الفشل الخامس.. لعنة منزلية تطارد النصر في كأس الملك

تحول ملعب "الأول بارك" من قلعة صفراء كان يُفترض أن تحمي النصر وتؤمّن له أفضلية الأرض والجمهور، إلى ساحة تكرّرت فيها خيباته في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، حتى بات يُنظر إليه في السنوات الأخيرة كـ "لعنة" تطارد العالمي كلما خاض منافسات البطولة على أرضه.

فعلى الرغم من سلسلة النتائج الإيجابية التي يُحققها النصر في مختلف المسابقات، فإن مشواره في الكأس لا يزال يستعصي على النادي العاصمي، ليودّع البطولة للمرة الخامسة في آخر ست نسخ على ذات الأرض.

وغادر الفريق النصراوي البطولة مجددا، مساء أمس الثلاثاء، بعد خسارته أمام الاتحاد 1ـ2، على أرضية "الأول بارك" في الدور ثمن النهائي.

منذ اعتماد النصر لـ"الأول بارك" ملعبًا رسميًا له أواخر 2020، عبر اتفاقية تمتد لعشر سنوات مع شركة الوسائل السعودية، تحوّل المسرح الحديث إلى مركز أداء مميز في الدوري والقارية، لكنه في كأس الملك حمل وجه الهزيمة والإقصاء.

تفاصيل السقوط.. رحلة الخروج المتكرّر

بينما ما يزال النصر يبحث عن أول ألقابه في كأس الملك منذ 1990، تعرّض الفريق لخمس نكسات مؤلمة على أرضه، كانت فيها الجماهير شاهدة على فصل جديد من الإحباط المتكرّر.

2021: البداية مع الفيصلي

ودّع النصر البطولة على أرضه أمام الفيصلي في نصف النهائي، بعد أن خطف جوليو تافاريز هدف الفوز، ليتأهل العنابي نحو اللقب لأول مرة في تاريخه.

2022: السقوط أمام الهلال

تكرّر السقوط في ربع النهائي، حين قلب الهلال الطاولة وفاز 2-1، رغم تقدم النصر بهدف تاليسكا، ولكن سجل إيجالو وسالم الدوسري ووقعا على عبور الزعيم.

2023: الوحدة يضرب قلعة العالمي

لم يتعلم النصر من درسَي الفيصلي والهلال، ليخسر في نصف النهائي بهدف وحيد أمام الوحدة، ويفشل في بلوغ النهائي.

2025: صفعة التعاون في ربع النهائي

وفي الموسم الماضي 2024-2025 أقصى التعاون مضيفه النصر بفوزه بهدف دون مقابل ليودع الفريق الأصفر البطولة على ملعبه من الدور ربع النهائي.

2026: عودة اللعنة عبر بوابة الاتحاد

الضربة الأخيرة جاءت هذا الموسم، حين سقط الفريق أمام الاتحاد 2-1، رغم سيطرته وتفوقه العددي بعد طرد الجليدان في الدقيقة 49.

هدف بنزيما المبكر (15) صعق الجماهير، ومع تعادل أنجيلو (30)، استعاد الاتحاد تقدمه عبر حسام عوّار في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول، ليُكمل المهمة الدفاعية ويخرج منتصرًا.

الاتحاد يوقف السلسلة

وكسر نادي الاتحاد سلسلة الانتصارات المتتالية لفريق النصر، بعدما تغلب عليه في كأس الملك، حيث جاء انتصار العميد ليضع حداً لمسيرة النصر اللافتة التي استمرت 10 مباريات متتالية دون خسارة في مختلف المسابقات.

ومنذ خسارة النصر في نهائي كأس السوبر أمام الأهلي، حقق النصر الفوز في 6 مباريات بالدوري و3 في دوري أبطال آسيا 2 ومباراة بكأس الملك أمام جدة في دور الـ32 قبل أن تتوقف سلسلة الانتصارات على يد الاتحاد.

جيسوس والاتحاد.. عقدة تتعمّق في كأس الملك

لم يتوقف شبح العقدة عند حدود فريق النصر أمام الاتحاد، بل امتد ليشكل صداعًا متكررًا للمدرب البرتغالي جورجي جيسوس ذاته، الذي بات يجد صعوبة واضحة في تجاوز "العميد" خلال منافسات كأس الملك تحديدًا في الموسمين الأخيرين.

فرغم امتلاكه سجلًا قويًا أمام الاتحاد في مختلف البطولات، فإن مواجهاته أمامه في الأدوار الإقصائية للكأس تأخذ مسارًا مختلفًا تمامًا، عنوانه الإقصاء.

ففي الموسم الماضي، اصطدم جيسوس -وكان حينها على رأس القيادة الفنية لفريق الهلال- بنظيره الاتحاد في ربع نهائي كأس الملك.

ورغم الندية الكبيرة التي شهدتها المواجهة، والتي انتهت في وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2، إلا أن الاتحاد عرف كيف يحسم الموقعة عبر ركلات الجزاء الترجيحية، مقصيًا حامل اللقب ومعلنًا بداية عقدة خاصة أمام المدرب البرتغالي.

ولم يكد عام واحد يمر، حتى تكرر المشهد بمحتوى فني قريب، ولكن بقميص مختلف، إذ وجد جيسوس نفسه هذا الموسم يقود النصر في موقعة جديدة أمام الاتحاد، وهذه المرة في دور الـ16 من بطولة كأس الملك.

ورغم طموحات الفريق العاصمي وتسلّحه بعاملي الأرض والجمهور، إلا أن السيناريو انتهى بخسارة أخرى بنتيجة 2-1، لتتجدد العقدة الاتحادية وتطيح بجيسوس مرة ثانية تواليًا من ذات البطولة.

المفارقة أن جيسوس يمتلك تاريخًا قويًا أمام الاتحاد في عموم المسابقات؛ إذ خاض ضده 14 مباراة حقق خلالها 11 انتصارًا مقابل ثلاث هزائم فقط.

ومع ذلك، فإن ما يلفت الانتباه هو أن اثنتين من هذه الخسائر الثلاث جاءت في كأس الملك.

ورغم ذلك، فإن البطولة نفسها شهدت له انتصارًا مهمًا على الاتحاد في نسخة 2023–2024، حين قاد الهلال لتحقيق الفوز 2-1 في الدور نصف النهائي، في المواجهة الوحيدة التي كسر فيها جيسوس هذه العقدة داخل الكأس.