إعلان
إعلان

الكرة الأردنية..ماذا بعد؟

KOOORA
29 فبراير 202402:33
mohammad mutawe

انفض السامر الآسيوي، وعاد كل إلى مكانه، اللاعبون لبطولاتهم، الاتحاد إلى مكاتبه، وكأن صفحة المشاركة التاريخية للنشامى في كأس آسيا وحصولهم على وصافة البطولة طويت سريعا.

الكرة الأردنية تعاني كثيرا منذ (فرض) الاحتراف عليها دون تحضير مسبق، والعبء أثقل كاهل الأندية التي لا تمتلك مقدرات الإنفاق على هذه الخطوة، فتراكمت الديون وتعقدت المشاكل للكبار قبل الصغار، وأصوات الشكوى تتصاعد في ظل غياب الأفق الذي يبشر بالحل.

الأندية لا تمتلك ملاعب خاصة، وملاعبها التدريبية جلها بدائية وبأرضيات من العشب الصناعي بعضها أكل الدهر عليه وشرب، والمنشآت الحالية هي ذاتها منذ ما يزيد عن الربع قرن، وكل ما يجري لها مجرد محاولات إنعاش للمحافظة على حياتها، وحالة بعضها تتناقض مع هوية دوري يحمل اسم (المحترفين) وقد لا تتعدى في بعض الأحيان وصف (الملاعب القروية).

والأندية في العموم لا تمتلك مشاريع استثمارية تدر دخلا كافيا للإنفاق على منظومة الاحتراف الضاغطة على الصناديق، وفي حال توفر بعض المشاريع، فقد تدار بأسلوب غير تجاري، ولا يحقق العائد من القيمة الحقيقية، نظرا لغياب الخبرة في استثمار وتنمية الموارد.

هناك أزمة العقليات التي تدير الأندية والمؤسسات الرياضية، وانعدام الحلول أمامها وضيق فسحات الحل، وفي الوقت ذاته تعاند في التمسك بمقاعدها، دون إفساح المجال لغيرها لإكمال المسيرة وتجربة حلول قادرة على النهوض بهذه المؤسسات، وهو ما يدفع هؤلاء لتهميش العقليات القادرة على التغيير في سبيل التمسك بالكرسي والمنصب ولو على حساب النادي أو المؤسسة، مما يفاقم الأوضاع سوءا.

فشلت الخلوات والمؤتمرات في تحريك المياه الراكدة، فالمعوقات المالية دوما تظهر كعقبة كأداء، توقف أي حلول أخرى، والوقت قد حان لقرع الجرس، والأردن يعيش مكتسبات آسيا، وقد يكون لتصريحات الأمين العام للاتحاد الأردني لكرة القدم بخصوص خطط منظورة لتطوير المنظومة الرياضية بالكامل، وتخصيص الأندية كهدف لا يمكن تحقيقه دون التدخل الحكومي، يضع اللبنة الأولى في بناء التطوير، وبعدها يترك ميدان الاجتهاد لإدارات الأندية لمواصلة الطريق، فالأندية الأردنية بوضعها الحالي باتت كالطفل الذي يحتاج للرعاية والأخذ بيده حتى يكبر ويعتمد على نفسه في المستقبل.

الموضوع بحاجة لتدخل فوري يفوق اقتراح الاتحاد بضخ بعض الآلاف من الدنانير لمحاولة إنعاش صناديق الأندية المحتضرة، إلى جانب خطة قصيرة الأمد للنهوض بجميع مكونات اللعبة من خلال ميزانية طارئة تمنح الأمل في رفع المستوى الفني للاقتراب مع طفرة كأس آسيا، علها تكون فاتحة خير للتطوير الشامل، وإثبات أن ما حدث للنشامى مؤخرا هو عمل مؤسسي تشاركي بعيد عن اتهامات الصدفة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان