EPAعانت البرازيل من كابوس صادم عندما استضافت مونديال 2014، وخسرت 1-7 أمام ألمانيا في نصف النهائي، قبل تفوق الماكينات على الأرجنتين، لتحرم ميسي ورفاقه من حصد لقب كأس العالم.
وفيما كانت البرازيل متفائلة اقتصاديًا لدى منحها حق الاستضافة، إضافة إلى احتضان أولمبياد ريو 2016، احتج مليون متظاهر قبل كأس القارات 2013 على الأوضاع المتردية، وعلى إنفاق 4 مليارات دولار لبناء منشآت المونديال.
لكن مع انطلاق صافرة البداية، تفرغ الجميع للساحرة المستديرة في 12 ملعبًا وسط أجواء حماسية للاعبين والجماهير.
وطُبّقت تكنولوجيا خط المرمى لأول مرة بعد اعتمادها في كأس القارات ومونديال الأندية، واستُخدم الرذاذ المتلاشي لتحديد مكان وقوف حائط الصد قبل تسديد الركلات الحرة، ومنح الحكام، الوقت المستقطع لمدة 3 دقائق حال تخطي الحرارة 32 درجة مئوية.
مونديال الصدمات والدموع
خسرت إسبانيا صاحبة ثلاثية أوروبا 2008 و2012 ومونديال 2010، أمام هولندا بنتيجة 1-5، قبل خروجها خالية الوفاض وفقدان هيبتها.
ولم تكن حال البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو، أفضل وتعرضت لهزيمة ساحقة أمام ألمانيا 0-4 في الجولة الأولى.
وأجهش حارس مرمى البرازيل جوليو سيزار بالبكاء، على هامش ركلات الترجيح ضد تشيلي في ثمن النهائي، وكان بطلها بتصديه لركلتين.
وانهمرت الدموع من نيمار، عندما ترك الملعب على حمالة في الدقائق الأخيرة من ربع النهائي ضد كولومبيا.
كما بكى خاميس رودريجيز إثر تعرضه لكسر في إحدى فقرات الظهر بعد خطأ من خوان تسونيغا، وغاب اللاعب عن نصف النهائي.
كما بكى مدافع البرازيل دافيد لويز، الذي حمل شارة القائد في غياب تياجو سيلفا، طالبا العفو بعد السقوط المذل أمام المانيا في نصف النهائي.
وتميزت نسخة 2014 بعضة لويس سواريس على كتف المدافع كيليني، وتم إيقاف مهاجم أوروجواي 9 مباريات وحُرم من ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 4 أشهر.
وحول الخسارة أمام ألمانيا، قال دانتي مدافع السامبا "لا تعكس النتيجة، الفارق النوعي بين المنتخبين، بل النفسية التي قاربنا فيها هذا المونديال. كان الضغط علينا كبيراً لدرجة لم نتمكن من المواجهة".
واعتذر المدرب سكولاري، المتوج في 2002، من الشعب "هذه الليلة عشت أسوأ لحظة في مسيرتي وتاريخي. جميعنا لعب دورًا في هذه الكارثة، لكن في نهاية المطاف أنا من اختار التشكيلة ووضع الاستراتيجية. أتحمل المسئولية".
وكتب الصحفي البرازيلي جوكا كفوري "تناثرت كرة القدم البرازيلية كالغبار. دخل البرازيليون الميدان بسكين بين أسنانهم والألمان واضعين الثلج في قلوبهم".
وقال قائد ألمانيا، فيليب لام "لم نشعر بالأسف للبرازيليين، لكن تعاملنا معهم باحترام".
أما نوير علق "عندما عدنا الى معسكرنا، لم يكن الموظفون البرازيليون سعداء بالنتيجة. لكن في الوقت نفسه كانوا سعداء لأجلنا. الأهم بالنسبة لهم كان عدم تتويج الأرجنتين بكأس العالم".
وكان نهائي ماراكانا بين ألمانيا والأرجنتين متقاربًا، وكان الثالث توالياً الذي يحتاج لوقت إضافي لحسم النتيجة، وأهدرت الأرجنتين، الغائب عنها دي ماريا المصاب، 3 فرص سانحة على يد هيجواين وميسي ورودريجو بالاسيو، وألمانيا كرة في القائم لبينيديكت هوفيديس.
وعندما دفع يواكيم لوف بماريو جوتزه، قال له "اذهب وأثبت للعالم أنك أفضل من ليونيل ميسي".
واستلم جوتزه، كرة على صدره تابعها من زاوية ضيقة في شباك روميرو في الدقيقة 113.
وتحسر ميسي قائلًا "من المؤلم الخسارة بهذه الطريقة. كنا نستحق ما هو أفضل من ذلك. قد تكون ألمانيا سيطرت على الاستحواذ لكن كنا أكثر خطورة".
وأوضح لازم "لم نذهب إلى البرازيل من أجل حمام الشمس"، وذلك مثل زميله توماس مولر الذي قال "كنا في غاية التركيز".
وعمل المدرب يواكيم لوف على تعزيز التماسك بين لاعبيه، لكن الإصابات مثل لاعبي الوسط لارس بندر وماركو رويس ونقص اللياقة البدنية أقلقاه قبل النهائيات.
وعلق مولر "لا أعرف كيف ننجح دومًا بخلق روح الجماعة. ربما يعود ذلك إلى أن الألمان يتحلوا بالهدوء والتضحية، وربما لأننا لا نملك لاعباً واحداً متميزاً مثل ميسي أو رونالدو".
وأصاب المهاجم ميروسلاف كلوزه عصفورين بحجر، وبجانب اللقب، أصبح أفضل مسجل في تاريخ كأس العالم (16 هدفًا) متخطيا البرازيلي رونالدو.


