
للنشامى نكهة مميزة في أي مناسبة أو استحقاق، فحضورهم له جماله، وجمهورهم دوما متألق على المدرجات وخارجها، يدمج دوما ما بين مشاعره كمشجع لفريق يلعب الكرة، ولوطن يأمل في أن يعكس صورته الحقيقية من الطيبة والتحضر والانتماء.
رغم كل ما وصل له المنتخب الأردني من تطور، وتقديمه لمستويات رائعة في العقدين الأخيرين، إلا أنه ما زال يبحث عن إنجاز يثبت حضوره بين كبار اللعبة، ففي كل محطة تكون البداية قوية، والطموحات عالية، ولكن يحدث شيء في الخطوات الأخيرة، ينتزع الفرحة من القلوب، وينهي الأحلام الوردية بشكل كارثي.
لماذا لم ينجح النشامى حتى الآن في تحقيق أي أنجاز؟ سؤال قد يجيب عليه الشارع الرياضي الأردني الذي يعبر بكل صدق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فيحلل فنيا، وينتقد إداريا، ويخرج بالتوصيات، وكل ذلك بعيدا عن أي حضور رسمي لاتحاد اللعبة، الذي يبدو أنه غائب تماما عن الحدث.
دخل النشامى للتصفيات المزدوجة لكأس آسيا وكأس العالم، بمجموعة متألقة من المواهب التي قد تكون الأفضل في تاريخ الكرة الأردنية، بوجود عدد من المحترفين القادرين على تنفيذ المهام بكل دقة، وتحقيق الأهداف المرجوة، لكن ماذا حدث؟
في المباراة الأولى أمام الصين تايبه، قدم النشامى شوطا أول قويا، لكن كانت هناك جملة من العيوب في الأداء الهجومي الذي يبدو أنه خرج عن سياق المدرب، حيث تغلب الفردية على الأداء الجماعي، وتكون النتيجة فوز ضعيف بهدفين لهدف، على فريق يفترض أن يكون مجرد محطة لزيادة غلة الأهداف التي سيكون لها كلمتها في نهاية التصفيات.
تكررت الأمر في اللقاء الودي أمام البارغواي، شوط أول جيد، والتقدم بهدفين، وإهدار غريب للفرص، وشوط ثان كارثي، غاب فيه النسق الدفاعي، ووضح أن هناك مشكلة في رؤية المدرب الذي بقي يتفرج على انهيار فريقه دون تدخل يذكر خاصة في منطقة الأطراف الدفاعية، لينقلب الفوز بهدفين إلى خسارة بالأربعة مع الرحمة.
الغريب في الأمر أن قرارا قد اتخذ بمضاعفة راتب المدرب فيتال وربطه بعقد يمتد لأربع سنوات مع اتحاد الكرة الأردني قبل انطلاق التصفيات بأيام، مما يعني أن الاتحاد قام بخنق نفسه، وبات تحت رحمة فيتال في حال الرغبة في إنهاء العلاقة بين الطرفينن، وكل ذلك رغم الأداء الباهت الذي قدمه في بطولة غرب آسيا التي فشل من جديد في تحقيق لقبها، وعدم القناعة بالمستوى الذي يقدمه المنتخب تحت قيادة مدربه البلجيكي.
أمام المنتخب الأردني مباريات قوية أبرزها مع استراليا والكويت، التي غيرت جهازها الفني بالكامل بمجرد الخسارة أمام الكنغر الأصفر، وبالتالي فلا بد من إعادة النظر بالكثير من الأمور قبل أن نشاهد خروجا حزينا لم نعتد عليه منذ سنوات طويلة.
الجهاز الفني للمنتخب الأردني متخم بالأجانب، وآخرهم خبير تغذية، رغم أن المنتخب لا يتجمع سوى أيام قليلة في السنة، وقد يكون هناك خبير نفسي على الطريق، وخبراء آخرون لمنتخب كل ما يحتاجه هو تغيير كامل في الجهاز الفني، والبحث عن مدرب له تاريخه وقادر على إعادة الروح للاعبين، وبث التنافس بين صفوفهم، عله ينقذ مسيرة باتت مهددة مبكرا بخروج تاريخي، سواء من تصفيات المونديال، أو كأس آسيا.
لن يكون هناك من هو مؤهل لمناقشة المدرب في أخطائه، وطلب خطة واضحة لما هو قادم، فخبراء الكرة هم الغائب الأبرز عن اتحاد الكرة ولجانه، وبالتالي سيبقى الخطر يداهم طموحات النشامى وبشكل أكبر مما سبق، نظرا لمقدمات قاتمة، ستقود حتما لنتائج كارثية، ما لم تحدث معجزة، بعيدة عن أي توقع منطقي، فالكرة الأردنية حاليا في سبات عميق، مع اتخاذ قرار هو الأغرب في تاريخها بتأجيل انطلاقة الدوري لشهر فبراير- شباط من العام المقبل، وبالتالي فإن اللاعبين المحليين سيفقدون حاسة المشاركة والتنافس مع أنديتهم، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على روح التنافس مع منتخب بلادهم.
قد يعجبك أيضاً



