
كما كان متوقعاً اعتذر البرازيلي البرازيلي ماركوس سيزار دياز كاستر "باكيتا"عن تدريب المنتخب السوري لكرة القدم، رغم وصول المفاوضات لمراحل متقدمة، وتوقيع باكيتا على مسودة العقد، ليبدأ اتحاد صلاح رمضان بالتفاوض مع مدربين أجانب وبأرقام مالية كبيرة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا كان سيقدم باكيتا أو غيره للكرة السورية وللمنتخب الأول، ماذا سيقدم في ظروف صعبة وامكانيات محدودة وغياب لمقومات النجاح من ملاعب وقواعد وكوادر فنية وادارية وفوضى بالعقود والتعاقدات وتدني بالمستوى الفني للدوري الممتاز، وغياب لدوري الفئات العمرية وهو الأهم في عملية تطوير كرة القدم.
اتحاد الكرة السوري الجديد بقيادة صلاح رمضان، يخطط للتعاقد مع مدرب أجنبي له تجارب وانجازات سابقة، ليعيد الألق لنسور قاسيون، وليحقق نتائج مرضية في بطولة أمم آسيا، وليكون بداية الاصلاح والنهوض من جديد بعد سنوات من الفشل الفني والاداري.
تطوير كرة القدم لا يعتمد فقط على أسم وهوية وانجازات المدرب، مهما كان كبيراً، التطوير يحتاج لبنية تحتية واسس ومقومات وبناء قوي من الصفر وتأهيل كوادر فنية وادارية، وتأهيل مدربين قادرين على بناء جيل جديد يتعلم ألف باء كرة القدم العلمية والعملية، وهي للأسف غير موجودة حالياً في سوريا، فمعظم الاندية لا تمتلك ملاعب وجميعها عاجز عن دفع مستحقات لاعبيه ومدربيه لثلاثة اشهر مقبلة، اضافة لغياب التخطيط لعشرة سنوات قادمة، فالعمل والتخطيط يكون لموسم واحد، وبطموحات متناقضة، حين لا يتجاوز اجور الحكم الدولي للمباراة الواحدة 25 دولار تتضمن دفعه لأجور النقل والاقامة، فكيف ستتطور كرة القدم السورية، حين لا يستطيع فريقي الفتوة والجزيرة اللعب في ملعبهما وبين انصارهما ويكونا مجبرين على اعتماد ملاعب دمشق، حينها وبكل تأكيد الفريقين خسرا قوة اضافية بالدعم الجماهيري.
حين لا يكون لنادي تشرين وهو بطل الدوري لثلاث مواسم متتالية، شركة راعية او داعمين، وكذلك الكثير من الاندية الكبيرة والعريقة فكرة القدم السورية ليست بخير وهي تحتاج لجملة قرارات استثنائية وتاريخية .
كرة القدم السورية تتطور بالعلم والعمل واعادة تأهيل الملاعب كإستاد حلب الدولي والعباسيين في دمشق، ولا تتطور بالتعاقد مع مدرب اجنبي سيقبض أكثر من المليون دولار سنويا، اضافة لمليون ثانية لجهازه المساعد، تتطور كرة القدم السورية، بالاستفادة من تجارب الاتحادات العربية المجاورة فقفزت خطوات سريعة نحو العالمية.
سبق وتعاقد اتحاد الكرة السابق برئاسة حاتم الغائب مع التونسي نبيل معلول، ومنح صلاحيات مطلقة فماذا كانت النتيجة، وكذلك الكثير من الاتحاد العربية تعاقدت مع مدربين من فئة الخمس نجوم، فماذا كانت النتيجة، ولذلك التخطيط يبدأ من القاعدة وينتهي في قمة الهرم، وأفضل من يخطط ويرسم استراتيجية المستقبل فريق عمل متخصص من فنيين واداريين وخبرات مؤهلة بشكل صحيح، اضافة لفرق عمل تكون لها صلاحية مطلقة لإعادة الهيكلية الادارية والفنية والاحترافية والمالية.
كرة القدم الحديثة علم وعمل وتخطيط وتأهيل وكوادر وخبرات ودعم مالي لا محدود وللأسف كل ذلك غير متوفر حالياً في سوريا بعد حرب امتدت لأكثر من عشرة سنوات انهكت الاقتصاد وابعدت الداعمين وساهمت بهجرة الملايين من السوريين كان من بينهم الالاف من المواهب الكروية.
قد يعجبك أيضاً



