
يبدو أن الكلمات فقدت معناها، وسيل المقالات والتقارير والتحقيقات التي حاولت وضع اليد على جرح الكرة الأردنية لم تصل إلى أصحاب القرار، ولا حتى نداءات جمهور النشامى بالأمس على مدرجات ستاد الملك عبد الله في القويسمة بالإنجليزية Vital out لم يصل صداها إلى المنصة حيث يجلس طاقم الاتحاد المسؤول عن كل ما جرى ويجري حاليا.
بالأمس، كان المنتخب الأردني يضيع فرصة سانحة بالانقضاض على صدارة مجموعته بالتصفيات المزدوجة لكأس آسيا ومونديال قطر 2022، خاصة وأنه واجه شبح منتخب استراليا الذي نعرفه جيدا من خلال 5 مواجهات سابقة، كان لنا نصيب الفوز في 3 منها، فكان مدرب المنتخب فيتال النقطة السوداء الوحيدة في المباراة، بعد فلسفته الرمادية وتحجره خلف آرائه بالدخول بتشكيلة ضعيفة، ارتكز فيها على الدفاع خوفا من الخسارة، وبحثا عن النقطة التي كانت ستجعله الفاتح الجديد لعصر الكرة الأردنية.
لن نتحدث فنيا، فالحديث يبدو أنه لم يعد يجدي، فالأزمة إدارية من الأساس، حيث وضح أن القائمين على الكرة الأردنية، يعيشون في عالم آخر، ويصمون آذانهم عن الاستماع للاقتراحات والنصائح، كما يصمونها عن الانتقادات، بل ويكابرون ويعاندون، كما حدث مع تجديد عقد فيتال ومضاعفة راتبه ومكافأته، رغم أدائه الهزيل في التصفيات، وعدم تحقيق الطموحات بالظهور القوي وتحقيق الفوز المقنع على الفرق الضعيفة قبل القوية، ليصبح المنتخب الأردني وطموحات الوصول للنهائيات الآسيوية وحلم المونديال مجرد سراب.
المصائب بدأت بقرار تأجيل دوري المحترفين لمدة تصل إلى نصف عام، لسبب عجيب، وهو السير مع الأجندة الأسيوية التي لا يطبقها سوى الاتحاد الياباني وبعض الاتحادات القريبة منه، في حين أن الموسم الكروي في جميع العالم يبدأ في شهر آب/أغسطس، وينتهي في مايو/أيار، ومع هذه التوقيتات العالمية تسير الأجندة العالمية.
قرار تجميد البطولات الأردنية كلف الجزيرة الخروج من قبل نهائي كأس الاتحاد الآسيوي ومن بعده شباب الأردن من بطولة الأندية العربية، بسبب ضعف جاهزية الفريقين وندرة الاحتكاك وافتقار اللاعبين للياقة المباريات والتنافس، كما دمر صناديق الأندية التي هجرها لاعبوها ومدربوها، بل ومارس بعضهم مهنا يدوية بعد توقف التدريبات وانقطاع الرواتب لهذه الفترة الطويلة، والتي اراهن بأنها لم تحدث في أي بلد في العالم يعيش استقرارا وهدوءا كما في الأردن.
قال الأجداد سابقا: "فالج لا تعالج" والفالج واحد من أنواع الشلل والذي لا أمل من الشفاء منه، إذا أصيب به شخص، رفع المعالجون أيديهم لأن جهودهم ستذهب سدى..وكل ما كانوا يطلبوه من ذوي المريض الدعاء له، ويبدو أننا وصلنا إلى مرحل الدعاء فقط في الكرة الأردنية بعد أن فقد الجميع الأمل في إصلاح الخلل والأخطاء المتراكمة.
لن نحمل فيتال وحده مسؤولية ما حدث للنشامى، فالمسؤولية يتحملها الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي جلس في برج عاجي، وعزل نفسه بجدران زجاجية، واكتفى برؤية المعبد وهو ينهار، دون أن يزعج نفسه بسماع صريخ الضحايا.
باعتقادي، على الاتحاد الرحيل فورا، ومنح الخبراء والمتخصصين الفرصة لإصلاح ما أفسدته القرارات الخاطئة السابقة، ووضع عودة الموسم الكروي أولوية بالسرعة الممكنة، والخروج من الحالة العبثية التي أوصلت الكرة الأردنية لهذه الحالة المزرية على كافة الصعد.
قد يعجبك أيضاً



