Reutersربما يكون لاحتلال أحد المراكز في وسط جدول الترتيب بالدوري الإنجليزي بريقه الخاص، لكن الموسم الحالي يوحي بأن فرق المنطقة الدافئة ربما شعرت بالملل من هذا الوضع، ويمكن أن تجد نفسها في موقف أسوأ بكثير.
ويبدو الإغراء مفهوما في هذه الحالة، فالمراكز الستة الأولى شبه مستحيلة لأغلب الأندية، وهذا يطرح تساؤلا مفاده إلى أين يمكن أن تذهب الأندية المعتاد وجودها في وسط جدول الترتيب من أجل الشعور ببعض التطور والمزيد من الإثارة؟
فالجماهير التي كانت في السابق تشعر بالرضا لمجرد البقاء في دوري الأضواء، أصبحت على دراية أكبر بالخطط الحذرة، ومالكو الأندية الذين يستمعون دون شك بإشادة النقاد بأساليب اللعب المتقدمة، يتخلون عن المدربين والطرق التي ساعدتهم على الحصول على مركز في وسط الترتيب، بحثا عن أسلوب ساحر في اللعب.
ويضم صراع النجاة من الهبوط هذا الموسم العديد من الأندية التي تراجعت من وسط الترتيب، بعد شعورها بضغط من أجل تغيير أفكارها لإرضاء هذا الطلب أو التصور أو ما شابه.
وأقال ساوثهامبتون المدرب كلود بويل بعدما قاده للمركز الثامن في الموسم الماضي ونهائي كأس رابطة الأندية الانجليزية.
ويبدو أن تسجيل 17 هدفا في 19 مباراة على أرضه، كلف بويل عمله، لكن طريقة تفكير النادي اتضحت عند التعاقد مع ماوريسيو بليجرينو كبديل له.
وقال النادي "إنه يفهم جيدا طريقة ساوثهامبتون وأسلوبه في اللعب وطموحه يتشابه مع فلسفة وثقافة وطموح النادي".
لكن ساوثهامبتون، الذي أنهى ضمن أول ثمانية فرق في المواسم الأربعة الماضية، يحتل الآن المركز 17 بعد هزيمته 3-صفر أمام نيوكاسل يونايتد يوم السبت الماضي، ولم ينتصر سوى في خمس مباريات طيلة الموسم.
ويمثل وست بروميتش البيون حالة أخرى في السعي وراء التغيير، مع فشل خطط توني بوليس المعتادة في تحقيق نتائج إيجابية، إذ كان يتقدم بنقطة واحدة عن منطقة الهبوط في نوفمبر/ تشرين الثاني وبدون أي انتصار في عشر مباريات.
وحتى مع التركيز على النجاة من الهبوط شعر بديله آلان باردو أنه يجب أن يقدم للجماهير الوعد بعمل شيء مختلف.
وقال باردو عند تعيينه "أهم شيء هو الفوز بالمباريات وهذا هو الأساس، توني يفعل ذلك أيضا لكن بطريقة مختلفة عني تماما".
وأضاف "الفرق الجيدة من وجهة نظري هي تلك التي تبادر وتحاول وضع المنافسين تحت ضغط، ربما يتعرضون لمشكلات في بعض الأحيان أثناء القيام بذلك، هذا ما سأقدمه هنا مع وست بروميتش".
لكن الوضع تحول إلى مأساة، إذ يتأخر وست بروميتش بسبع نقاط عن منطقة الأمان وبات ينتظر مصيره المحتوم بالهبوط لدوري الدرجة الثانية.
* تغيير الاتجاه
وبعد 4 مواسم متتالية في الدوري الممتاز شعر كريستال بالاس بأهمية تغييره الاتجاه.
وتولى فرانك دي بور مدرب ولاعب اياكس الهولندي السابق المسؤولية وسط الحديث عن تغيير أسلوب لعب الفريق، لكن المدرب الهولندي تمت إقالته بعد أول أربع مباريات في الموسم وهي مسيرة فشل خلالها في تسجيل أي أهداف.
وتحت قيادة بديله روي هودجسون يخوض بالاس لعبة المطاردة لأغلب الموسم.
وبينما أثارت فكرة بالاس بصنع نسخة في جنوب لندن من الكرة الهولندية "الشاملة" بعض السخرية فإن معضلة الأندية أصبحت مشكلة حقيقية.
وسعى ستوك سيتي للسير على نهج أكثر منطقية وتدرجا مع محاولة مارك هيوز تطوير أسلوب هجومي منذ توليه المسؤولية خلفا لبوليس.
وفقد المشروع تأثيره مع وجود النادي في منطقة الهبوط، لكن في هذه الحالة لم يتعجل النادي إقالة هيوز.
ومنذ صعوده إلى الدوري الممتاز في 2008، احتل ستوك المراكز ما بين التاسع وحتى 14، وأصبح مثالا للاستقرار والواقعية.
وربما يشعر الوافدون الجدد في السنوات الأخيرة مثل بيرنلي وبرايتون وبورنموث وواتفورد بالسعادة بالسير على خطى هذا النهج من الوجود بشكل منتظم في وسط الترتيب، لكن لو حققوا ذلك سيواجهون الضغط ذاته من أجل التغيير.
ويطلق هذا الموسم العديد من التحذيرات مفادها أنه وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مفهوما، فان الرغبة في التطور يمكن أن تشكل فخا خطيرا.
قد يعجبك أيضاً



