Getty Imagesتتجه الأنظار، غدا السبت، نحو ملعب الاتحاد، حيث يستقبل مانشستر سيتي، ضيفه ليدز يونايتد، في مواجهة تبدو على الورق، سهلة نسبيًا لأصحاب الأرض.
ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات وظروف الفريقين الحالية، فإن المواجهة تحمل الكثير من الدلالات الرقمية، التي تعكس قوة المان سيتي من جهة، والمعاناة الدفاعية لليدز من جهة أخرى، إضافة إلى بعض المؤشرات الهجومية التي قد تمنح الضيوف، أملًا في هز الشباك.
ويدخل مانشستر سيتي، المواجهة، وهو صاحب اليد العليا في الفترة الأخيرة، بعدما حقق 4 انتصارات متتالية أمام ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، سجل خلالها الفريق السماوي 16 هدفًا، بمعدل 4 أهداف تقريبًا في كل مباراة.
المثير أن هذه الانتصارات الأربعة الأخيرة، تساوي عدد انتصارات السيتي خلال أول 16 مواجهة له ضد ليدز في البطولة، عندما كان الفريقان يتقابلان في الألفية الجديدة وما قبلها، حين كان التفوق يميل أكثر لليدز يونايتد.
أما على أرضه تحديدًا، فقد فاز المان سيتي في آخر مباراتين أمام ليدز على ملعب الاتحاد 7-0 في عام 2021، و2-1 في 2023.
وإذا خسر ليدز مرة أخرى هذا الأسبوع، فستكون المرة الأولى التي يتلقى فيها 3 هزائم متتالية خارج الديار أمام المان سيتي منذ ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا بين عامي 1963 و1968.
وعلى مستوى المواجهات مع الفرق الصاعدة حديثًا، يظهر مانشستر سيتي بوجه أكثر هيمنة، فقد فاز في 23 من آخر 25 مباراة ضد فرق صعدت إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وتعادل في مباراتين، وكانت هزيمته الوحيدة خلال هذه الفترة أمام ليدز نفسه في أبريل/نيسان 2021 في واحدة من أشهر مفاجآت الموسم.
ولعل هذه الهزيمة، تمنح ليدز يونايتد، القليل من الأمل، بأن التاريخ قد يبتسم له مجددًا، لكنها تبقى استثناءً نادرًا.
ومنذ خسارة مباراته الأولى هذا الموسم على ملعبه أمام توتنهام، رد مانشستر سيتي بقوة، وحقق خمسة انتصارات متتالية في ملعب الاتحاد، وبنتيجة إجمالية 16-2، مما يعكس صلابة دفاعية متزايدة وانسيابية هجومية معتادة.
ويسعى السيتي لتحقيق انتصاره السادس على التوالي على أرضه، بفارق هدفين أو أكثر، وهو إنجاز لم يحققه منذ سلسلة امتدت بين يناير/كانون ثان ومايو/آيار 2023 عندما فاز 8 مباريات متتالية بفارق مريح على ملعبه.
وحال ليدز لا يبدو في أفضل الظروف، إذ خسر الفريق 5 من آخر 6 مباريات في الدوري، بما في ذلك آخر 3 مباريات على التوالي.
المثير أن ليدز، ورغم بداياته الجيدة في اللقاءات الأخيرة، حيث سجل الهدف الأول في آخر مباراتين، إلا أنه لم يخسر أبداً 3 مباريات متتالية بعد تسجيله هدف الافتتاح، وهو أمر قد يتغير هذا السبت إذا لم يصمد دفاعه أمام قوة السيتي الهجومية.
كما يعاني ليدز من اهتزاز دفاعي واضح، بعدما استقبل أهدافا في آخر 9 مباريات متتالية، رغم أنه نجح في الحفاظ على نظافة شباكه في مباراتين من أصل أول 3 مباريات هذا الموسم.
ويعني هذا أن ليدز تراجع دفاعيًا بشكل ملحوظ مع مرور الجولات، وربما يواجه واحدة من أصعب مهامه، أمام هجوم يضم آلات تهديفية، على رأسها إيرلينج هالاند.
ورغم معاناته، يمتلك ليدز، سلاحا مهما، يتمثل في الانطلاق بقوة منذ صافرة البداية، فقد جاءت آخر 4 أهداف لليدز في الدوري، خلال أول 15 دقيقة من المباريات، ولا يوجد فريق سجل أكثر منه في هذا التوقيت.
وهذا يبرهن على أن ليدز يدخل المباريات بحماس كبير، وقد يشكل خطورة على دفاع السيتي إذا كرر ذلك، لكن المشكلة تكمن في قدرة ليدز بشأن الحفاظ على تقدمه، وهي نقطة ضعف واضحة هذا الموسم.
ويملك مدرب ليدز، دانييل فاركه، ذكريات رائعة ضد مانشستر سيتي، إذ سبق له أن فاز على السماوي، عندما كان يقود نورويتش سيتي في سبتمبر/أيلول 2019، في مباراة لا تُنسى.
وإذا تمكن من الفوز مجددًا، فسيصبح ثاني مدرب في تاريخ الدوري، يهزم مانشستر سيتي مع ناديين صاعدين مختلفين، بعد بريان روبسون الذي فعلها مع ميدلزبره (1995-1996) ووست بروميتش (2004-2005).
ومن أبرز ملامح المواجهة، انتظار تحقيق هالاند لإنجاز جديد، إذ يحتاج لهدف واحد فقط ليصل إلى 100 هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي، وسيكون ذلك خلال فترة زمنية قصيرة، قياسًا بتاريخ البطولة.
كما أن هالاند سجل في 5 مباريات متتالية على ملعب الاتحاد، ويسعى لمعادلة رقمه القياسي السابق (6 مباريات) الذي حققه بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين ثان 2022.
وفي الطرف الآخر، يملك ليدز، لاعبا مثيرا للاهتمام، وهو لوكاس نميشا، إذ جاءت كل أهدافه الثلاثة في الدوري الإنجليزي، لتمنح ليدز التقدم 1-0، وكأنه متخصص فقط في افتتاح التسجيل.
وإذا كرر ذلك في لقاء السبت، سيصبح على بُعد هدف واحد من معادلة رقم ديفيد ويذيرال الذي كانت أهدافه الأربعة الأولى بين 1993 و1994 كلها افتتاحية أيضًا.
قد يعجبك أيضاً



