تعيش الفرق المحترفة في الأردن، موسماً هو الأصعب، فالتحضير لإستضافة
تعيش الفرق المحترفة في الأردن، موسماً هو الأصعب، فالتحضير لإستضافة مونديال كأس العالم للسيدات "2016"، وما رافقه من إغلاق عدة ملاعب رئيسية خضعت وتخضع للصيانة الشاملة، كان له انعكاسات سلبية على الموسم الكروي ككل.
ورغم أن الموسم الكروي الحالي انقضى منه النصف، حيث عانت الفرق الأردنية طيلة الفترة الماضية من أرضية بعض الملاعب المتهالكة التي أثرت على مستوياتها الفنية ونتائجها وجعلت لاعبيها عرضة للإصابات، كما أنها صبرت وكافحت وتحمّلت وضحّت وكابرت، لكن مع كل ذلك، فهي ما تزال بحاجة للتحلي بمزيد من الصبر، فالقادم يبدو أنه سيكون أكثر صعوبة وتعقيداً، كيف.. ولماذا..؟.. دعونا نكمل:
يتوقف حالياً النشاط الكروي في الأردن، وهي فترة التوقف الفاصلة بين مرحلتي الذهاب والإياب لدوري المحترفين، والملاعب التدريبية غير متوفرة في الأوقات التي تحتاجها هذه الفرق لخوض تدريباتها في ظل ما تتعرض له من ازدحام وضغط،، وهذه مشكلة من مشكلات!.
ما نود قوله هاهنا، أن هنالك "12" فريقاً يبدأون مع كل طلوع فجر،عملية البحث عن تأمين ملعب يخوضون عليه تدريبهم اليومي، سيما وأن الملاعب المتوفرة والخاصة لبعض الأندية تخضع هي الأخرى للصيانة والزراعة بسبب استضافة مونديال السيدات، مما يضطرها لخوض تدريباتها في فترة الصباح، وهي الفترة التي يكون فيها المجال متاحاً لتأمين ملعب تدريبي بعكس ساعات المساء.
ما يهمنا أن هذه الفرق وبعد أن تنحت في الصخر تجد الملعب "مهما كان حاله" عشب طبيعي.. ترتان .. تراب.. إسفلت.. وتتدرب في النهاية، لكن السؤال الذي يقفز هاهنا، أليس من حق هذه الفرق أن تجد - وهذا أضعف الأيمان- الملاعب المناسبة والمؤهلة لإقامة لقاءاتها الودية لترفع من جاهزيتها للمرحلة المقبلة؟، سيما وأن الملاعب التدريبية التي بالكاد تتوفر، لا تصلح لاقامة هذه المباريات.
ومن القضايا المرتبطة في الملاعب أيضاً، ما انفرد في كشفه موقع كووورة قبل أيام، بخصوص طرح عطاءات جديدة لإنارة الملاعب الرئيسية بعدما تبين أن الإنارات الحالية لا تصلح، وبالتالي فإن هذه الملاعب لن يكون بوسعها استضافة مباريات مرحلة اياب دوري المحترفين وكأس الأردن بفترة المساء، لينص الإقتراح على اقامتها بتوقيت نهاري، وهي تضحية جديدة ستقبل عليها دزينة الفرق هذه، وستعيدها إلى ذكريات الزمن الجميل، حينما كانت تقام المباريات ساعات الصباح، زمن خالد الزعبي، وحسونة يدج، وخالد سليم، وابراهيم مصطفى.
نعي تماماً بأن القادم سيكون أفضل على صعيد الملاعب الأردنية التي ستشهد نهضة وازدهار غير مسبوق ، على اعتبار أن الإتحاد الأردني سيقطف ثمار استضافته لمونديال السيدات، منشآت وبنى تحتية مناسبة للملاعب التي تشكل عصب كرة القدم لأي دولة في العالم، لكن في الوقت ذاته علينا أن نعذر هذه الفرق في هذا الموسم "الأصعب" والأكثر تعقيداً ،عما تقدمه من مستويات فنية رديئة وتراجع واضح في نتائجها، ولعل ما كشفته مرحلة الذهاب من "مفاجآت وانتكاسات" وإقالات للمدربين، خير دليل على ما نزعم..
لقد كان الله في عون الأندية الأردنية هذا الموسم، فكيف لفرق أن تتطور وتُلامس طموحاتها وتُسعد جماهيرها، وهي لا تجد "ملعباً" صالحاً لكرة القدم تطبق عليه خططها وأهدافها، فلا كرة قدم بدون "ملاعب"، لكن هذه الفرق تُضحي وتنحت في الصخر من أجل المحافظة على استمراية سير عجلة كرة القدم في الأردن.
وبعد كل هذه المآسي التي ترتبط بالملاعب الأردنية ، فقد قالوا في الأمثال.. "الصبر مفتاح الفرج"، ولأن هذه الفرق وأنديتها تؤمن بهذه المقولة أكثرمن أي وقت مضى، فهي ما تزال تكظم الغيظ، وتواجه التحديات بصلابة الإرادة والعزيمة، والأمل والعمل في محاولة لإرضاء جماهيرها بالقدر المستطاع.
ختاماً.. يبقى حريّ على الإتحاد الأردني تقدير هذه التضحيات و"الأشغال الشاقة" التي تقوم بها هذه الأندية وفرقها، بالفعل لا القول، فالعقوبات المالية -المبالغ فيها- والتي تفرض على هذه الأندية بين الفنية والأخرى، زادت من الطين بلة، وعليه نجد بإن الإتحاد الأردني الذي يطالب الأندية دوماً بضرورة الإيمان بمقولة "الصبر مفتاح الفرج"، عليه - ومن باب أولى- أن يؤمن هو الآخر بمقولة: "الضرب في الميت حرام".. بل وألفُ حرام، والسلام.