
قبل مباراة مانشستر يونايتد وضيفه تشيلسي مساء السبت، ضمن الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، أكد مدرب الشياطين الحمر روبن أموريم، بأن حتى بابا الفاتيكان لن يقنعه بتغيير أسلوب لعب الفريق.
وتمكن يونايتد من تحقيق الفوز بنتيجة 2-1، في مباراة تمسك فيها أموريم بطريقة اللعب 3-4-3. وسأل صحفي المدرب البرتغالي عما إذا كان البابا قد تواصل معه بعد تصريحاته الأخيرة، في لقطة طريفة جعلت مدرب يونايتد يبتسم أمام الصحفيين، واضعا خلف ظهره نطرته العابسة التي تميز بها في الأشهر الماضية.
لكن هذ السؤال، يحمل بين كلماته تلميحات بأن أموريم ربما استعان بالحظ أكثر من اللازم لتحقيق الفوز، بالنظر إلى ما حدث في المباراة من لحظات مثيرة للجدل.
لحظة مفصلية
اعتبر العديد من النقاد، بأن مباراة يونايتد أمام تشيلسي، ستكون لحظة مفصلية في مشوار أموريم، فإما أن يحقق الفريق الفوز لترتفع معنويات اللاعبين قبل استئناف المنافسات، أو يتلقى الخسارة الثالثة في 5 مباريات، ويصبح المدرب على شفير الإقالة، قبل أقل من عام على توليه المسؤولية خلفا للمدرب الهولندي إريك تين هاج.
على الورق كان تشيلسي المرشح الأبرز للفوز، بيد أن طرد حارسه روبرت سانشيز بعد مرور 5 دقائق فقط على صافرة البداية، ضرب خطط الفريق اللندني، ليبدأ يونايتد محاولات جادة لاستثمار نقص صفوف منافسه الذي تحول إلى خطة اللعب 5-3-2 مع إخراج الجناحين بيدرو نيتو وإستيفاو.
وبالفعل سجل يونايتد هدفين عن طريق برونو فرنانديز وكاسيميرو، ثم حلت لعنة أخرى على تشيلسي بإصابة كول بالمر وعدم تمكنه من إكمال اللقاء، كاتبا سطر النهاية، قبل أن يتعرض كاسيميرو للطرد أيضا أواخر الشوط، ما منح "البلوز" بعض الأمل في العودة بالنتيجة.
بيد أن مانشستر يونايتد وعبر دفاع ثلاثي مع عودة الظهيرين نصير مزراوي وباتريك دورجو، إلى الخلف معظم الوقت، احتفظ بتماسكه، وخرج الفريق بالنهاية فائزا رغم الضغط.
حظ لن يستمر طويلا
وقف الحظ إلى جانب مانشستر يونايتد هذه المرة، لكن الفريق بحاجة إلى العديد من الأمور من أجل مواصلة السير على طريق الانتصارات.
ما سيساعد يونايتد في الفترة المقبلة، هو تفرغه التام لمسابقة الدوري، بعد خروجه المبكر من كأس الرابطة، علما بأنه لا يشارك هذا الموسم في المسابقات الأوروبية، فلن يعاني مانشستر يونايتد من ضغط المباريات مثل الفرق الأخرى، وهي نقطة في صالحه لا يمكن تجاهلها.
ورغم تأكيدات أموريم لأنه لن يغير طريقة اللعب 3-4-3، فإن هناك حاجة ماسة لأن يلعب برونو فرنانديز بحرية أكبر كلاعب وسط "بوكس تو بوكس"، بدلا من أداء دور في العمق إلى جانب كاسيميرو.
ومع النقص العددي في صفوف تشيلسي مساء السبت، تحرك فرنانديز بفاعلية أكبر، فظهرت خطورته كصانع ألعاب، وبات قادرا على تهديد المرمى بالشكل الذي اعتاد عليه، وربما سيدرك أموريم أن عليه إشراك قائده في دور متقدم، رغم أن ذلك سيتعارض مع أسلوب اللعب الذي يتمسك به.
أين سيسكو؟
من ناحية ثانية، ولكي يستطيع أموريم استخراج الأفضل من طريقة اللعب 3-4-3، يجب أن يكون المهاجم الصريح في أفضل حال، وهو ما لا ينطبق على بنجامين سيسكو.
انتقل المهاجم السلوفيني إلى مانشستر يونايتد هذا الصيف قادما من لايبزيج وسط آمال عريضة بأن يعوض نقص الأهداف الذي عانى منه الفريق في الموسم الماضي بوجود المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند.
لكن حتى هذه اللحظة، خيب سيسكو الآمال، خصوصا أمام تشيلسي عندما لمس الكرة في الشوط الأول 6 مرات فقط، ما دعا أموريم إلى استبداله بين الشوطين.
وقد يجد أموريم نفسه مضطرا لإشراك برايان مبيومو في هذا المركز، بمساندة من ماثيوس كونيا وأماد ديالو، إلى حين أن يكسر سيسكو الحاجز النفسي الذي يقف حائلا دون هزه الشباك حتى الآن.
في نهاية المطاف، لا تبدو رقبة أموريم بعيدة عن مقصلة الإقالة رغم الفوز على تشيلسي، وهو يدرك ذلك جيدا. فقد كان فريقه محظوظا مساء السبت، إلا أنه يملك الأسلحة التي تمكنه من مواصلة الانتصارات، بشرط التحلي بالمرونة التكتيكية ومنح فرنانديز حريته وحل مشكلة صيام المهاجم الصريح.
قد يعجبك أيضاً





