الإفريقي التونسي و المغرب الفاسي .. نهائي عربي تاسع للكونفيدرالية الإفريقية

جاء تأهل فريق المغرب الفاسي المغربي لنهائي النسخة رقم 20 لكأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية) بعد فوزه الصعب و المتأخر علي فريق إنتر كلوب الأنجولي , ليصبغ نهائي هذه البطولة بصبغة عربية خالصة بعد أن سبق للإفريقي التونسي الفوز ببطاقة التأهل الأولي علي حساب فريق سان شاين ستارز النيجيري.

البطولة التي دخلت روزنامة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بداية من عام 1992 و حقق فريق شوتينج ستار النيجيري لقب نسختها الأولي علي حساب فيلا الأوغندي دانت لأبناء لغة الضاد 15 مرة مقابل 4 مرات فقط لأندية إفريقيا السمراء.

صعود فريقين ينتميان إلي الدولتين الشمال إفريقيتين تونس والمغرب إلي النهائي سيكون الثاني علي التوالي و الخامس طوال تاريخ البطولة , حيث كانت البداية عام 1996 التي خسر خلالها النجم الساحلي التونسي أمام الكوكب المراكشي المغربي , أبناء مدينة سوسة الساحلية ردوا اعتبارهم وحققوا لقبي 1999 و 2006 علي حساب الوداد البيضاوي ثم الجيش الملكي , ثم كان نهائي النسخة الماضية الذي تنافس علي لقبه الثنائي الفتح الرباطي و الصفاقسي وهو النهائي الذي حسمه أبناء المدرب الحسين عموتة بعد تعادلهم في مدينة الرباط سلبياً ثم نجاحهم في مفاجأة فريق عاصمة الجنوب التونسي علي أرضه و بين جماهيره في ملعب الطيب المهيري إياباً بثلاثة أهداف لهدفين.

بصفة عامة كان النهائي عربياُ خالصاً في تسع مناسبات, حيث حقق شبيبة القبائل الجزائري لقبي 2000 و 2001 علي حساب الإسماعيلي المصري ثم النجم الساحلي التونسي. الصفاقسي التونسي حقق بدوره لقبين متتاليين علي حساب المريخ السوداني عام 2007 تبعه بلقب 2008 علي مواطنه النجم الساحلي.

تاريخياً سبق للأندية التونسية إحراز لقب هذه البطولة 7 مرات منها 3 للنجم الساحلي و مثلها للصفاقسي بالإضافة للقب وحيد حققه الترجي عام 1997, أما الأندية المغربية ففازت باللقب 4 مرات عن طريق الرباعي الكوكب المراكشي 1996, الرجاء البيضاوي عام 2003 ,الجيش الملكي عام2005 و أخيراً الفتح الرباطي في نسخة 2010.

الإفريقي نحو لقب قاري أخر

خاض النادي الإفريقي صاحب الشعبية الجارفة في تونس هذه البطولة بداية من الدور الستة عشر الثاني بعد أن ودع دوري الأبطال من الدور الستة عشر أيضاً أمام الهلال السوداني, و نجح أبناء المدرب المخضرم فوزي البنزرتي الذي قاد الترجي للظفر بلقبه الوحيد في بطولة أبطال الدوري عام 1994 علي حساب الزمالك المصري, نجحوا في تجاوز فريق سوفاباكا الكيني بعد فوزهم عليه (3- 0) ذهاباً و خسارتهم (1- 3) إياباً قبل أن يتصدروا المجموعة الأولي في دور الثمانية بعد أن جمع 11 نقطة من ثلاث انتصارات و تعادلين و خسارة وحيدة.

زملاء الدولي زهير الزوادي بدءوا مشوارهم في دوري المجموعات بتعادل خارج الديار مع اسيك ميموزا الإيفواري بهدف لمثله ثم تعادلوا سلبياً مع كادونا يونايتد النيجيري في الجولة الثانية داخل قواعدهم و حققوا بعدها أول فوز لهم علي إنتر كلوب الأنجولي بهدفين دون رد ثم تعرضوا لخسارتهم الوحيدة أمامه في الجولة الرابعة بلواندا بهدف لهدفين, قبل أن يحققوا فوزين متتاليين في الجولتين الخامسة و السادسة بهدف لصفر علي أسيك ميموزا في تونس و كادونا يونايتد في نيجيريا.

في قبل النهائي لم يؤثر تعادل فريق (باب جديد) مع سان شاين النيجيري إياباً في تونس علي بلوغه المباراة النهائية بعد أن حسم لقاء الذهاب في "بلد النسور" بهدف مهاجمه التشادي إيزيكال أندوسال.

الأرقام تقول أن النادي الذي تأسس عام 1920 و حقق المركز الرابع في دوري بلاده الموسم الماضي برصيد 35 نقطة, لعب خلال مشواره 10 مباريات فاز في 5 منها و تعادل في 3 و خسر مرتين و سجل لاعبوه 11 هدف منها ثلاثية لحمزة المسعدي و تلقت شباك الفريق 6 أهداف.
أبناء الطاوسي وحلم التتويج .

من جانبه بدأ المغرب الفاسي الذي تأسس عام 1946 و يحتل المركز السادس في دوري المحترفين المغربي بعد مرور خمس مراحل علي انطلاقته بعد أن جمع 9 نقاط من انتصارين و ثلاث تعادلات , بدأ البطولة من الدور التمهيدي و تخطي كراكي البنيني بالتعادل (1- 1) ذهاباً ثم الفوز (4- 1) إياباً ثم تجاوز الدور الأول بعد التفوق علي فريق الساحل من النيجر بعد تعادله سلبياً ذهاباً و فوزه بهدفين دون رد إياباً.

في الدور الستة عشر الأول تغلب زملاء طارق السكيتوي علي الخرطوم السوداني بخماسية مقابل هدف ذهاباً في فاس ثم خسروا (0 – 2) إياباً في الخرطوم, بعدها كان زيسكو الزامبي هو ضحيتهم الرابعة بعد أن هزموه في مجموع اللقاءين (2-1) بعد خسارتهم في زامبيا (0- 1) ثم فوزهم علي أرضهم (2- 0).

في مرحلة المجموعات تصدر أبناء المدرب رشيد الطاوسي المجموعة الثانية برصيد 14 نقطة بعد فوزهم 4 مرات وتعادلهم مرتين في مشوار ظافر لم يعرفوا خلاله طعم الخسارة, حيث بدأ الفريق انطلاقته بفوز علي شبيبة القبائل الجزائري بهدف ثم أتبعها بتعادل خارج الديار مع موتيما بيمبي الكونغولي قبل أن يحقق فوزهم الثاني في الجولة الثالثة علي سان شاين النيجيري بهدف دون رد في فاس ثم يتعادل معه بهدف لمثله في نيجيريا, قبل أن يختم مشواره بفوزين متتاليين علي شبيبة القبائل خارج قواعده بهدف ثم علي موتيما بيمبي داخلها بثلاثية دون رد.

في الدور قبل النهائي فرط الفريق في تقدمه علي انتر كلوب الأنجولي في لقاء الذهاب و خسر (1- 2) قبل أن يحسم بطاقة التأهل للنهائي بهدف نجمه شمس الدين الشطيبي الذي أحرزه في وقت قاتل من لقاء الإياب.

النادي الأشهر في مدينة فاس و الذي قدم للكرة المغربية نجوم من طينة الحارس الدولي خالد فوهامي و زملاءه طارق السكتيوي و عبدالكريم القيسي و أكرم الروماني لعب خلال مشواره في هذه النسخة 16 لقاء فاز في 9 منها و تعادل في 4 و خسر 3 ,وسجل نجوم الفريق 24 هدفاً منها 10 مناصفة بين طارق السكتيوي و حمزة أبورزوق,فيما ولجت شباكه 11 هدف.

كما ضمنت الأندية العربية لقبها رقم 26 في دوري أبطال إفريقيا بعد بلوغ الثنائي الترجي التونسي و الوداد المغربي نهائي النسخة 47 للبطولة, ها هو لقب النسخة رقم 20 لكأس الكونفدرالية يعلن فروض الطاعة للأندية العربية الشمال إفريقية و يؤكد أن الكرة في تونس و المغرب تعيش أفضل مواسمها بعد صعود "نسور قرطاج" و "اسود أطلس" لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بغينيا الاستوائية و الجابون ووقوع الكبيرين وجهاً لوجه في المجموعة الثالثة مع منتخبي النيجر والجابون و التي تؤكد كل الشواهد أن بطاقتي التأهل لن تخرجا عن أصحاب لقبي 1976 و 2004.