AFPواصل بايرن ميونخ تجديد عقود نجومه، فبعد التجديد للحارس المخضرم مانويل نوير، نجح في تأمين بقاء ظهيره الكندي ألفونسو ديفيز في ملعب أليانز أرينا حتى عام 2030.
وكان ديفيز محور أحاديث وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة، في ظل اقتراب انتهاء عقده مع البافاري، ورغبة ريال مدريد في ضمه مجانًا.
لكن في النهاية قرر ديفيز الاستمرار مع الفريق البافاري، ليواصل رحلته في قلعة أليانز أرينا.
البداية
ولد ديفيز في مخيم بودوبورام للاجئين لأبوين ليبيريين، وهاجرت والدته فيكتوريا ووالده ديبياه في النهاية إلى كندا في عام 2006 فرارًا من الحرب الأهلية في وطنهم.
حينها كان يبلغ ديفيز من العمر 5 أعوام وبدأ في اكتشاف حبه لكرة القدم في أمريكا الشمالية على بعد آلاف الأميال من مسقط رأسه.
وقضى ألونسو كل دقيقة فراغ لديه في أرض الملعب وتم اكتشافه من قبل فريق فانكوفر وايتكابس في سن الرابعة عشرة، وتحركت الأمور بسرعة كبيرة في مسيرته منذ ذلك الحين، حيث وقع على أول عقد احترافي له مع النادي الكندي وظهر لأول مرة في الدوري الأمريكي في سن 15.
وبعد 11 شهرًا فقط من ظهوره الأول في الدوي الأمريكي، خاض أول مباراة دولية له مع منتخب كندا، ليصبح أصغر لاعب يمثل كندا في تاريخها، ومع بلوغه عامه الـ18 توج بجائزة أفضل لاعب كندي في العام وهو أيضًا أصغر من يتوج بتلك الجائزة على الإطلاق.
وقال ديفيز لمجلة أعضاء البايرن "51": "جئنا كلاجئين من أفريقيا إلى كندا وعملنا من أجل ذلك، أعتقد أن حياتي يمكن أن تظهر للناس أن كل شيء ممكن عندما تظل صادقًا مع نفسك ولا تخرج عن المسار الصحيح".
AFPمحطة البايرن
لفت ديفيز أنظار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى خلال فترة تواجده في كندا، وفي موسمه الأخير في الدوري الأمريكي نجح في تسجيل 8 أهداف وصنع 10 آخرين في 31 مباراة، وتمكن في النهاية البايرن من الفوز في سباق ضمه ليصل إلى ألمانيا بعد أيام قليلة من عيد ميلاده الثامن عشر.
ولم يحتج ديفيز للكثير من الوقت للتأقلم مع الحياة في العاصمة البافارية، وقال في أول مقابلة له باللغة الألمانية بعد 6 أشهر فقط له من تواجده في البلاد: "ميونخ مدينة رائعة، أنا أحبها حقًا".
كان ديفيز يتعلم اللغة الألمانية ويعتاد على أسلوب الحياة وينغمس في الثقافة البافارية، وكان الحال ذاته مع البايرن حيث سرعان ما أدرك شعار النادي "Mia san mia" والذي يعني "نحن كما نحن" قائلًا: "هناك شعور عائلي في بايرن، أنت مرحب بك حقًا، الجميع ودودون للغاية في رعايتك".
وأضاف: "في الوقت ذاته يتم دفعك إلى أعلى مستوى ممكن في كل حصة تدريبية، تعامل مع عبارة (ميا سان ميا) على محمل الجد وأصبحت راسخة بداخلي"، وبفضل سلوكه الهاديء والمرح والودود، أصبح على الفور من اللاعبين المفضلين لدى الجماهير.
وتأقلم ديفيز في أرض الملعب جيدًا وأضاف شيئًا إضافيًا إلى هجوم البايرن، وأظهر لمحات من جودته في نهاية موسمه الأول في البوندسليجا (2018- 2019)، ولكن تغير كل شيء في الموسم التالي.
الانطلاقة الحقيقية
دائمًا ما تحمل ليالي دوري الأبطال شعور السحر، حيث تقام المباريات تحت الأضواء مع عزف النشيد الخاص بالمسابقة، وهي أمور تعطي اللاعبين دفعة إضافية، وكان ذلك حال ديفيز مع اتخاذه خطواته الأولى على مسرح كرة القدم الأوروبية.
كان ديفيز من أبرز لاعبي فريق بايرن الذي توج بدوري الأبطال موسم (2019- 2020)، وكان ذلك هو أول موسم له بالكامل في البافاري، وحجز مكانًا أساسيًا في معظم مباريات الفريق.
وتسببت سرعته الكبيرة في مشاكل عديدة للخصوم، وكان تشيلسي أول الخصوم التي عانت في الأدوار الإقصائية من ديفيز وتحديدًا في ثمن النهائي، حتى العداء يوسين بولت كان سيواجه صعوبة أمام الكندي الذي وصلت سرعته إلى 36 كم في الساعة، كما لم يمكن نسيان أدائه الرائع في الفوز الساحق أمام برشلونة (8-2) في ربع النهائي ليصبح من أبرز الأسماء المألوفة عالميًا بدء من تلك الليلة.
قمة العالم
وصل ديفيز وبايرن إلى قمة كرة القدم الأوروبية يوم 23 أغسطس/آب من عام 2020، بالفوز على باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال، وبالتالي بعد 18 شهرًا فقط من وصوله إلى ألمانيا، نجح ديفيز في الوصول إلى قمة العالم.
والمثير للدهشة أن ديفيز حقق تلك النجاحات بعد تغيير مركزه من الجناح الأيسر إلى الظهير الأيسر، ولكن ذلك التحول منحه مساحة أكبر للتقدم إلى الأمام، مع صعوبة مواكبة الخصوم لسرعته الفائقة.
كما منحته تلك السرعة أفضلية على المهاجمين في الشق الدفاعي، فحتى لو كان المهاجم متقدمًا عليه، فالكندي قادر على اللحاق به، وبفضل قدرته على اللعب في أكثر من مركز، أصبح من ديفيز من أبرز اللاعبين في العالم.
وبعد 5 أعوام قضاها رفقة البايرن، نجح ديفيز في الفوز بدوري الأبطال مرة واحدة، إضافة إلى 5 ألقاب في الدوري الألماني ولقبين في كأس ألمانيا ولقب في السوبر الأوروبي ومثله في كأس العالم للأندية إضافة إلى 3 ألقاب في السوبر الألماني، إلى جانب فوزه بأفضل لاعب كندي 4 مرات.
قد يعجبك أيضاً



