
انتقد المدير الفني لفريق أوستريا لوستينو النمساوي، التونسي الأسعد الشابي (جردة) مستوى كرة القدم التونسية، ومستوى الدوري المحلي، الذي تدنى بصفة كبيرة، حسبما يرى بسبب توجه الاتحاد التونسي واختيارات الأندية.
الشابي، العربي الوحيد الذي يخوض تجربة التدريب في فريق من الدرجة الثانية النمساوية، خصّ "كووورة" بحوار صحفي، وإلى نص الحوار:
وجودك في النمسا لم يمنعك من متابعة الدوري التونسي، فكيف وجدت مستواه ؟
ـ في البداية أودّ أن أقدم التهاني لفريق النجم الساحلي بمناسبة تتويجه بلقب الدوري، وردًا على سؤالك أقول صراحة أن مستوى الدوري التونسي متدني للغاية والدليل خروج الفرق التونسية من مسابقة دوري أبطال أفريقيا إضافة إلى تقلص عدد لاعبينا المحترفين في أوروبا بشكل رهيب.
وما هو سبب تدني مستوى الدوري التونسي ؟
ـ الحسابات طغت على الدوري التونسي، وجعلت اللاعبين والجهاز الفني والحكام وجميع الأطراف المتداخلة في اللعبة تكون تحت ضغوطات كبيرة، وهذا آثر بشكل كبير على المستوى الفني للمسابقة، بالإضافة إلى انقراض مراكز تكوين اللاعبين الشبان.. أنا أتذكر أن النادي الأفريقي مثلًا حين تُوج بالرباعية في التسعينات اعتمد بنسبة كبيرة على اللاعبين الذين تكونوا في صلب النادي.. أما اليوم فجميع الفرق التونسية تقريبًا أصبحت تركيبتها من لاعبين يتم استقدامهم من أندية أخرى أي أنها لا تولي أهمية للتكوين وللعمل القاعدي.
الاتحاد التونسي هو الآخر يتحمل قسطًا كبيرًا في ما وصلت إليه الكرة التونسية، وهو يرفض القيام بإصلاحات لإنقاذها من الانحدار والهاوية، كما اعتبر أن نفاق الأندية هو الذي أوصل اللعبة في تونس إلى ما هي عليه الآن.
ماذا تقصد بنفاق الأندية ؟
ـ معظم الأندية التونسية وخاصة الكبيرة على غرار الترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي انتقدت رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء، وسحبت منه ثقتها في عدة مرات العام الماضي، لكن خلال الجلسة العامة للاتحاد نفس هذه الأندية تعيد انتخاب الجريء على رأس الاتحاد.. ألا يعتبر هذا نفاقًا ؟
أضف إلى ذلك كيف يُسمح للنوادي الهاوية أن تشارك في انتخاب رئيس اتحاد يدير دواليب كرة القدم المحترفة.. هذا غير منطقي ومعقول ولا يحدث في أوروبا، في النمسا أو المانيا النوادي المحترفة فقط هي التي تنتخب رئيس الاتحاد أما الفرق الهاوية فتنتخب رؤساء رابطاتهم.
أي حلول تقترحها للارتقاء بالكرة والدوري التونسي ؟
ـ من الحلول العاجلة أقول يجب على الأندية أن تبتعد عن انتداب اللاعبين الأجانب الذين لا يتعدى مستواهم المتوسط أي أن مستواهم أقل من اللاعبين التونسيين.. في أوروبا حين يقع انتداب الأفارقة يكون الأجنبي أفضل بكثير مما هو موجود داخل المجموعة.. الأندية التونسية تدفع ضريبة الانتدابات الفاشلة وأولها النادي الأفريقي بطل الموسم الماضي نجده في وضعية سيئة هذا الموسم.
أنت لاعب سابق بالنادي الافريقي.. كيف وجدته هذا الموسم ؟
ـلا أبالغ إذا ما قلت أن الأفريقي يلعب كرة مستواها 20 سنة إلى الوراء، وهذا طبيعي طالما أن الجهاز الفني ليس في قيمة فريق في عراقة الأفريقي.
أنت تعتبر الهولندي رود كرول ليس في حجم النادي الافريقي ؟
ـ رود كرول بعد أن غادر أوروبا لم يبحث عن تطوير نفسه وإمكانياته الفنية، واكتفى بخبراته منذ عشرات السنين، وهذا ليس كافيًا في كرة القدم العصرية.. ولذلك أقول أن كرول لم يكن المدرب المناسب والأمثل للنادي الأفريقي.. ومن يتحمّل مسؤولية هذا الاختيار هو رئيس النادي سليم الرياحي الذي أخطأ في حق الفريق، وهو السبب في ما وصل إليه النادي هذا الموسم.
الرياحي بنفسه اعترف بأنه لا يفقه كثيرًا في كرة القدم ولذلك فاقد الشيء لا يعطيه وأنا كلاعب سابق في الأفريقي تألمت للوضعية التي وصل إليها الفريق وللهزائم المذلة التي تعرض لها هذا الموسم.. نعم لم يحدث أن مرّ النادي الأفريقي بهذه الوضعية المزرية عبر تاريخه.
لو طُلب منك تدريب الأفريقي هل ستقبل العرض ؟
ـ لا لست مستعدًا للرجوع إلى تونس فأنا أعمل في عالم نظيف ولا أريد الرجوع إلى الوراء.. بل أسعى للحصول على أعلى دبلومة في التدريب الذي تسمح لي الإشراف على أكبر الأندية الأوروبية، ووسأبدأ 12 يوليو/تموز المقبل في رحلة التكوين التي تستمر سنتين للحصول على هذه الدبلومة، والتي حصل عليها مدربين عالميين أمثال أنشيلوتي وجوارديولا.
هل ستواصل المشوار مع فريق أوستريا لوستينو لموسم آخر ؟
ـ نعم جددت عقدي مع الفريق لموسم آخر، وقد بدأنا الإعداد للموسم الجديد الذي نطمح خلاله إلى الارتقاء إلى الدوري الممتاز، وانتدبنا اللاعب الدولي الغاني رفائيل دوارا البالغ من العمر 21 عامًا.
ألا تفكر في تعزيز فريقك بلاعبين تونسيين ؟
سبق أن جلبت إلى النسما لاعبين تونسيين لكنهما لم يكونا في المستوى وفشلا في التجربة ومن ذلك الحين قررت ألا أفعل ذلك ثانية.. اللاعب التونسي لا يمكنه التأقلم مع ما هو موجود في الأندية النمساوية.
لكن ابنك سيف تألق في فريق أوستريا مما مكنه من الانتقال للدوري السويسري ؟
ـ ابني سيف ولد في النمسا ونشأ هناك ولذلك لا يمكن مقارنته بلاعب نشأ في تونس، وستسمعون عنه الكثير في تجربته الجديدة بسويسرا.
هل شجعت ابنك على مغادرة الفريق الذي تدربه للالتحاق بنادي سانت جالين السويسري؟
ـ نعم لأن المدرب الألماني زين باور أبدى إعجابه كثيرًا به وهو من اقترحه على الفريق السويسري الذي أمضى له عقدًا لمدة سنتين، وأنا واثق من أن تجربتي سيق في الدوري السويسري الممتاز ستكون بالنسبة إليه محطة عبور للدوري الألماني أو الإنجليزي.
قد يعجبك أيضاً





