إعلان
إعلان

البدري.. ومصطفى محمد

محمد اللاهوني
02 سبتمبر 202102:06
koo_295862

في آخر أيام سوق الانتقالات الصيفية في أوروبا وبينما كان العالم يتابع صفقات اللحظات الأخيرة وعلى رأسها عودة جريزمان إلى أتلتيكو مدريد الإسباني ورحيل ساؤول إلى تشيلسي الإنجليزي ؛ كان مصطفى محمد هو نجم المشهد بالنسبة للجماهير المصرية.

رحل مصطفى محمد إلى جالطة سراي التركي بعد إلحاح شديد من اللاعب تجاه ناديه الأصلي الزمالك المصري للخروج إلى أوروبا ولم يهتم بأي دعوات جماهيرية له بالبقاء لمساعدة الفريق في الموسم الصعب الذي انتهى بتتويج الفريق بالدوري.

وبالفعل حط مصطفى رحاله في تركيا وقدم بداية جيدة للغاية وبدأ الحديث عن تفعيل بند شراء عقده من الزمالك إلا أن الأمور تحولت إلى مسار آخر مع عودة السنغالي مباي دياني إلى النادي التركي.

حاول مصطفى الخروج من مقاعد بدلاء جالطة سراي بتسويق نفسه في الدوري الفرنسي حيث كان مقررا في البداية أن يرحل إليه من بوابة سانت إيتيان قبل تعثر المفاوضات.

وبعد أقل من 8 أشهر أصبح مصطفى على بعد تجربة جديدة بالرحيل إلى بوردو الفرنسي ولكن الصفقة لم تكتمل في اللحظات الأخيرة ما بين رغبة الزمالك في مقابل مالي لتفعيل بند الشراء وأنباء عن خلاف بين اللاعب وجالطة سراي.

كل ما فات من سرد للأحداث سيجعلك عزيزي القارئ مندهشا ومن هو البدري الذي يتصدر عنوان هذا المقال؟

الحقيقة أن هذه الأزمة لها بعد آخر وهو تأخر اللاعب في السفر إلى مصر للانضمام لمعسكر الفراعنة لخوض لقاء أنجولا في تصفيات كأس العالم 2022.

وغاب بالفعل اللاعب عن هذه المباراة وتوقع الكثيرون أن يكون الأمر بموافقة وتنسيق مع الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسام البدري إلا أن المفاجأة كانت في تصريحات مدرب الفراعنة بأن مصطفى محمد لم يحصل على إذن الجهاز الفني للتأخر.

وهنا يجب التوقف للحظات؛ فالبدري المعروف بصرامته وشخصيته القوية وحدة أسلوبه في بعض الأحيان أمام أحد قرارين وفقا لهذه المعطيات، إما توضيح الأمر للجماهير في بيان رسمي وقبل مواجهة الجابون واتخاذ قرار صارم ضد اللاعب باستبعاده عن هذا المعسكر على أقل تقدير.

أما القرار الثاني أن يحاول التعامل بدبلوماسية ويكون العقاب غير معلن بسفره للجابون لخوض ثاني جولات التصفيات وعدم إشراكه.

كلمات البدري في المؤتمر الصحفي أكدت أنه اختار القرار الثاني والطريق الأكثر هدوءا بعدم ذبح اللاعب أمام الإعلام وناديه التركي والحفاظ على مستقبله بضمه ولكن دون إشراكه.

وزاد من رغبة البدري في السير في هذا الاتجاه أن العلاقة في الأساس بينه وبين مصطفى محمد لم تكن على ما يرام بعدما هاجمته جماهير الزمالك من قبل لأنه قال في تصريحات تليفزيونية أن مصطفى محمد لازال تنقصه بعض الأمور الفنية رغم تألقه في تلك المرحلة.

وفي هذا الصدد اختلف مع قرار البدري بشأن مصطفى محمد فلابد أن يكون هناك قرار صارم وفوري بالخروج من المعسكر لتوجيه رسالة للجميع أن منتخب مصر والدفاع عن ألوانه أهم من أي شئ آخر.

لا أطالب بذبح مصطفى محمد أو إقصائه نهائياً من منتخب مصر ولكن كان يجب معاقبته على ما فعله وإرساء قاعدة مهمة في مواجهة نجوم المنتخب المصري.

وربما يقول البعض أن حسن شحاتة مدرب منتخب مصر الأسبق تساهل في نفس النقطة مع حسام غالي حين اعتذر عن الانضمام لمعسكر منتخب مصر قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 لإتمام انتقاله إلى ديربي كاونتي الإنجليزي.

والحقيقة أن كل مدرب له ماله وعليه ما عليه والمعلم حقق نجاحات كبيرة بفضل تعامله المميز مع هذا الجيل وكونه امتلك بدائل عديدة في كل المراكز.

ولكن في ظل سطوة النجوم داخل منتخب مصر في عدة مواقف سابقة مؤخراً.. كان واجبا على البدري التفكير فقط في مصلحة منتخب مصر.

رسالة أخيرة لمصطفى محمد وهو أحد اللاعبين الموهوبين في الكرة المصرية خلال الأعوام الأخيرة بلا أدنى شك ولكن عليك أن تختار من يعمل معك ويساهم في تطورك وليس إعادتك للخلف.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان