
موسى التعمري، لا يختلف عن ميسي، ولا كريستيانو رونالدو، هو كنز، وثروة أردنية وطنية، ينبغي الإشادة بها في كل مكان وزمان.
النشامى، بعصا موسى، حقق الانجاز والإعجاز، بأداء عالمي ممتاز، حيث كان "منبع" الخطورة، والحد من مفعوله الساحر، كان مستحيلا.
نجم " فتح الشوارع" في دفاع كوريا الجنوبية، وأطفأ أنوار البيوت والمقاهي مبكرا في سيول، وجعل سون و"جماعته" يدخلون مرحلة الشك، فيما لم يصحو الألماني يورجن كلينسمان حتى اللحظة، من هول الصدمة، وما رأى.
لم يكن التعمري في تلك الليلة، لاعبا عاديا، بل كان نجما عالميا بامتياز، من طينة أساطير العالم، ولسنا نبالغ، ولم نصب بالهذيان، وإنما هي جسدها نجم النشامى اللامع.
استمتاع ما بعده استمتاع، هكذا كان يشعر كل من أعاد شريط مباراة الأردن وكوريا الجنوبية، ليشاهد " بالعرض البطيء والعرض السريع"، ما فعله التعمري، حيث لم يرحم الكوريين، وهو يلقنهم درسا لن ينسوه أبدا بفنون كرة القدم.
فوز تاريخ حققه النشامى على كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين، وضع عليهما التعمري بصمته المضيئة، ففي الهدف الأول لعب دور المدافع وقطع الكرة وجرى بها بسرعة البرق، ورغم عدم وضوح الرؤية بين غابة أقدام كورية حاولت إيقافه، كان بنظرة صقر يمرر كرة وضعت النعيمات بمواجهة المرمى، فألصقها الأخير سقف الشباك.
وأراد التعمري بعدها أن يريح الأردنيين عناء الترقب، والخوف من ردة فعل كورية، فعاد وأمسك كرة من ملعب النشامى، ومضى بها، دون تردد أو تلكؤ، فقد حدد ضالته، وعند مسافة الصفر، أطلق رصاصته فكانت بمثابة رصاصة الرحمة.
التعمري، هذا النجم الذي كان يعمل وهو في مقتبل العمر داخل مخبز بأحد الأحياء الشعبية في العاصمة عمان، رسم أحلامه رغم كل الظروف، وقاتل من أجل تحقيقها، وبتوفيق من الله وما أحاطه من دعاء الوالدين، كان ينطلق ليمسك خيوط حلمه الكبير في قيادة النشامى لملعب لوسيل، حيث نهائي كأس آسيا.
ما فعله التعمري مع النشامى، لا يختلف عما فعله مارادونا مع منتخب الأرجنتين عندما كان لاعبا، وما فعله مواطنه ميسي كذلك في كأس العالم قطر 2022.
في الأردن، ثمة ألف تعمري، لكنهم بحاجة لمن يكتشفهم، فالمواهب الأردنية متوفرة، وكل ما تحتاجه الاهتمام ولكشافين ممن يعملون للصالح العام بعيدا عن اي محسوبيات، فمن يكتشف مواهب كهذه، لا يختلف عمن يكتشف منجم الذهب، فكلاهما كنز ثمين، والتعمري كذلك.


