
من جديد المنتخب السوري خذل أنصاره وواصل مسيرة السقوط ونزيف النقاط والأداء المخيب للآمال، ليبتعد خطوات مهمة عن تحقيق حلم الوصول للمونديال لأول مرة في تاريخه.
الكثير من النقاد والجماهير ما زالوا يتمسكون بالأمل، رغم الفشل بالفوز في المواجهات الأربعة ضمن الدور النهائي المؤهل لمونديال قطر، الكثيرون متفائلون، وذلك في حال الفوز على لبنان في ملعبه وكذلك الفوز على الإمارات والعراق مرتين، وخطف نقطة من الشمشون الكوري أو من إيران ليحتل نسور قاسيون المركز الثالث ويلعب بالملحق الآسيوي.
ولهؤلاء نقول كرة القدم علم وعمل، تخطيط وتأهيل ذهني، تدريبات مكثفة، وروح قتالية وثقافة الفوز، والأهم المحبة والإصرار، مع دعم معنوي كبير، واستقرار إداري وفني، وللأسف الكثير من هذه النقاط مفقودة بالكرة السورية، التي لم تعرف الاستقرار والتخطيط والعمل بإستراتيجية تمتد لسنوات، لم يكن لأي رئيس اتحاد مستشارين، وكان العمل بأهواء شخصية وحسب المصالح والأهداف قريبة المدى، كل الاتحادات السابقة كانت تبحث عن المنفعة الشخصية والأضواء والشهرة والسفر مع المنتخبات أو الدخول بلجان الاتحاد الآسيوي، أو لجان الاتحاد العربي، فيما التفكير والتخطيط لقادم أفضل للكرة السورية كان غائبا.
بكل صراحة لن نتأهل لكأس العالم، إن لم يكن لدينا ملاعب جيدة ودوري وقوي، ومئات المحترفين في الدوريات العربية والأجنبية، يجب أن تتغير المنظومة الرياضية والعقلية التي تدار بها كرة القدم السورية، لنعترف بأن ملاعبنا هي الأسوأ ودورينا ضعيف، وإدارة الدوري أضعف، حيث فشلت وخلال سنوات بشراء أجهزة التواصل اللا سلكية لحكام الدوري، الذين يقبضون 15 دولارا عن المباراة الواحدة تتضمن سفرهم وإقامتهم، علينا أن نعترف بأننا نتراجع حتى نفكر كيف نتقدم من جديد، علينا أن نكون واقعيين مع أنفسنا للبدء بثورة رياضية تلغي الكثير من القوانين البالية والأفكار المهترءة، والعقول الجامدة، والشخصيات التي تتغنى بالتاريخ وتنسى الحاضر والمستقبل.
كيف سنتطور وكل هم اتحاداتنا الكروية السياحة والسفر مع المنتخبات، والبحث عن الهدايا والمناصب، كيف سنتطور ولا يوجد لدينا دوري للفئات العمرية، أشبال وناشئين، فيما دوري الشباب عاد قبل عامين ولا يحظى بأي اهتمام من اتحاد الكرة، كيف سنتطور ولا يوجد لدينا مركز صحي لمعالجة لاعبينا، وحين إصابتهم نتوسل للاتحاد القطري ليوافق على معالجتهم في اسباير، كيف سنتطور وهناك انقسام يحدث بين المرشحين لرئاسة الاتحاد والأعضاء، وهذا الانقسام يمتد لسنوات ويحاول كل الخاسرين من حرب الانتخابات إفشال الناجحين وبأي طريقة، كيف سنتطور وطريقة الانتخابات باتحاد الكرة خاطئة وغير عادلة حيث يلزم أن يكون رئيس الاتحاد وأربعة من الأعضاء من دمشق لتحصل 13 محافظة على أربعة مقاعد لا تقدم ولا تؤخر، وأعضاء سيلعبون دور الكومبارس.
نعم يا سادة هذا هو حال الكرة السورية التي تتراجع منذ سنوات، ونتائج أنديتها في البطولات الأسيوية كالكرامة الحمصي والاتحاد الحلبي، كانت عبارة عن طفرات استثنائية لن تتكرر، وستبقى الكرة السورية تتراجع ما لم تغير جلدها وعقليتها وأنظمتها وقوانيها البالية، يجب أن نتعلم من تجارب قطر والإمارات والسعودية، حين أولت القواعد أهمية كبيرة وبدأت من الصفر فالبناء العالي يحتاج لقاعدة قوية ومتينة، ولن يعمر بالكلام والوعود والسرقات والدكتاتورية والتفرد بالقرار، هل وصلت الرسالة يا سادة؟
قد يعجبك أيضاً



