Reutersفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2004، عاشت الكرة المصرية فترة من الخيبة والإحباط، بعدما تأزم موقف المنتخب الوطني في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2006، وضاعت آمال الفريق في التأهل إلى مونديال ألمانيا.
ودفعت النتائج المخيبة للفراعنة، رئيس الاتحاد المصري عصام عبد المنعم، إلى إقالة الإيطالي ماركو تارديلي، من تدريب المنتخب، وتعيين حسن شحاتة مديرا فنيا مؤقتا لحين التفاوض مع مدرب أجنبي.
وجاء شحاتة للتو بعد تحقيق إعجاز كروي على المستوى المحلي، بعد أن فاز بلقبي الكأس والسوبر مع فريق المقاولون العرب، منتصرا على قطبي الكرة المصرية الأهلي "في نهائي الكأس" والزمالك "في مباراة السوبر"، بينما ظل الأمر الذي لا يصدق أن فريق المقاولون كان وقتها ينشط في دوري الدرجة الثانية.
الخطة ب
في مطلع العام الجديد 2005، صرف مسؤولو الاتحاد النظر عن التعاقد مع الألماني ثيو بوكير، وقرروا تفعيل الخطة ب، التي تنطوي على تعيين "المعلم" بعقد دائم لتدريب منتخب الفراعنة.
وسرعان ما بدأ شحاتة مهمته بنتائج مبشرة وديا، ثم أنهى التصفيات الأفريقية بشكل مقنع رغم ضياع الأمل وتسبب المنتخب المصري في تحويل تذكرة التأهل في المجموعة من الكاميرون إلى كوت دي فوار.
قرارات جريئة
في أول اختبار حقيقي لفريق المعلم، فاجأ شحاتة المصريين قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006، التي تستضيفها بلاده، بضم الهداف المخضرم حسام حسن، والذي كان يبلغ حينها 39 عاما، إلى جانب إبراهيم سعيد المعروف بعدم الالتزام، إلى قائمة الفريق.
ولكن قرارات شحاتة الجريئة لم تؤثر سلبًا على مسيرة المنتخب كما توقع الكثيرون، بينما لعب إبراهيم سعيد دورًا محوريًا على المستوى الدفاعي، ونجح حسام حسن في إضافة خبراته لزملائه وقيادة غرفة الملابس.
وواصل المعلم جرأته في استبعاد أحمد حسام "ميدو"، الذي اعترض على استبداله ودخل في مشادة كلامية معه في مباراة قبل النهائي أمام السنغال، وحرمه من لعب المباراة النهائية أمام كوت ديفوار.
وربح المصريون البطولة بعد مباراة ماراثونية أمام دروجبا ورفاقه، ظلت بلا أهداف طوال 120 دقيقة، وحسمها الفراعنة بركلات الترجيح.
عصر الإنجازات
وكانت البطولة الأولى في 2006 بداية لبدء عصر جديد من الإنجازات الكروية غير المسبوقة، وفرض شحاتة ولاعبوه السيطرة المصرية على القارة الأفريقية.
وتوالت معجزات شحاتة مع المنتخب المصري، بالتتويج بلقبي كأس الأمم الأفريقية 2008 في أنجولا و2010 في غانا، ليصبح أول منتخب يحرز لقب البطولة 3 مرات على التوالي، ورفع عدد البطولات الأفريقية للفراعنة إلى 7 ألقاب.
كذلك سجل المعلم رقما قياسيا كأطول من شغل منصب المدير الفني للمنتخب المصري في التاريخ، من 2004 إلى 2011، وخلال فترته وصل المنتخب إلى أعلى مركز في تاريخه بعد احتلال المرتبة التاسعة في تصنيف الاتحاد الدولي "فيفا".
وكذلك حصل شحاتة على جائزة الاتحاد الأفريقي "كاف" لأفضل مدرب في القارة لعام 2008.
ولم يكن يتوقع أشد المتابعين تفاؤلا أن تتسبب الخطة ب للاتحاد المصري بتعيين المعلم، في وصول المنتخب الوطني إلى كل هذه الإنجازات الهائلة.
قد يعجبك أيضاً



