EPAألتاخ هي قرية صغيرة تقع في جبال الألب لا تملك سوى سوق تجاري واحد كبير، إضافة لمتجر واحد للأثاث ومطعم وفريق يفتخر باعتلاء صدارة الدوري في النمسا.
ورغم أنه لم ينفق سنتا واحدا على التعاقدات هذا الموسم، ومع انتقال مدربه لفريق أكبر، فإن ألتاخ اعتلى صدارة الدوري قبل العطلة الشتوية بفارق نقطتين عن أقرب منافسيه.
وحقق الفريق فوزا كبيرا على أكبر قوتين في الدوري النمساوي رابيد فيينا، وأستريا فيينا، وتعادل مع سالزبورج، الذي يحظى بدعم مالي من إحدى شركات مشروبات الطاقة.
ووصف الفريق بأنه ليستر سيتي النمسا لن يكون منصفا بحقه، فكما قال جورج زلهوفر، المدير الرياضي للنادي، إن حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عملاق مقارنة بناديه.
ويتسع استاد ألتاخ، كاشبوينت أرينا، الواقع قرب الطريق السريع وله إطلالات رائعة على الجبال المحيطة، لثمانية آلاف شخص فقط ولكنه أكثر من كاف لاستضافة سكان القرية برمتها.
وتبلغ الميزانية السنوية للنادي، الذي لم يسبق له اللعب في دوري الأضواء قبل آخر موسمين، نحو 6.8 مليون يورو، وهو أقل مما يحصل عليه العديد من اللاعبين البارزين.
وإلقاء نظرة سريعة على تشكيلة الفريق ليست كافية لتحديد أسباب واضحة وراء نجاحه، فالعديد منهم يعملون في مهن أخرى يكسبون قوتهم بصورة يومية وانضموا لألتاخ عندما كان في دوري الدرجة الثانية وليس فيهم أي شاب واعد أو حتى لاعب مخضرم يلعب في الفترة الأخيرة قبل الاعتزال.
ولكن نجاح ألتاخ تحقق بفضل الإدارة الفنية الرشيدة والذكاء في اختيار اللاعبين وعدم وجود ضغوط لتقديم أداء جيد مقارنة بما يسمى القوى التقليدية.
وقال زلهوفر "نحن في وضع جيد، ندفع فواتيرنا في مواعيدها ولا ندفع بسخاء. نحرص على أن نؤدي واجباتنا على نحو جيد"، معتبرا أن "الحدس" هو ما يقودهم للتعاقد مع اللاعبين المناسبين.
وأضاف زلهوفر وهو لاعب سابق ومدرب "أستعين بشبكة علاقاتي وزملائي. يخبرني حدسي باللاعب المناسب للنادي".
وقال إنه يبحث على وجه الخصوص عن لاعبين تعثرت مسيرتهم ولكنهم لا يزالون يتمتعون بإمكانيات. انضم كافة اللاعبين تقريبا في صفقات انتقال حر.
والكاميروني لويس نجوات ماهوب أحد تلك الحالات إذ خاض في مسيرته المضطربة دقيقتين فقط مع بايرن ميونيخ قبل أن تدفع المشكلات المثارة حول جواز سفره الفرنسي إلى الاستغناء عن خدماته.
بعدها لعب لصالح أندية أقل شهرة بينها سالزبورج قبل أن ينضم إلى ألتاخ في 2012 حيث استقر. وقال زلهوفر "إنها قصة مميزة لنا، لديه إمكانيات كبيرة".
وألتاخ واحد من أندية قليلة من منطقة فورارلبرج، وهي أقرب من سويسرا عنها إلى فيينا، الذي يتأهل لدوري الأضواء.
وأنهى الفريق موسمه الأول في دوري الأضواء 2014-2015 في المركز الثالث، وتأهل للدوري الأوروبي حيث بلغ الدور التمهيدي الأخير. وأنهى الموسم الماضي في المركز الثامن وهو ما أبدى زلهوفر سعادته به.
ولكن على غرار أندية صغيرة عديدة كان للنجاح عواقبه غير المحمودة إذ أن ألتاخ لم يتمكن من مجاراة العروض التي تقدم بها أندية نمساوية كبرى ناهيك عن العروض القادمة من خارج النمسا.
وانتقل المدرب دامير كانادي لتولي مسؤولية رابيد فيينا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وخلفه فيرنر جرابهر، الذي أبقى الفريق في القمة، لكنه لم يتمكن من تولي المسؤولية بعقد طويل الأمد، لعدم حصوله على رخصة تدريب. ويعمل الآن في قسم التسويق.
وتولى مارتن شيرب المنصب خلفا له.
وفي هذه الأثناء عاد دميتري أوبرلين، هداف الفريق برصيد 9 أهداف، إلى ناديه الأصلي سالزبورج الذي قرر عدم تمديد إعارته.
وهذا يعني أن ألتاخ سيبدأ المشوار من جديد عندما تستأنف المسابقة مطلع الأسبوع المقبل.
قد يعجبك أيضاً



