزامهم بتحقيق هذه الأهداف.
منتخب الناشئين على خطى الكبار
من المنتظر أن يشارك منتخب الناشئين، بطل إفريقيا بقيادة المدرب نبيل باها، في كأس العالم للشباب التي ستُقام في الدوحة الأسبوع المقبل، في تكرار لمسيرة منتخب الركراكي في مونديال قطر، حيث يأمل الشارع المغربي في استمرار مسلسل الإنجازات.
وحقق باها لقب كأس أمم إفريقيا للناشئين 2025، في حين تُوج عصام الشرعي بلقب أمم إفريقيا لأقل من 23 عامًا، كما قاد طارق السكتيوي المنتخب المحلي للفوز بالبطولة الإفريقية، وكان قد حصد قبلها برونزية أولمبياد باريس في إنجاز غير مسبوق على الصعيد العربي.
في السياق ذاته، قاد وليد الركراكي منتخب الكبار للمربع الذهبي في مونديال قطر، كما توج عادل السايح مع منتخب السيدات بلقب أمم إفريقيا داخل الصالات، بينما حصل هشام الدكيك على لقب البطولة الإفريقية ثلاث مرات متتالية، وثلاثة ألقاب للبطولة العربية داخل الصالات، فضلًا عن التتويج بكأس القارات في تايلاند.
أما المدرب الحسين عموتة، فقد نجح في قيادة منتخب الأردن إلى وصافة بطل آسيا خلال البطولة التي أقيمت في قطر، ليواصل المدربون المغاربة حضورهم القوي، إذ عاد بعده جمال السلامي لقيادة منتخب الأردن للتأهل لأول مرة في تاريخه إلى كأس العالم المقبلة في أمريكا.
وفي نفس السياق، نجح الزاكي بادو في قيادة منتخب النيجر، أحد المنتخبات المتواضعة، إلى وصافة مجموعة المغرب في تصفيات المونديال، بعد أن تغلب على منتخبات قوية مثل زامبيا والكونغو، ليضع نفسه في حسابات الملحق.
وواصل محمد وهبي الإنجازات بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب، مكررًا إنجاز مواطنه جمال فتحي قبل 20 عامًا.
تصنيف عالمي غير مسبوق للمنتخبات المغربية
ساهمت هذه الإنجازات في تقدم المنتخبات المغربية في التصنيفات العالمية بمختلف فئاتها. حيث يحتل منتخب الصالات حاليًا المرتبة السادسة عالميًا، متفوقًا في مواجهات مباشرة على عمالقة اللعبة مثل البرازيل، الأرجنتين، إسبانيا، البرتغال، فرنسا، وألمانيا.
كما نجح المنتخب الأول في معادلة رقم منتخب إسبانيا بتحقيق 15 انتصارًا متتاليًا، وحافظ على موقعه في المركز الـ11 عالميًا، مقتربًا من دخول العشرة الأوائل.
يُذكر أن كلًا من يوسف النصيري ونايف أكرد، نجمي المنتخب المغربي، قد تخرّجا من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت مصنعًا لتخريج المواهب، أبرزهم ياسر الزابيري، هداف مونديال تشيلي بـ5 أهداف.
هذه الأكاديمية تحولت إلى مشروع وطني استراتيجي، تصدر اليوم محترفين بملايين الدولارات إلى كبرى الأندية الأوروبية، ما جعل الهدف المقبل واضحًا: التتويج بكأس العالم في تشيلي، ثم مونديال الناشئين في قطر، وأخيرًا لقب كأس العالم للكبار في أمريكا.
قد يعجبك أيضاً



