إعلان
إعلان

الجسد لا يرحم.. نهاية صادمة تعصف بقائد حرس الهلال القديم

سمير بدر
04 أكتوبر 202503:42
Urawa Red Diamonds v Al-Hilal - AFC Champions League Final 2nd LegGetty Images

لم يكن أحد يتخيل أن يكتب القدر الفصل الأخير بهذه السرعة، وأن يتحول نجم صنع المجد إلى ذكرى عالقة في ذاكرة العشاق.

إصابات متلاحقة، ومعركة طويلة مع الألم، انتهت بإعلان صادم وضع نقطة النهاية لمسيرة لاعب حمل ألوان الهلال بكل شغف وإخلاص.

بين تصفيق الجماهير وأوجاع الجسد، سقط الستار على قصة بطل لم يسمح له الزمن بالرحيل كما أراد، وهو النجم السعودي عبد الله عطيف، لاعب أهلي جدة الحالي وأسطورة الهلال.

أسطورة هلالية

يعتبر عطيف أحد أبرز نجوم الوسط الذين ارتدوا قميص الهلال، نظرًا لقيمته الفنية، وتاريخه الطويل مع الألقاب.

وانضم عطيف للهلال في صيف 2012، قادمًا من الشباب، واستمر مع "الزعيم" لمدة 11 عامًا، كتب خلالها تاريخًا لا يُنسى.

وتمكن "الموسيقار" كما لقبته الجماهير من تحقيق 15 لقبًا بقميص الهلال، يأتي على رأسها الدوري السعودي 5 مرات، بجانب دوري أبطال آسيا في مناسبتين.

صفعة القدر

مع رغبة الهلال في تدعيم صفوفه بصفقات أجنبية من العيار الثقيل، فقد قرر النادي عدم تجديد عقد عطيف، تزامنًا مع إصاباته المستمرة.

وقرر عطيف الانضمام لصفوف أهلي جدة في صيف 2023، ولكنه تلقى صفعة من القدر، متمثلة في إصابته بقطع في الرباط الصليبي بعد المشاركة لمدة دقيقة واحدة ضد الطائي، يوم 29 أغسطس/ آب 2023.

ومنذ هذه اللحظة، لم يستطع عطيف، التغلب على الإصابة والعودة مرة أخرى للملاعب، وهو تسبب في حالة حزن لدى الجماهير، بسبب الإمكانيات العظيمة التي يمتلكها اللاعب.

ويعود السبب الأول في فشل عودة عطيف إلى أن الإصابة التي تعرض لها هي الثالثة على مستوى الرباط الصليبي، حيث سبق وأن تجرع مرارتها خلال مناسبتين مع الهلال.

إعلان رسمي

بعد فترة من المعاناة، أعلن عطيف أنه سيعتزل كرة القدم بنسبة 99%، بعد نهاية عقده مع الأهلي في الصيف المُقبل، بقوله: "كنت أتمنى تقديم الكثير للراقي، ولكن الإصابة منعتني".

وقال عطيف، في تصريحات تلفزيونية: "كان لدي عرضين من الشباب والأهلي، ولكنني فضلت الأخير، ولسوء الحظ لم أستطع مساعدة الراقي، بسبب الإصابة التي داهمتني".

وأمضى: "لم أكن أعاني من الإصابة قبل الانضمام للأهلي، فالراقي نادٍ محترف وأجرى لي العديد من الفحوصات والاختبارات قبل التوقيع معي، ونجحت فيها".

واختتم: "لن أكمل مسيرتي في كرة القدم بعد نهاية عقدي مع الأهلي بنسبة 99%".

تشتت حرس الهلال

يعد عطيف أحد أبرز الحراس القدامى لنادي الهلال الذين أسهموا في تحقيق الألقاب بالعصر الحديث، ولكن نهايته كانت صادمة على غرار زملائه السابقين.

الحرس القديم للهلال تبعثر بشكل غريب، فقد رحل كل من عبد الله المعيوف ومحمد البريك ومحمد جحفلي وياسر الشهراني وسلمان الفرج وبافتيمبي جوميز.

المعيوف حاليًا من دون نادٍ، والبريك الفرج انضما لنيوم الصاعد حديثًا لدوري روشن، فيما عاد الشهراني لصفوف القادسية، واعتزل جوميز كرة القدم نهائيًا.

وتدهورت مسيرة جحفلي من الرحيل إلى الخلود ثم العودة لمسقط رأسه بنادي الفيصلي المشارك في دوري الدرجة الأولى.

وعانى سلمان الفرج من قطع في الرباط الصليبي خلال نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي، ومنذ تلك اللحظة لم يعد للملاعب.

وبالنظر لقائمة الهلال الحالية، نجد علي البليهي، أحد أبرز رجال الحرس القدم، ولكنه أصبح حبيسًا لمقاعد البدلاء.

أكثر من مجرد لاعب

لم يكن عطيف مجرد لاعب على أرض الملعب، بل كان قلب الحرس القديم للهلال وقائدًا يفرض شخصيته على الجميع.

خبرته الطويلة ومهاراته المتميزة جعلت زملاءه ينظرون إليه كمثال يُحتذى به، سواء في التدريبات أو خلال المباريات الصعبة.

ولعب عطيف دورًا محوريًا في الحفاظ على الانضباط وروح الجماعة بين لاعبي الهلال القدامى، وكان حلقة وصل بين اللاعبين والمدربين، يوجه الأقدام الشابة ويحفز المخضرمين على تقديم أفضل أداء.

ولم يقتصر تأثيره القيادي على الملعب، بل امتد إلى غرفة الملابس، حيث كان حضور عطيف يعزز التركيز والالتزام في كل مباراة.

ومع المنتخب السعودي، كان لا غنى عنه بفضل قدراته الفنية والقيادية، حيث سبق وأن لعب مع الأخضر في 39 مباراة بمختلف المسابقات من ضمنها 3 لقاءات بكأس العالم.

دعم الأخضر

رغم ابتعاد عطيف عن الملاعب، إلا أنه حرص على دعم المنتخب السعودي قبل خوض الملحق المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026.

ويستعد "الأخضر" لمواجهتي إندونسيا والعراق خلال الأيام القليلة المُقبلة، حيث يتطلع لحسم تأهله للمونديال، بعد سلسلة من التعثرات.

وقال عطيف، في هذا الصدد: "رينارد مدرب كبير ولديه القدرة على قيادة المجموعة نحو الحلم، فقد سبق لي وأن عملت معه فهو يتمتع بشخصية مميز، ويدعم اللاعبين بخطابات مميزة قبل المباريات".

وتابع: "رينارد يعتمد على العامل النفسي في المقام الأول، والسعودية تمتلك لاعبين مميزين، ولكن الأزمة في قلة مشاركة اللاعب المحلي في الفترة الأخيرة".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان