
سطَّرت كرة القدم العراقية، أكثر من ملحمة منذ بداية القرن الجاري الذي شهد الغزو العسكري الأمريكي للأراضي العراقية في أوائل عام 2003.
ووسط هذا الجحيم، حقق المنتخب العراقي، المعجزة وتوج بكأس آسيا عام 2007 لأول مرة في تاريخه بالفوز على السعودي (1-0) في النهائي.
وقبل الغزو بعام واحد تقريبًا، ولد المهاجم الشاب علي الحمادي في مدينة ميسان، وهاجر في سن مبكرة مع والديه لبريطانيا.
ويعد الحمادي، 21 عامًا، من أبرز اللاعبين في قائمة منتخب العراق الذي يستعد لمشاركته العاشرة بالنسخة الـ18 لكأس آسٍيا 2023 التي ستقام في قطر بدءًا من الجمعة المقبل وحتى 10 شباط/فبراير 2024.
وقضى الحمادي، حياته ومسيرته بأكملها خارج حدود العراق؛ حيث بدأ مسيرته مع كرة القدم ببلوغه 13 عامًا؛ حيث لعب بفريق ليفربول سكول بويز، ثم تنقل بين ناديي ترانمير روفرز، وسوانزي سيتي الويلزي.
ووقع المهاجم العراقي الشاب عقدًا احترافيًا مع وايكومب واندررز في صيف 2021، ومنه أعير لفريق بروملي قبل أن يستقر به الحال في ويمبلدون أحد أندية دوري الدرجة الثالثة في إنجلترا.
انتقل الحمادي لصفوف ويمبلدون قبل عام، ووقع عقدا مدته موسمين ونصف، واندمج سريعًا مع الفريق الإنجليزي؛ حيث حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري خلال أذار/مارس الماضي بخلاف جائزة أفضل لاعب بالدوري باختيار الجماهير "مرتين" في أيلول/سبتمبر، وتشرين ثان/نوفمبر.
وأصبح الحمادي، أحد أهم لاعبي ويمبلدون؛ حيث سجل 16 هدفًا، إضافة لـ7 تمريرات حاسمة في 28 مباراة مع فريقه منذ بداية الموسم الجاري.
كان بإمكان الحمادي أن يلعب بصفوف منتخب إنجلترا، لكن تم استدعاؤه لصفوف منتخب العراق الأولمبي تحت 23 عامًا أواخر عام 2019 وسجل هدفا في ظهوره الأول بمباراة ودية.
وبدأ علي الحمادي، مشواره مع المنتخب العراقي الأول في تشرين ثان/نوفمبر 2021؛ حيث شارك في التعادل مع سوريا (1-1) ثم الخسارة أمام كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.
وروى الحمادي قصته في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قائلاً: "لا أتذكر أنني عشت في العراق، لكنني مرتبط ببلدي وشعبي وأسعى لوضع العراق على الخريطة".
لكن مهمة المهاجم العراقي الشاب في الدوري الإنجليزي لن تكون سهلة في كأس الأمم الآسيوية حيث أوقعت القرعة أسود الرافدين في المجموعة الرابعة التي تضم اليابان بطل القارة 4 مرات وإندونيسيا وفيتنام.



