EPAعندما اتخذ وهبي الخزري قرار الدفاع عن ألوان تونس قال: "موطن أبي وجذوري"، عوضًا عن الانتظار للحصول على فرصة اللعب مع فرنسا، لم يكن يتخيّل بأن القدر سيحقق له "حلم" مواجهة بلده بالتبني على أهم مسرح كروي على الإطلاق: كأس العالم.
بجملة "أنا سعيد للغاية"، استقبل الخزري خبر وقوع منتخب تونس في نفس مجموعة فرنسا خلال نهائيات مونديال قطر، مضيفًا: "الفرنسيون هم الأوفر حظًا ونحن بعيدون عنهم لكننا كبرنا أيضًا من خلال اللعب في الدوري الفرنسي".
واعتبر مهاجم مونبلييه الجديد أن اللعب في الدوري الفرنسي "حلم الكثير من اللاعبين وأن نواجههم (الفرنسيين) في كأس العالم هو حلم سيتحقق أيضًا بالنسبة لي".
وباستثناء تجربة مع سندرلاند الإنجليزي تخللتها إعارته لرين، أمضى الخزري، المولود في أجاكسيو، كامل مسيرته الكروية في فرنسا.. إذ بدأ مشواره مع الفئات العمرية لباسيتا (2008-2014) ثم انتقل لبوردو (2014-2015)، قبل الانضمام إلى سندرلاند الذي أعاره لرين في صيف 2017، ممهدًا الطريق أمامه للبقاء في بلده بالتبني مع سانت إتيان (2018-2022)، وأخيرًا مونبلييه.
أمنية مزدوجة
قال الخزري ابن الـ31 عامًا: "ثقتي ببلادي، بموطني كبيرة.. أظهرنا خلال كأس العالم الماضية أننا تمكنا من مجاراة إنجلترا، وتلقينا هدفًا في الثانية الأخيرة (1-2).. قادرون على فعل أشياء جميلة.. لسنا مرشحين لكني أتمنى أن يكون بمقدورنا التأهل عن هذه المجموعة مع فرنسا".
وسيكون الخزري مركز الثقل في تشكيلة "نسور قرطاج" والمدرب جلال القادري الذين يعول على الخبرة التي اكتسبها هذا اللاعب المقاتل في الملاعب الفرنسية، لمحاولة التأهل عن هذه المجموعة التي تضم الدنمارك وأستراليا إضافة إلى "الديوك" أبطال العالم.
ورغم أنه بدأ مسيرته الدولية عام 2009 بألوان المنتخب التونسي لتحت 20 عامًا، قرر مدرب منتخب فرنسا لتحت 21 عامًا، إريك مومبارتس، استدعاءه لمباراتين في تصفيات كأس أوروبا ضد رومانيا وسلوفاكيا.
وفي شباط/فبراير 2012، خاض مباراته الأولى والوحيدة بألوان بلده بالتبني ضد إيطاليا قبل أن يتم استبداله بفريديرك بولو.. وفي نهاية العام ذاته، حسم الخزري أمره وقرر الدفاع عن ألوان تونس، قائلاً: "موطن أبي، جذوري" وفق ما أفاد وكالة فرانس برس في أوائل العام الحالي قبيل خوض كأس الأمم الإفريقية التي وصلت فيها تونس الى ربع النهائي.
وكان الخزري الذي خاض حتى الآن 71 مباراة بقميص "نسور قرطاج" سجل فيها 24 هدفاً، فخورًا بقراره الدفاع عن ألوان تونس "موطن والدي حيث كنت أتردّد كل صيف.. انها جذوري.. عندما أرى الحماس خلال مبارياتنا، فأن الامر يحفّزني أكثر".
ورأى أن: "الجزائر تملك رياض محرز، مصر محمد صلاح.. أما نحن في تونس فنعتمد على اللعب الجماعي من قبل نحو 30 لاعبًا يملكون فنيات عالية ويبذلون الكثير من الجهود".
وتطرق إلى نظرة الجمهور التونسي إليه، قائلاً: "أعتقد أنه يتم النظر إليّ بشكل جيد لأني أقدّم قصارى جهدي عندما أدافع عن ألوان منتخب بلادي.. سعيد جدًا بما أقدّمه مع المنتخب. لم تعد النهاية بعيدة بالنسبة الي وأحاول الاستفادة من كل لحظة".
هداف عابر للقارات
في فرنسا خاض أكثر من 350 مباراة في الدرجتين الأولى والثانية، سجل خلالها أكثر من 90 هدفًا، ليبقى الخزري رجل الأهداف العابرة للقارات أبرزها كان في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2021، حين سجل لسانت إتيان في مرمى متز هدفًا عن بعد أكثر من 62 مترًا، محققًا أحد أجمل الأهداف في تاريخ "ليج 1".
ويأمل الخزري أن تكون أهدافه العابرة للقارات، مفتاح منح بلاده جذور بطاقة العبور إلى ثمن النهائي للمرة الأولى في سادس مشاركة لها في العرس الكروي العالمي.
وبعد لقاء الدنمارك في 22 تشرين الثاني/نوفمبر ثم أستراليا في 26 منه، يحين موعد لقاء بلده بالتبني على استاد المدينة التعليمية في 30 منه، مع الأمل بأن يكون "نسور قرطاج" ضامنين تأهلهم قبل هذه المواجهة التي ستكون الخامسة بين الطرفين لكن الأولى على الإطلاق في كأس العالم (انتهت المباريات الأربع الماضية بفوز فرنسا مرتين وبالتعادل مرتين)".
وفي مقابلته مع محطة "أر أم سي" بعد القرعة، رأى الخزري أن "فرنسا الأوفر حظاً لكن الخصوم الآخرين في متناولنا"، معولاً على "الأداء الجماعي. نملك لاعبين جيدين في الوسط.. قادرون على أن يكون دفاعنا صلبًا.. أما في المقدمة فنملك لاعبين موهوبين".





