إعلان
إعلان

الذهاب إلى روسيا بتذكرة أتوبيس

أحمد عبد الحميد
11 أكتوبر 201710:43
22447609_10214690704720287_459775649_n

بعد الأداء الهزيل لمنتخب مصر في مباراة أوغندا، التي فاز بها الفراعنة بشق الأنفس بهدف دون رد، قال لي أحد الأصدقاء إن عدم الوصول إلى المونديال أفضل في ظل سوء مستوى الفريق، وإن الذهاب لروسيا بهذه الحالة الفنية السيئة لن يكون مفيدا.

تذكرت كلمات صديقي جيدا بعد إحراز منتخب الكونغو هدف التعادل في وقت قاتل بمرمى عصام الحضري، واسترجعت في ذهني كل المحاولات الفاشلة للصعود للمونديال التي عشتها على مدار سنوات عمري التي شارفت على الـ30، وأخذت أعزي نفسي وأقول "سنذهب لكأس العالم لركن الأتوبيس؟ عدم الصعود أفضل".

واسترسلت في أفكاري غير المنطقية "لقد حزنت عندما فشل جيل أبو تريكة وعمرو زكي في الصعود للمونديال لأني كنت على ثقة في أنهم سيقدمون أداء مميزا ويكسبون احترام العالم، أما اليوم فلن أحزن على عدم صعود اعتدنا عليه".

ورغم محاولاتي الفاشلة في تحجيم حزني بهذه الكلمات غير المنطقية، بعدما بات الحلم قاب قوسين أو أدنى من الضياع، إلا أنني حبست أنفاسي انتظارا لمعجزة في الثواني الأخيرة، وحينما احتسب الحكم ركلة جزاء سجلها محمد صلاح، وجدت نفسي أصرخ دون وعي "تحيا مصر.. يحيا الأتوبيس".

انهمرت دموعي بعد هدف صلاح الحاسم، وتذكرت لحظات حزن أبي بعد تسجيل جورج وايا نجم ليبيريا في مرمى الحضري 1997، وفرصة طارق السعيد المهدرة في 2001، وتألق دروجبا وفوز الأفيال بثلاثية في قلب الإسكندرية 2005، والفرحة بهدف متعب القاتل 2009 التي تحولت لكابوس في أم درمان.

تذكرت محمد صلاح نفسه وهو يبكي بعد سداسية غانا في كوماسي، ويقف محمد أبو تريكة بجواره لا يدري أيواسيه أم يواسي نفسه بعد ضياع فرصته الأخيرة للعب في المونديال.

وبعد استرجاع كل هذه الذكريات الأليمة، التي محاها صلاح ورفاقه، أدركت حقا أن الذهاب إلى روسيا بـ"تذكرة الأتوبيس" أفضل كثيرا من تقديم أداء جيد معتاد تكون محصلته "صفر" في النهاية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان