إعلان
إعلان

الكرة البيلاروسية تتحدى كورونا وتتجاهل الجماهير

reuters
11 أبريل 202008:19
من  دوري روسيا البيضاء

تعد روسيا البيضاء (بيلاروسيا) الدولة الوحيدة في أوروبا، التي يتواصل فيها النشاط الكروي رغم استمرار تفشي فيروس كورونا، وتراجع أعداد الجماهير خوفا من التعرض للعدوى.

وفي الدوري المحلي للعبة الشعبية، وفي مدينة جرودنو الغربية، تعادل صاحب الأرض نيمان جرودنو مع منافسه بلشينا بوبرويسك، أمس الجمعة، أمام مدرجات شبه خالية.

وبلغ عدد الحضور 253 مشجعا، وهو عدد قليل جدا إذا ما قورن بعدد الأنصار الذين كانوا يحضرون مباريات نيمان، في العام الماضي، والبالغ نحو 1500 شخص في المباراة.

واجتذب دوري روسيا البيضاء مشجعين من خارج البلاد، في ظل توقف النشاط في معظم الدول الأخرى.

وقرر دوري روسيا البيضاء المضي قدما رغم انتشار الفيروس، مسترشدا في ذلك بموقف رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو، الذي لم يؤيد فرض إجراءات عزل صارمة في بلاده، على غرار ما فعلت دول كثيرة لاحتواء تفشي العدوى.

مدرجات خاوية

وردا على سؤال عن تراجع أعداد المشجعين في الملاعب، قال إدوارد جرادوبويف، مدرب بلشينا "بالطبع هذه هي المشكلة الرئيسية".

وأضاف "لأن كرة القدم هي رياضة جماهيرية، فإن الوضع لا يكون مريحا تماما عندما تلعب أمام مدرجات شبه خالية، وخاصة في مثل هذا الملعب الجيد في جرودنو".

وحتى جماهير نيمان جرودنو، حثوا سكان مدينتهم على الابتعاد عن الملاعب، خوفا على سلامتهم.

وقالوا في بيان "دعونا نبقى في بيوتنا، من أجل الحد من مخاطر تفشي فيروس كورونا وحماية أنفسنا وأحبائنا".

وقبل انطلاق المباراة صفق لاعبو أصحاب الأرض، أمام المدرجات الخالية، دعما للجماهير الغائبة.

وفي البداية، برر اتحاد روسيا البيضاء لكرة القدم قراره باستمرار المباريات، مشيرا إلى قلة عدد الإصابات بالفيروس في البلاد، الواقعة في شرق أوروبا، لكنه امتنع عن التعليق في الآونة الأخيرة.

وآخر الأرقام تشير إلى وجود 2226 حالة إصابة الفيروس، إلى جانب 23 حالة وفاة في روسيا البيضاء.

أما الأندية فتقول إنها ملزمة باتباع قرارات الاتحاد.

وقال إيجور كوفاليفيتش، مدرب نيمان "الاتحاد قرر الاستمرار في اللعب، لذا نحن نلعب".

وأضاف أن ناديه يتخذ إجراءات السلامة المناسبة، للحفاظ على صحة لاعبيه وجماهيره، مثل استخدام مواد التعقيم والتطهير، والحرص على جود مسافة مناسبة بين كل مشجع وآخر في المدرجات.

"لا قلق"

وهناك مشجعون لا يشعرون بالكثير من القلق، مثل فلاديمير الذي حضر المباراة، حيث قال "هل أشعر بالقلق أم لا؟ أعتقد أنني على الأرجح لا أشعر بالقلق".

وأردف "السبب في ذلك يرجع أولا إلى عدم وجود الكثير من المشجعين، الذين جاءوا لحضور المباراة.. لا يوجد جماهير وزحام، وكل الإجراءات مطبقة في الاستاد".

لكن هناك من يختلف مع هذا الرأي، مثل نيكولاي زولوتوف وهو مواطن من روسيا البيضاء، يلعب لفريق أورال إيكاترينبرج الروسي.

وقال زولوتوف في مقابلة صحفية، إن الوضع الحالي يشبه حادث مفاعل تشيرنوبل في 1986، خلال الحقبة السوفيتية، عندما أخفت السلطات وقتها حقيقة أبعاد الكارثة النووية عن الجمهور المحلي لمدة طويلة.

وأضاف "لا أحد يعلم على وجه الدقة كم عدد المرضى (بالفيروس)، وأين مكانهم وكيف يتم علاجهم، أتساءل.. هل حقا تغير شيء خلال 34 عاما؟"

ووصف الرئيس لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد بقضبة حديدية منذ 1994، المخاوف من العدوى بأنها "خلل نفسي"، قائلا إن قلقه الأكبر ينصب على الاقتصاد في بلاده.

وخلال لقاء مع المسؤولين، في السابع من أبريل نيسان الجاري، قال الرئيس إنه يستطيع وبسهولة فرض إجراءات عزل في البلاد، في غضون 24 ساعة، إلا أنه أضاف "لكن من أين سنأكل؟".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان