
فرضت إيطاليا اسمها كأحد المنتخبات الكبرى في عالم كرة القدم مبكرًا، فبعد فشل المشاركة في النسخة الأولى لكأس العالم عام 1930، نجحت في التتويج باللقب في النسختين التاليتين، تحت قيادة المدرب الأسطوري فيتوريو بوزو.
ولكن بعد الحرب العالمية الثانية بدأ نجم إيطاليا يخفت، وربما أحد أسباب ذلك هو كارثة سوبرجا عام 1949، والتي شهدت تحطم الطائرة التي كانت تحمل معظم أعضاء نادي تورينو أثناء عودته من من لشبونة بعد مباراة تكريمية لفرانشيسكو فيريرا لاعب بنفيكا.
وعانت إيطاليا بعدها من ضعف النتائج بالخروج من الدور الأول في مونديالين 1950 و1954، والأكثر أن الأزوري فشل في التأهل لنسخة السويد 1958، قبل أن يعود من جديد عام 1962، ولكنه خرج مرة أخرى من الدور الأول.
كانت إيطاليا بحاجة شديدة إلى الانتصار لاستعادة مكانتها، وجاء موعد مونديال إنجلترا 1966 وشارك الأزوري كأحد المرشحين للفوز باللقب، مدججًا بقائمة بارزة من النجوم يتقدمهم 5 لاعبين من إنتر أو كما لقب حينها "لا جراندي إنتر" المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا قبلها مرتين.
وتواجدت إيطاليا في المجموعة الرابعة في المونديال إلى جوار الاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية وتشيلي، وبدت السعادة واضحة على الطليان حينها بالنظر إلى حظوظهم في البطولة.
وبدأت إيطاليا البطولة بصورة جيدة بالفوز أمام تشيلي (2-0) قبل السقوط أمام الاتحاد السوفيتي (1-0)، وكانت بحاجة إلى التعادل فقط في الجولة الأخيرة أمام كوريا الشمالية للتأهل لربع النهائي.
وكان الأمر يبدو منطقيًا في ظل المعاناة التي مرت بها كوريا الشمالية المشاركة في المونديال للمرة الأولى، حيث كانت الحرب ما تزال في الذاكرة، ولم تتمتع بعلاقات دبلوماسية جيدة، خصوصا إنجلترا التي رفضت في البداية منحها تأشيرات الدخول للعب قبل أن ينهي الفيفا الأزمة في النهاية.
وبالتالي كانت الظروف جيدة لإيطاليا للوصول إلى ربع النهائي بعد غياب طويل، ولكنها تعرضت لهزيمة مهينة 0-1 أمام كوريا لتودع البطولة من دور المجموعات، وكانت تلك الهزيمة حينها المفاجأة الأكبر في تاريخ كأس العالم.
ولم تتقبل الجماهير الإيطالية تلك الهزيمة بسهولة، واسقبلت الفريق عقب عودته بسيل من الطماطم الفاسدة والبيض، وطرحت الهزيمة العديد من التساؤلات وأدت إلى تغييرات بالجملة في الكرة الإيطالية.
وكان أول التغييرات إقالة المدرب إدموندو فابري، وتعيين فيروتشو فالكاريدجي، الذي نجح في تحسين الأوضاع، وكانت البداية من أول بطولة كبرى عقب المونديال "يورو 1968"، وكان لابد من استعادة الأزوري لمكانته بسبب احتضان إيطاليا البطولة على أرضها من جانب آخر.
وشهدت البطولة نفسها تغييرات عدة كانت بوابة للتغيير للكرة الإيطالية، من تغيير الاسم السابق كأس أمم أوروبا إضافة إلى تغيير شكل التصفيات الذي تألف من مجموعات للمرة الأولى.
وبدأت إيطاليا تجني ثمار التغيير الفوز في نصف النهائي أمام الاتحاد السوفيتي بالقرعة بعد إنتهاء المباراة بالتعادل السلبي، وفي النهائي تفوقت على يوغسلافيا في مباراة إعادة بنتيجة (2-0) بعد إنتهاء المباراة الأولى بالتعادل (1-1)، لتتوج بلقب اليورو للمرة الأولى في تاريخها ومن المشاركة الأولى في البطولة.
واستثمرت الكرة الإيطالية جيدًا في هذا النجاح في البطولة الكبرى التالية، بالوصول إلى نهائي كأس العالم في المكسيك 1970، لتستعيد الكرة الإيطالية مجدها من جديد بعدما أيقظتها الطماطم الفاسدة.
قد يعجبك أيضاً



