سينطلق دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد غد السبت وكرة القدم في البلاد في أدنى مستوياتها بعد خروج مخيب للمنتخب الوطني من كأس العالم وانتخاب رئيس جديد للاتحاد المحلي للعبة أثار جدلا كبيرا بسبب تعليق عنصري.
وزاد اخفاق نابولي بالأمس التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد خسارته 1-3 على يد فريق أثليتيك بلباو الإسباني، من أحزان الكرة الإيطالية، ليُعبّر بقوة عن مدى الأزمة الكروية التي تعيشها بطلة العالم 4 مرات.
وفقدت المسابقة التي كانت يوما ما الأبرز في أوروبا بريقها خلال السنوات القليلة الماضية بعدما نالت منها حالة الاستادات المتهالكة والمشاكل المالية والعنصرية وشغب المشجعين ناهيك عن التلاعب بنتائج المباريات.
والآن تراجع دوري الدرجة الأولى الإيطالي للمركز الخامس في تصنيف الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وراء البرتغال وهو ما يقلص حصص أنديته في دوري الأبطال وفي الدوري الاوروبي.
وبدلا من ضم أبرز لاعبي العالم أصبح على أندية إيطاليا حاليا استقطاب لاعبين كبار السن يستعدون لختام المشوار من الدوري الانجليزي الممتاز ودوري الأضواء الاسباني أو لم يصلوا بعد للعب في هاتين المسابقتين.
وسعى يوفنتوس حامل اللقب للتعاقد مع التشيلي اليكسيس سانشيز لكنه حصل بدلا من ذلك على خدمات الفارو موراتا البالغ من العمر 21 عاما والذي عانى في ريال مدريد الموسم الماضي وكذلك ضم باتريس إيفرا البالغ من العمر 33 عاما من مانشستر يونايتد.
كما انتقل نيمانيا فيديتش مدافع يونايتد السابق إلى انترناسيونالي في صفقة انتقال حر.
لكن كانت هناك لمحات من التشجيع حيث أظهر يوفنتوس الفائز باللقب في آخر ثلاث سنوات وروما ما يمكنهما تحقيقه بشكل جديد.
وكان تشيزاري برانديلي مدرب إيطاليا نموذجا آخر للتفاؤل حيث قاوم السلبية والانتقادات التي طالما رافقت المنتخب وبذل قصاري جهده لتجديد الفريق رغم تراجع مستوى تطوير الناشئين.
لكن خروج إيطاليا المبكر من كأس العالم بعد هزيمتين أمام كوستاريكا واوروجواي لم يساعده كثيرا واستقال برانديلي مع تبقي عامين على نهاية عقده لينتقل لقيادة غلطة سراي التركي.
وبعدها استقال أيضا جيانكارلو ابيتي من رئاسة الاتحاد الإيطالي بعدما قاد محاولات للتصدي للعنصرية.
لكن الانتخابات لاختيار خليفته كشفت هيكل القوة في الاتحاد ورجحت بقاء الطبيعة القديمة.
وتنافس مرشحان على المنصب هما ديميتريو البرتيني (42 عاما) لاعب الوسط السابق لميلانو ومنتخب ايطاليا وكارلو تافيكيو (71 عاما) رئيس اتحاد روابط الهواة.
وحظي البرتيني بدعم رابطتي الحكام والمدربين وبدعم من يوفنتوس وروما بالإضافة لتعاطف المشجعين والإعلام. ورجح هذا أن يصبح هو الرجل الذي سيقود مسيرة كرة القدم الإيطالية للأمام.
غير أن القوة الحقيقية داخل الاتحاد الإيطالي والمتمثلة في فرق الدرجة الثانية ودوري الهواة وغيرها دعمت تافيكيو.
ووسط حالة من عدم التصديق لدى المكافحين ضد العنصرية تفوق تافيكيو رغم إشارته للاعبين الأفارقة على أنهم "أكلة الموز" خلال حوار أثناء ترشحه.
ولضيقه من قلة الفرص التي يحصل عليها لاعبو ايطاليا في الأندية المحترفة تحدث تافيكيو عن لاعب أطلق عليه اسم أوبتي بوبا وقال "في السابق كان يأكل الموز وفجأة أصبح لاعبا في الفريق الأول للاتسيو."
وفي بلدان عديدة كانت مثل هذه الكلمات لتنهي مسيرة رجل مثل تافيكيو لكنه وبعد اعتذار سريع واصلت كرة القدم الإيطالية مشوارها وكأن شيئا لم يكن. وأسقط المدعي الخاص بالاتحاد الإيطالي التهمة عن تافيكيو لغياب الدليل رغم أنه الآن يواجه تحقيقا للاتحاد الاوروبي لكرة القدم.
وكان ميلانو واحدا من الأندية التي قدمت دعما فوريا لتافيكيو كما رفض الانتقادات التي سببتها تعليقاته خارج إيطاليا.
وميلانو من أكثر الأندية احتياجا للتغيير بعدما أصبح بطل اوروبا سبع مرات سابقة ظلا باهتا للفريق العريق.
ويبدو رئيسه سيلفيو برلسكوني الذي يترأس النادي منذ 1986 ومساعده ادريانو جالياني غير قادرين على التأقلم مع الواقع الجديد لميلانو.
وبعدما أعلنا قبل عامين أن النادي سيركز على تطوير لاعبين صغار السن فعلا العكس تماما في سوق الانتقالات بضم لاعبين كثيري التنقل وآخرين في الثلاثينيات من العمر.
وحين أقيل ماسيميليانو اليجري من تدريب ميلانو في يناير كانون الثاني الماضي أعلن النادي تعيين لاعبه السابق كلارينس سيدورف كمدرب للمستقبل لكنه أقاله في نهاية الموسم في قرار تحدى المنطق.
واستعان ميلانو بمهاجمه السابق فيليبو إينزاجي مدرب فريق تحت 19 عاما والذي سيرث نفس المشاكل التي واجهت سابقيه.
في المقابل انتقل اليجري ليوفنتوس بعد الاستقالة المفاجئة لانطونيو كونتي عقب أول حصة تدريبيبة للنادي استعدادا للموسم الجديد.
وخلال ثلاثة مواسم ساهم كونتي في فوز يوفنتوس بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري وجعله قوة مهيمنة في إيطاليا في حين كان اليجري يسبح ضد التيار في ميلانو.
وأضاف التغيير تعقيدات مختلفة في البطولة هذا العام بينما سيعود روما الذي حل وصيفا في الموسم الماضي تحت قيادة مدرب رودي جارسيا أقوى وأكثر استعدادا للتحدي.
وأبقى فيورنتينا صاحب المركز الرابع فريقه متماسكا بينما يتوقع أن يشكل انترناسيونالي تحديا حقيقيا على البطولة في الموسم الثاني لمدربه والتر ماتساري.
ويبدأ نابولي صاحب المركز الثالث الموسم وسط معنويات منخفضة بعد خروجه من تصفيات دوري الابطال أمام اتليتيك بيلباو الاسباني وهو ما سيزيد من الضغوط على مدربه رفائيل بنيتيز.
EPA