إعلان
إعلان

الحرب العالمية في أم درمان

د.محمد مطاوع
31 يناير 202001:25
mmutawe 2020

وكأننا نسمع قرع طبول الحرب العالمية الثالثة، فالجيوش الحمراء بدأت بالزحف على أم درمان، في الوقت الذي حصنت فيه الجيوش الزرقاء دفاعاتها، وجهت نفسها جيدا للمعركة المصيرية.

هذا حال المواجهة العربية الخالصة في القمة الأفريقية المرتقبة بين الهلال السوداني، والأهلي المصري، الذي يقام في ختام مباريات المجموعة الثانية لدوري الأبطال، والتي قدر لها أن تشتعل، بوجودة 3 من عمالقة العرب وأفريقيا..الأهلي المصري، والنجم الساحلي التونسي، ومعهما الهلال السوداني.

لم تكن هناك مقدمات تذكر لهذه المواجهة المصيرية، فمباراة الذهاب التي أقيمت في القاهرة، بدأت وانتهت دون مشاكل، فاز بها الأهلي بعد أن كان الأفضل في كل شيء، ودليل ذلك إقالة إدارة الهلال مدرب الفريق صلاح آدم، بعد نهاية المباراة مباشرة، وتحميله مسؤولية المستوى المتواضع الذي ظهر عليه الفريق.

إذا الهلال لم يكن ضحية في القاهرة، والأهلي بريء من تهمة الجلاد في مباراة الذهاب، فما الذي حصل؟

 هي لعبة إلكترونية، شنتها كتائب من المراهقين هنا وهناك، شارك فيها عدة أطراف، بهدف تسميم أجواء المباراة، التي تدخل في إطار التنافس الرياضي الشريف، وإبعاد هذه القمة عن مسارها الطبيعي، بتهديدات وتوعد، وردود أفعال، وتدخل القيادات السياسية، وتعزيز الحماية الأمنية، مع وضع التعهدات من الطرف السوداني، بحماية البعثة الأهلاوية.

لعبة السياسة كان لها دور في تسخين الموقف، فمع الأحداث التي شهدها مطار الخرطوم في منتصف الشهر الجاري، ارتفعت بعض الأصوات مطالبة بنقل المباراة إلى بلد محايد، وقد يكون هذا الأمر، سبب في إطلاق شرارة الحساسية، رغم أن الأهلي نفى مطالبته بنقل المباراة، وتكرر الأمر بعد أن قام مجهول بإطلاق عدة رصاصات باتجاه ملعب المباراة قبل 10 أيام، لكن لم يأخذ الاتحاد الافريقي بالا بكل هذه الشائعات.

دخلت (كورونا) على خط المباراة، خاصة مع إعلان الكشف عن حالتين تعرضتا لهذا الوباء الخطير، وعادت قضية ترحيل المباراة تطرح من جديد، لكن وبعيدا عن الرسميات، كان الرد من الاتحاد الافريقي بتثبيت المباراة في مكانها وموعدها.

الشائبة الوحيدة التي يمكن ذكرها هنا، مسألة حكم المباراة، التي أثير حولها الكثير، خاصة مع اتخاذ الاتحاد الأفريقي لقرار تغيير الحكم، دون إبداء الأسباب، وبشكل جعل هناك شبهة تحيط بالأمر، ورفع حساسية الهلال وجمهوره تجاه (النوايا الدفينة) لكن هنا لا نستطيع إضافة أي كلمة، على الوضع التحكيمي البائس في القارة السمراء، وهو أمر يكاد ينطبق على جميع الفرق الكبيرة دون استثناء.

في الختام..الكل يقر أن الشعب السوداني، معجون بطيبة الأرض، لطيف ودمث، والأكثر ثقافة ومطالعة، وتربطه علاقات دم وأخوة مع شقيقه المصري، ولو قدر للمباراة أن تلعب بظرف أقل حساسية من موقف الفريقين في المجموعة، لكان بالإمكان، إقامتها حتى دون وجود أفراد أمن، لكن للأسف الشديد، ساهمت لعبة السوشال ميديا، في تأزيم الموقف دون سبب، وتحويل المباراة إلى موقعة مصيرية تخشى عواقبها.

نتمنى أن تخرج المباراة بالروح الرياضية المتوقعة بين الفريقين العريقين، ونبارك للفائز والمتأهل للجولة القادمة، فالفائز مهما كان..يبقى عربيا.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان