
رغم تنقلاته الكثيرة نجح في ترك بصمة مميزة في أغلب محطاته التدريبية، حقق ألقاباً في في بلغاريا وتونس وليبيا وأرقاماً قياسية في صربيا والسعودية وميانمار.
كان لاعباً صلباً يتميز بالقوة والشراسة أحياناً داخل المستطيل الأخضر، كما كان مدافعاً بدرجة (هداف) خلال مسيرته الكروية ما بين الأراضي اليوغوسلافية والتركية.
المدير الفني الصربي ميودراج ييشيتش المدرب السابق لبارتيزان الصربي وسسكا صوفيا البغاري والمدير الفني الحالي لفريق يانجون يونايتد بميانمار يتحدث حصرياً لكووورة في حوار لا تنقصه الصراحة:
في البداية أشكرك على قبول الدعوة .. ودعنا نبدأ بالحديث عن تجاربك العربية .. عملت في تونس وليبيا والسعودية .. أي من تلك التجارب كانت الأفضل ؟
دعني أشكرك بدوري على تلك الدعوة .. بخصوص تجاربي في الأراضي العربية أستطيع القول بأنها كانت جميعاً مميزة .. في تونس دربت الصفاقسي أحد رباعي الكبار إلى جانب الترجي، النجم الساحلي والإفريقي في موسم 2000-2001 ونجحت في قيادة الفريق للقب دوري أبطال العرب بكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، كما تأهلت إلى نهائي الكأس.
في ليبيا دربت أيضاً في موسم 2009-2010 أحد أكبر الأندية وهو الإتحاد وافتتحت مشواري بالتتويج بلقب كأس السوبر للمرة الأولى في تاريخ النادي، كما حققنا انتصاراً تاريخياً على حساب الأهلي المصري في دوري أبطال أفريقيا قبل خسارة درامية في القاهرة في دور ال16، واختتمت الموسم بالتتويج بلقب الدوري الليبي الممتاز.
تجربتي العربية الأخيرة كانت مع فريق نجران السعودي بالموسم قبل الماضي وحققت مع النادي أفضل انطلاقة في تاريخه بالدوري السعودي الممتاز لكرة القدم، حيث حققنا 19 نقطة بالدور الأول وهزمنا أندية عملاقة مثل الأهلي والإتحاد والإتفاق، لكن لخلاف مع إدارة الفريق السعودي قبلت عرضا من سسكا صوفيا وغادرت إلى الأراضي البلغارية في منتصف الموسم، وعلمت أن الفريق لم يحقق بعد رحيلي سوى انتصار وحيد في الدور الثاني لبطولة الدوري.
تجاربك العربية كانت غنية وكافية للإلمام بالكرة العربية .. ما هي الفوارق بين الكرة الأوروبية ونظيرتها العربية ؟
الفارق الأساسي يعود للعقلية الإحترافية في أوروبا .. لكن هذا لا يمنع وجود لاعبين عرب يتمتعون بمستويات مميزة تضاهي المستويات الأوروبية.
من هم أبرز النجوم العرب المفضلين بالنسبة لك ؟
المصري أحمد حسام (ميدو) لاعب توتنهام وروما السابق وكذلك مواطنه محمد صلاح لاعب فيورنتينا الحالي وعمر عبد الرحمن (عموري) في الدوري الإماراتي وبدر المطوع في الدوري الكويتي والثنائي السوري عمر السومة وفراس الخطيب والسعودي نايف هزازي.
تنقلت كثيراً خلال مسيرتك التدريبية .. إلى جانب تجاربك العربية دربت في بلدك صربيا وفي بلغاريا وتركيا وإيران وبلدان أخرى .. ما سر هذه التنقلات ؟
هناك أسباب كثيرة لتلك التنقلات، دعني أعطيك مثالاً .. في عام 2000 قدم لي لطفي عبد الناظر رئيس نادي الصفاقسي التونسي عقداً يمتد ل10 سنوات ! لكن ظروف عائلية صعبة في تلك الفترة منعتني من الإستمرار في تونس رغم النجاحات، إلى جانب أسباب أخرى في أكثر من تجربة مثل عدم الاستقرار الإداري والمالي أو الاختلاف في وجهات النظر.
تجربتك في بلغاريا كانت واحدة من أهم محطاتك التدريبية .. أليس كذلك ؟
بالطبع .. حققت لقب الدوري البلغاري الممتاز مع سسكا صوفيا في موسم 2004-2005 وكان لقباً خاصاً بالنسبة للجميع هناك لأنه كان اللقب رقم 30 في تاريخ النادي، كما تأهلنا للمباراة النهائية لبطولة الكأس وتم اختياري في نهاية الموسم كأفضل مدير فني في بلغاريا وكانت المرة الأولى في تاريخ بلغاريا التي تُمنح فيها الجائزة لمدرب أجنبي.
قبل تدريب سسكا دربت غريمه سلافيا صوفيا في نفس العام .. هل واجهت مشكلات مع جماهير سلافيا خلال مباراة الديربي ؟
على الإطلاق .. رغم تدريب غريمهم سسكا صوفيا إلا أن جماهير سلافيا كانت تحترمني، وخلال مباراة الديربي بين الفريقين كان سسكا بقيادتي متقدماً برباعية نظيفة بعد مرور 35 دقيقة فقط، وفي تلك الدقيقة فوجئت بجماهير الفريقين تهتف بإسمي في وقت واحد .. كانت لحظة غير عادية بالنسبة لي.
على ذكر علاقتك مع الجماهير .. كانت هناك حالة من العداء بينك وبين جماهير نادي فنربخشة التركي عندما كنت لاعباً بصفوف طرابزون سبور , بعدما تسببت في إصابة مروعة للاعبهم ريدفان ديلمين أنهت مشواره الكروي بعد معاناة وعمليات جراحية متكررة امتدت لسنوات .. كيف واجهت هذه الفترة ؟
سؤال رائع، أحتاج بالفعل لتوضيح هذه النقطة لأنها كانت شائعة إعلامية موجهة ضد نادي طرابزون وليس ضدي فقط .. نعم أعترف أنني تسببت في إصابة قاسية لريدفان لكن الجميع يعلم أنني لم أكن متعمداً، وعلاقتي بجماهير فنربخشة لم تكن سيئة على الإطلاق، بل وحتى علاقتي باللاعب نفسه لم تكن سيئة.
طوال مشوارك الكروي كلاعب تنقلت فقط بين ناديك بارتيزان بلجراد والأندية التركية .. ما سر ارتباطك بالكرة التركية ؟ وهل تتشابه مع نظيرتها في بلدك ؟
هذا صحيح .. لعبت 12 عاماً بصفوف نادي بارتيزان بلجراد وقضيت 7 سنوات في تركيا بين ناديي ألطاي أزمير وفنربخشة، في الماضي كانت الكرة اليوغوسلافية أقوى من نظيرتها التركية لكن الآن تطورت الكرة التركية كثيراً وتفوقت على صربيا.
سجلت عدداً كبيراً من الأهداف خلال مشوارك الكروي رغم أنك كنت مدافعاً .. ما السر وراء ذلك ؟
نعم سجلت 81 هدفاً لمصلحة بارتيزان، 56 هدفاً لمصلحة ألطاي بالإضافة ل9 أهداف مع طرابزون سبور .. السبب يرجع لأنني كنت أجيد اللعب في العديد من المراكز وليس فقط مركزي الأصلي كمدافع وهو ما جعل العديد من المدربين يعتمدون علي في مهمات كثيرة.
كنت أحد أهم عناصر المنتخب اليوغوسلافي بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 1984 وساهمت في تأهل منتخب بلادك للبطولة , لكن لم يتم اختيارك ضمن قائمة منتخب يوغوسلافيا في البطولة .. لماذا ؟ وكيف كان شعورك عندما تلقيت الخبر ؟
كان وقع الخبر صعباً للغاية بالنسبة لي، العدل يغيب أحياناً حتى عن الرياضة وكرة القدم، كنت لاعباً أساسياً وقدمت الكثير خلال مشوار التصفيات ولم تُمنح لي الفرصة لتمثيل بلدي في النهائيات.
دعنا نعود لمشوارك التدريبي .. إلى جانب بطولاتك في بلغاريا وتونس وليبيا .. ما هي المحطات الأخرى المؤثرة في مشوارك كمدير فني ؟
أولى محطاتي التدريبية عام 1993 شهدت تأهل نادي أوبيليتش للدوري الصربي الممتاز بكرة القدم، وفي موسم 1999-2000 قدمت موسماً مميزاً مع نادي بارتيزان بلجراد أحد قطبي الكرة اليوغوسلافية إلى جانب ريد ستار وحققت رقماً قياسياً بتسجيل 111 هدفاً في موسم واحد، وكان هداف الفريق وأحد أبرز نجوم الكرة اليوغوسلافية في ذلك الوقت هو ماتيا كيزمان الذي انتقل بعد ذلك لنادي تشيلسي الإنجليزي تحت قيادة جوزيه مورينيو، وعند عودتي لبلغاريا عام 2006 حققت لقب الكأس مع نادي ليتيكس.
توجهت بشكل مفاجيء إلى دوري ميانمار وهو دوري لا يتمتع بشهرة كبيرة .. ما السبب في ذلك ؟
خلال حديثنا أخبرتك عن غياب الاستقرار المادي والإداري في العديد من الأندية التي توليت تدريبها .. نادي يانجون يونايتد رغم أنه لا يلعب في دوري كبير إلأ أنني تفاجأت بعرض مميز للغاية ووجدته نادي يتمتع باحترافية شديدة ويرغب في تحقيق طفرة ومستقبل كبير وهو ما جعلني لا أتردد في قيادة الفريق، وحتى الآن نسير بشكل رائع حيث حققنا الفوز في جميع مبارياتنا الرسمية منذ بداية عام 2015 أي بنسبة نجاح 100 %، وهو أمر من الصعب أن يتحقق في أي مكان على مستوى العالم.
أخيراً .. ما هو ناديك المفضل عالمياً ؟
أستمتع للغاية بفريق برشلونة في السنوات العشرة الأخيرة، ورغم ذلك رشحت ريال مدريد للقب دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي ونجح رهاني بعد تتويجهم باللقب على حساب أتليتيكو مدريد، وخلال هذا الموسم رشحت مبكراً برشلونة وريال مدريد للتتويج بلقب الموسم الحالي.

قد يعجبك أيضاً



