
منذ تسلم حسام حسن مهمة الإدارة الفنية للمنتخب المصري مع شقيقه التوأم إبراهيم، والرسائل تسير باتجاه واحد، نحو النجم الأول في مصر وأحد أفضل نجوم العالم محمد صلاح.
ويبدو أن التوأم حسن، سعيا في البداية إلى تغيير الصورة النمطية عن المنتخب المصري، بعد حادثة مغادرة صلاح خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، والبدء بالتهديد والوعيد بأن ما حدث سابقا لن يتكرر وأن المنتخب أكبر من أي لاعب، وبما أن الأمر لم يحدث سوى مع صلاح، فالمنطق يقول إن الكلام موجه له بشكل مباشر وبالتلميح لا بالتصريح.
صلاح لم يبادر إلى تهنئة حسام بتسلمه قيادة الفراعنة، في الوقت الذي ودع فيه المدرب السابق فيتوريا برسالة عاطفية، كما أنه رفض الانضمام لمعسكر الفراعنة الأول تحت قيادة (العميد) وحدد اتصالاته فقط مع وزير الشباب والرياضة، الذي بات الوسيلة الوحيدة التي تربط صلاح بالمنتخب.
حسب ما تم الإعلان عنه، فإن صلاح ما زال يمر بمرحلة التأهيل النهائية من الإصابة، وإنه يتدرج في العودة للعب بشكل طبيعي مع فريقه ليفربول، لذلك فضل التفرغ لاستكمال عملية التأهيل بعيدا عن أجواء السفر والمعسكرات، مع الاستعداد للانضمام لاحقا للمنتخب المصري.
لكن على عكس كل ما يروى، فقد كشفت ملامح قيادة التوأم للمنتخب في الدورة الودية الأخيرة، أمور تصف العلاقة السيئة مع صلاح، خاصة في مواجهة كرواتيا التي دفع بها حسام حسن باللاعب البديل مصطفى شلبي خلال مجريات المباراة، لكن المفاجأة كانت بمنحه رقم صلاح في المنتخب (10) وبشكل اعتبره الكثيرون رسالة واضحة بأن صلاح لم يعد في حسابات المدير الفني، وأن بديله لاعب يخوض مباراته الدولية الأولى.
رسالة أخرى وجهها حسام حسن لصلاح في تصريحاته عقب خسارة منتخب مصر أمام كرواتيا 2-4، حيث أكد أن الأداء سيتحسن عند عودة المصابين، وخص بالذكر الحارس محمد الشناوي، ولاعب الزمالك أحمد زيزو ولاعب الأهلي إمام عاشور وبيراميدز رمضان صبحي، وتجاهل ذكر قائد المنتخب محمد صلاح بشكل تام وغريب، وحتى لو تم تبرير الأمر بأنه مجرد (سهو) أو أن صلاح لم يعد مصابا، فإن لاعب بحجم ومكانة صلاح لا يمكن أن يسقط من حسابات أي مدرب في العالم وكان يستحق الحديث عن مستقبله مع المنتخب.
بعد مغادرة صلاح معسكر الفراعنة في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، سن الكثير من النقاد سكاكينهم وتسابقوا في طعن نجم ليفربول، معتبرين أن ما قام به هروب من المعركة، وترك زملائه دون قائد، ولعل حسام حسن نفسه كان أولهم عندما كان يحلل البطولة في إحدى الفضائيات، وقال إن ما حدث كان خطأ، ولو كان مكان فيتوريا لن يسمح لصلاح بالمغادرة، لكن الأيام بعد ذلك كشفت عن حقيقة إصابة صلاح الذي غاب طويلا عن الملاعب، قبل العودة المتدرجة مع ليفربول، ورغم ذلك لم يسلم صلاح من تهديد ووعيد التوأم، رغم ثبوت براءته من تهمة الهروب.
باعتقادي لن يعود صلاح للمنتخب المصري طالما أنه تحت قيادة التوأم، ولن يقوى حسام وإبراهيم على تحمل وزر غياب نجم بحجم صلاح، خاصة بعد المستوى غير المطمئن الذي ظهر عليه في الدورة الودية، وتعرضه لخسارة مهينة على أرضه وبين جمهوره من كرواتيا، التي فازت بشق الأنفس وبفارق الركلات الترجيحية على المنتخب التونسي، المنقوص من لاعبي الرجاء بسبب مشاركتهم في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، ولن تفلح أي محاولة لرأب الصدع بين الطرفين، والحل سيكون حتما رحيل أحدهما لإفساح المجال نحو الآخر لمتابعة مشوار التحدي لنهايته.
قد يعجبك أيضاً





